اخبار سوريا اليوم - احتمال المواجهة لا يزال قائماً.. "تحرير الشام" أمام خيارين لتحديد شكل تنفيذ اتفاق إدلب

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

بعد اتفاق إدلب توجهت الأنظار إلى مواقف الكيانات العسكرية في المنطقة خاصة "تحرير الشام" - رويترز

ما أن مرت أيام على الاتفاق التركي الروسي في سوتشي حول مصير المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة شمال سوريا، والذي عرف باتفاق إدلب، حتى توجهت الأنظار إلى موقف الفصائل والجماعات العسكرية في المنطقة، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام"، التي يرتبط نجاح الاتفاق أو فشله، وفق ما يراه كثير من المراقبين، على موقفها منه، والنهج الذي ستتخذه حياله.

"تحرير الشام"،  وإن لم تعلن عن موقفها الرسمي من الاتفاق، إلا أن تصريحات بعض قياداتها تشير إلى أن الرفض سيكون قرارها الأخير، ما يجعل الأبواب مفتوحة في الأيام القادمة لجميع الاحتمالات، بما فيها العسكرية، أي أن خيار المواجهة لا يزال قائماً في المحافظة، حيث قال الشرعي في "تحرير الشام"، أبو اليقظان المصري، عبر قناته الرسمية  على التلغرام: "من يتراجع عن شعاراته بمواصلة القتال حتى إسقاط النظام، ويسلم سلاحه فهو منافق ضفدع". مضيفاً: "من يطلب منك تسليم سلاحك فهو أولى بالقتال من غيره، ومن يفتعل المشاكل للقضاء على الفصائل المجاهدة لتمرير اتفاق سوتشي فهو خائن عميل". على حد وصفه.

خيارات متاحة:

تفاوتت آراء المحللين العسكريين حول السيناريوهات المتوقعة لاتفاق إدلب، خاصة بعد إبداء "الجبهة الوطنية للتحرير" أحد أكبر الكيانات العسكرية شمال سوريا تأييدها للاتفاق، فيما كان الرفض، هو القرار الذي أعلنته عنه جماعة "أنصار الدين" و"تنظيم حراس الدين"، في ظل الصمت "الرسمي" المستمر من "تحرير الشام".

وركزت بعض الآراء، على أن اللجوء للقوة العسكرية سيكون الخيار الوحيد لتركيا في حال رفضت "تحرير الشام" تنفيذ بنود اتفاق سوتشي، ويرى العميد أحمد رحال، أن تركيا ستحاول إقناع "تحرير الشام" على حل نفسها، والانضمام إلى فصائل الجيش الحر، "إلا أن الوقت المتاح لتركيا لتنفيذ ذلك غير طويل". بحسب ما نوه في حديثه لـ"السورية نت" .

وأشار رحال، إلى أن "معظم الفصائل تتخوف من عملية تسليم السلاح الثقيل، وأن نظام الأسد لا يؤتمن". مؤكداً في الوقت ذاته، أن نجاح تنفيذ الإتفاق لا يتوقف على "هيئة تحرير الشام" فقط، بل أن هناك فصائل أخرى مثل التركستان و"حراس الدين".

وأضاف: "لا يمكن استبعاد بدء عملية عسكرية ضد تحرير الشام، في حال رفضت حل نفسها، والانضمام إلى فصائل الجيش الحر، وبالتالي هناك تدخل روسي".

من جانبه، العقيد مصطفى البكور شدد في حديث لـ"السورية نت"، على أن اتفاق سوتشي "غير قابل للحياة، بسبب عدم مصداقية الروس والنظام في تنفيذ الإتفاقيات التي يعقدونها، وإذا كان الاتفاق مقدمة لتثبيت نظام القتل والظلم والقهر بالسلطة وإعادة الشرعية الدولية له، وضياع دماء الشهداء، فإننا نعتبر القبول به خيانة لدماء الشهداء، ونحن لسنا بخونة، ولن نكون كذلك ولو كلفنا ذلك دماءنا وارواحنا". على حد تعبيره.

وتوقع البكور، أنه في حال رفض الفصائل الإتفاق أو عدم الالتزام به من قبل الروس، ستعود المعارك بدعم من تركيا ودول أخرى، مبيناً أن "خارطة السيطرة ستتغير، والواقع الميداني على  الأرض سيكون لصالح الثوار".

وبخصوص موقف "هيئة تحرير الشام"، قال البكور، إنها "تستطيع إدارة الملف بحنكة بما يخص تواجدها في الشمال السوري المحرر، ويمكنها في اللحظة المناسبة إيجاد الحل المناسب بما يتوافق مع سياستها وأهدافها".

خطط بديلة

موقع "ميدل إيست" البريطاني، وفيما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة لتطبيق اتفاق إدلب، نقل عن مصدر أمني تركي قوله، إنَّ "بعض أعضاء هيئة تحرير الشام، يدعمون جهود تركيا والبعض الآخر يعارضها. وستعمل المخابرات التركية على تأليب الطرفين ضد بعضهما البعض".

وتابع المصدر الأمني التركي، قائلاً: "إن لم تفلح سياسة تفكيك هيئة تحرير الشام والفصل بين أعضائها، ستكون الخطة البديلة هي استهداف الجماعة عبر تنفيذ عمليات عسكرية صغيرة ضدها، بالتعاون مع جماعات المعارضة المسلحة الأخرى".

ونقل الموقع البريطاني في هذا الإطار عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، أن "الأسلحة الثقيلة والشاحنات التابعة لجماعات المعارضة في المنطقة منزوعة السلاح ستُسلم إلى الجماعات الموجودة في إدلب بدلاً من تركيا. وستُسيطر تركيا أيضاً على الطريقين إم 4 وإم 5 للذين تسيطر هيئة تحرير الشام على جزء منهما، لتسيطر جماعات المعارضة المدعومة من تركيا على جزء آخر، وتضمن أمنهما".

ولدى "تحرير الشام"، أربع نقاط تفتيش أمنية على الطريق، بينما تمتلك فصائل المعارضة المدعومة من تركيا نقطتي تفتيش.

ومنع الاتفاق الروسي التركي الأسبوع الماضي هجوماً هدد نظام الأسد بشنه، وتضمن الاتفاق إنشاء منطقة "منزوعة السلاح" بعمق 15 إلى 20 كيلو متر على خطوط التماس بين قوات النظام والمعارضة.

وكان وزير الخارجية التركي، "مولود جاويش أوغلو"، قال عقب توقيع الاتفاق بين روسيا وتركيا يوم 17 سبتمبر/ أيلول 2018، إنه "وفقاً لاتفاق سوتشي، سيتم المحافظة على حدود إدلب ولن يجري تغيير مواضعها، والجميع سيبقى في مكانه، باستثناء المجموعات الإرهابية التي سيتم إخراجها، كما سيتم إخلاء المنطقة من الأسلحة الثقيلة، ولكن الأسلحة الخفيفة ستبقى بأيدي بعض قوات المعارضة المعتدلة".

وأكد أن "فصائل المعارضة المعتدلة ستبقى مكانها وهذا أمر في غاية الأهمية، وسيتم وقف إطلