اخبار سوريا اليوم - مقاتلون سابقون بالمعارضة جنوب سوريا انضموا لـ"حزب الله".. كم وصل عددهم؟

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن نجاح ميليشيا "حزب الله"، حليف إيران ونظام الأسد، بتجنيد سوريين قاتلوا سابقاً في صفوف المعارضة، ودفعهم إلى تبديل انتماءاتهم.

 
وبحسب ما ذكره تقرير الصحيفة المنشور أمس الخميس، وترجمته "السورية نت"، فإن "حزب الله"، ضم عناصر من مقاتلي المعارضة كانت تدعمهم سابقاً الولايات المتحدة، وضمهم إلى قوته المتنامية في جنوبي سوريا، بعد أن بدا وكأنه قد انسحب تفادياً للغارات الإسرائيلية، وفقاً لناشطين ولقائد ميداني سابق في المعارضة (لم تذكر اسمه).

وتؤكد الصحيفة، أن الميليشيا اللبنانية جندت حوالي ألفي مقاتل، معظمهم من الجماعات المقاتلة التي فقدت التمويل الأمريكي العام الفائت، وأن التجنيد يتركز في القرى الواقعة جنوب سوريا.

"حزب الله" يرفض التعليق

رفض "حزب الله" التعليق على جهود التجنيد هذه في سوريا، وذكر زعيمه، حسن نصر الله، إن "قوات حزب الله ستبقى في سوريا طالما يريدهم رئيس سوريا أن يبقوا هناك".

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن إيران شكلت في  في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، فرعاً من المنظمة الشيعية الدينية، "الزهراء"، في محافظة درعا الجنوبية، وجاء ذلك عقب زيارة للمنطقة من قبل ممثل للقائد الأعلى الإيراني.

وأضافت نقلاً عن منظمة قالت إنها تراقب جنوب سوريا واسمها "ايتانا سيريا"، إنه بالنسبة للمقاتلين السابقين في صفوف المعارضة، يمثل الانضمام إلى "حزب الله"، ضمانة ضد الاعتقال من قبل قوات الأسد، كما يقدم لهم راتباً شهرياً بقيمة 250 دولار، أي أكثر مما تقدمه قوات النظام، ما يعد تعويضاً للدخل المفقود من الدعم الأمريكي لفصائلهم.

وذكّر تقرير الصحيفة، بالرسائل التي وجهتها السفارة الأمريكية في عمان في يونيو/ حزيران الماضي لقادة في الجنوب، وتقول إنه ليس عليهم محاربة حكومة الأسد "مع افتراض أو توقع التدخل العسكري من قبلنا".

الانسحاب الأمريكي ترك إحساساً بالخيانة للمقاتلين، حسبما قال القائد السابق للمعارضة "اذهبوا إلى روسيا، اذهبوا إلى النظام، اذهبوا إلى إيران،  تلك كانت الرسالة".

ولم تعلق وزارة الخارجية على الرسالة أو على الدعم الأمريكي للجماعات المعارضة، ولكن قالت: "إننا نعي التقارير التي تفيد بأن النظام وقواته الحليفة تقوم بتجنيد الجنود في المنطقة".

ما وراء التحركات في الجنوب؟

تؤكد تحركات "حزب الله" الأخيرة في جنوب سوريا على صعوبة دحر إسرائيل للنفوذ الإيراني، بحسب ما يراه تقرير الصحيفة، مضيفاً أن "نصرالله" ذكر في خطاب له، أن "حزب الله في سوريا تحت طلب قيادة البلاد. لم نذهب إلى سوريا بمشاريعنا الخاصة".

المرصد السوري لحقوق الإنسان المتمركز في بريطانيا يقدر بأن "حزب الله" جند حوالي 1.600 مقاتل جديد في سوريا خلال الأشهر الأخيرة. ولكن قائد ميداني سابق في المعارضة السورية، قال بأن الرقم أقرب إلى ألفي مقاتل.

ويقول اميل الحكيم، الباحث في المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية المتمركزة في لندن: "يفهم حزب الله وإيران أن اللعبة الرابحة هي اللعبة على الأرض: عليك أن تغرس نفسك في المجتمعات، عليك أن تبني وجوداً لك وأن تكون جزءاً من الاقتصاد المحلي والبنية التحتية".

يذكر بأن إسرائيل قصفت حوالي 200 هدف في سوريا خلال 18 شهراً السابقة، حسبما أفصح المسؤولون الإسرائيليون مؤخراً، لعرقلة شحنات الأسلحة لـ"حزب الله" ولمنع إيران من إنشاء وجود عسكري دائم داخل سوريا، وهو ما قد يصعد من التهديد لإسرائيل.

ويرى القادة الإيرانيون هذا التواجد كوسيلة نافعة لردع الهجوم الأمريكي والإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، وفقاً لتقدير للبنتاغون من عام 2015.

زعزعة استقرار

إسرائيل، التي تعتبر إيران كتهديد وجودي، حذرت من أنها لن تسمح للقوات الموالية لإيران بالتواجد قرب حدودها، إلا أن قيام "حزب الله" بتجنيد المقاتلين في جنوبي سوريا يعد "احتمالاً مسبباً لزعزعة الاستقرار بشكل كبير"، وفقاً للمبعوث الأمريكي إلى سوريا "جويل ريبورن".

وتابع في مؤتمر صحفي عقده في المنامة يوم الجمعة الماضي: "فكرة أن حزب الله قد يتمدد هناك على الجبهة الأردنية، قرب مرتفعات الجولان، قرب الجبهة الإسرائيلية. هذا سيزيد من فرص النزاع".

وأخيراً، ختمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالتذكير إلى أنه مع بدء تحرك نظام الأسد وحلفائه ضد المعقل الأخير للمعارضة جنوب غرب سوريا، أكدت المعارضة السورية لاحقاً أن بعض مقاتلي الميليشيات الإيرانية كانوا يرتدون لباس قوات النظام، في سعي واضح لتجنب المزيد من الغارات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، كما عمدت إيران إلى تحريك ميليشياتها بعيداً عن الحدود الإسرائيلية لتقليل التوتر مع روسيا.

اقرأ أيضاً: صحيفة: تفاهم تركي روسي على انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في سوريا