اخبار سوريا اليوم - هدف إيران الأهم في دير الزور.. التشيع وسيلة لبسط السيطرة بأساليب بينها الترهيب

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

صورة نشرتها صفحة "صدي الدير" الموالية للنظام في وقت سابق لعناصر من "الحرس الثوري" في حديقة المعلمين بدير الزور

ياسر العيسى - خاص "السورية نت"

عناصر من "الحرس الثوري" الإيراني، يحملون المعاول، وأدوات أخرى وسط حديقة المعلمين في أحد أحياء مدينة الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.

داخل هذا المشهد، ومن أجل اكتمال الهدف منه، حرص شديد على إظهار أطفال وهم يترقبون انتهاء العمل، للبدء باللهو واللعب الذي فقدوه خلال الحرب.

المشهد، استمر عرضه وتكراره لأيام عدة، على مرأى أعين المارة من أبناء المدينة، ووسط تغطية إعلامية من صفحات وشبكات إعلامية موالية للنظام، تظهر "سواعد" هؤلاء وهم يعيدون تأهيل الحديقة وإصلاح مقاعد وألعاب الأطفال فيها، بينما لم يعد خافياً على الكثيرين الأهداف غير المعلنة من خطوات إيرانية متسارعة داخل مدينة دير الزور ومدن وبلدات غرب نهر الفرات في ريف المدينة الشرقي والغربي.

منذ طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من أغلب المناطق التي يسيطر عليها في مدينة دير الزور وريف المحافظة الشرقي والغربي، بدأت إيران والميليشيات الشيعية المدعومة من قبلها، بمحاولة اجتياح أخرى للمحافظة، وهذه المرة ليس عسكرياً فقط، وإنما ثقافياً واقتصادياً وطائفياً، بهدف كسب المعركة الأهم، وهي تشييع سكانها، لضمان سيطرتها على إحدى أهم المناطق في ، والتي تعد بوابة الوصول إلى المتوسط من .

السؤالان اللذان يحتاجان للإجابة هنا: ما هي الخطوات التي اتبعتها إيران للوصول إلى هذا الهدف؟ والأهم: هل نجحت في ذلك؟.

والإجابة تبدو صعبة إلى حد ما، خاصة في ظل عدم وجود أي إحصاءات أو معلومات موثقة، يمكن من خلالها الحصول على إجابة ما.

لكن المراقب لأحوال المناطق التي يسيطر عليها النظام في دير الزور، ما بعد طرد "تنظيم الدولة" منها منذ نحو عام ونيف، يلاحظ أن إيران لم تتدخر جهداً للتقرب من سكان المنطقة، بهدف تحقيق هدفين رئيسيين، أولهما محو الصورة السلبية للتدخل الإيراني في سوريا، والمجازر والجرائم التي ارتكبتها قواتها وميليشياتها في سبيل بقاء النظام.

والهدف الآخر، كسب تأييد سكان المنطقة وإقناعهم بالوقوف إلى جانبها وصولاً إلى الولاء المطلق لها، محاولة الدخول من هذا الباب عبر باب التشيع الذي تراه الكفيل بجعلهم تابعين لها، وأدوات لمشاريعها.

ومن هنا، عمدت إيران عبر أذرعها إلى استمالة السكان من خلال مشاريع خدمية وتعليمية، وأخرى صحية من افتتاح عيادات ومشافي ميدانية صغيرة لجنود وعناصر ميليشياتها، سمحت للمدنيين بارتيادها مجاناً، وصولاً إلى نصب شاشات عملاقة في ساحات دير الزور لمتابعة المونديال أثناء فعاليات كأس العالم الأخيرة.

إيران، لجأت إلى شخصيات عشائرية بهدف كسب أكبر قاعدة لها في الريف، مدركة حجم تأثير هذه الشخصيات على محيطها، وكان في مقدمة هؤلاء، المعارض السابق لنظام الأسد، نواف ، والذي لم يكتف بمساندة بمساندة إيران في تحقيق هدفها هذا (التشيع)، بل ساندها عسكرياً عبر دفع كثير من أبناء عشيرته إلى التطوع في ميليشيات "الباقر" الشيعية، للقتال إلى جانب النظام.

أما في المدينة، ولعدم وجود تأثير عشائري كبير على سكانها، فكان لابد لها من إتباع أسلوب آخر، عبر تطويع أصحاب مناصب محلية وشخصيات إعلامية لمشروعها، يمكن أن يخدموا أهدافها حالياً ومستقبلاً، وهو ما دفعها إلى إحضار مجموعة منهم إلى طهران في زيارة استمرت لأيام لم يكشف عن مضمونها أو أهدافها، ناهيك عن دفع بعض الموالين لها، لتسلم مناصب رسمية على مستوى المحافظة أو ضمن حكومة النظام.

فراس علاوي رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز"، المعني بتعطية أخبار شرق سوريا، يؤكد لـ"السورية نت"، أن تواجد إيران الواضح في دير الزور، خاصة في المناطق الحدودية مع العراق، هدفه تأمين ممر يربط العراق بسوريا، وإيجاد ممر بري يربط بغداد بدمشق وبيروت، إضافة إلى "البحث عن قواعد اجتماعية وعسكرية طويلة الأمد، في حال خروجها من سوريا، سواء بتوافق سياسي، أو عسكري".

علاوي أشار إلى أنه رغم كل ما تفعله إيران في المحافظة حالياً، إلا أنه لا بد من التذكير بأنها لم تستطع التغلغل في "المجتمع الديري" في محاولاتها الأولى لتشييع سكان المنطقة، والتي بدأت في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي. وأوعز السبب في ذلك (الفشل الإيراني السابق)، إلى الطبيعة المجتمعية في المنطقة.

ويرى علاوي، أن البوكمال (أقصى شرق دير الزور) هي الهدف الأكثر وضوحاً بالنسبة لايران، لأنها تحمل ميزات عدة لها "من بينها القرب الجغرافي مع العراق، والنسيج اجتماعي المتشابه بسبب تداخل العلاقات بين طرفي الحدود، ومن أجل ذلك تحاول تحقيق مخططها الآن مع السكان عبر الترغيب بالأموال والسلطة، وبالترهيب عبر إخافة الناس واستغلال بعدهم عن مناطقهم، وربط عودتهم بالانتساب لميليشياتهم، أو اعتقال أبنائهم الذين يقاتلون معهم".

ويبين علاوي، أن إيران نجحت "جزئياً" في التغلغل ببعض الفئات المجتمعية، و"بين أشخاص عرفوا بالبحث عن مصالحهم، واستعدادهم لتغيير مبادئهم حسب الضروري".

المحاولات لم تنجح..

الناشط الحقوقي، رامي العساف، بدوره يرى أن نسبة المتشيعين ليست بالأرقام الكبيرة في دير الزور، رغم كل المحاولات الإيرانية الجارية في هذا النطاق.

وبيّن العساف لـ"السورية نت"، أن الأخبار القادمة من المنطقة في هذا المجال، صادرة على الأغلب من مدنيين لهم تواصل مع أقاربهم في المدينة وريفها.

ويقول العساف: "ليس من السهولة أن تتشيع الناس، خاصة وأن أكثر من 90 بالمئة من سكان المحافظة نازحين أو لاجئين، وما هو موجود أقل من 10 بالمئة من السكان، لذلك لا يمكن القول أن التشيع يكتسح أبناء دير الزور غير المتواجد أغلبهم في محافظتهم أصلاً".

وأضاف: "كلنا يعرف أن عدد الشيعة في ريف دير الزور الشرقي قبل بدء الثورة ليس أكثر من عشرات، أما الشيعة في الريف الغربي فقد وضعت إيران الإمكانات الكبيرة لتشييع سكانها ابتداء من ثمانينيات القرن الماضي، وحتى ما قبل قيام الثورة عام 2011 ، ومع ذلك، فإن كل من استطاعت تشييعهم لا يتجاوز عددهم الـ3 آلاف شخص، يقطن أغلبهم في قرية حطلة بريف مدينة الزور، وبما معناه، وجود 3 آلاف متشيع من بين عدد سكان يصل إلى نحو مليون ونصف، لا يدل على نجاحها سابقاً، أو إمكانية نجاحها حالياً".

وختم العساف رأيه بالقول: "هناك محاولات تشييع كبيرة بالفعل من قبل إيران في دير الزور، لكنها نجحت حتى الآن في الحجر فقط، مثل بناء المزارات والمقرات الدعوية، وليس البشر".

الدليل موجود..

أحد الناشطين المتواجدين في مدينة دير الزور (طلب عدم الكشف عن اسمه)، خالَف العساف في أن نتائج حملة التشيع الإيرانية داخل المحافظة "لم تؤتي أكلها"، وليست بالنتائج التي يروج لها إعلامياً، مشيراً إلى أن الكثيرين ممن ارتضوا التشيع من أبناء ريف دير الزور خاصة، يحرصون على عدم إعلان ذلك على الملأ، منوهاً إلى أنه يعرف بعض من تشيعوا، لا يعلم من هم في الخارج، وحتى أقرب المقربين إليه بهذه القضية.

يذكر بأن التشيع في محافظة دير الزور، بدأ عام 1988، عبر شخصيات عشائرية في قرية حطلة القريبة إدارياً من مدينة دير الزور، واستغلوا خلالها الأبواب المفتوحة من قبل النظام في هذا المجال، والحالة المعيشية الصعبة لسكان مناطقهم، وقدمت إيران الأموال الضخمة ورواتب كبيرة لكل من يدخل المذهب الشيعي أو يساعد على ترويجه، لتشهد قرى أخرى بعض امتدادات هذه المشروع، مثل الصعوة وحوايج بومصعة وزغير جزيرة.

وبعد سنوات من بدء نشاط إيران، بنت طهران 3 حسينيات، واحدة في قرية الصعوة وأخرى في حوايج بومصعة، إضافة إلى الحسينيات الموجودة في قرية حطلة، مع الإشارة إلى أن التحركات الإيرانية جوبهت بداية بمحاولات لوأدها من أبناء المحافظة، لكن القبضة الأمنية من قبل نظام الأسد، والبطش بكل من يحاول الوقوف ضد المشروع، سمح لإيران بالاستمرار في محاولاتها.

اقرأ أيضاً: مهمة أمريكية جديدة بسوريا لا تخلو من مخاطر.. واشنطن بوست: تنفيذها قد يتطلب عقوداً

المصدر: 

خاص - السورية نت


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق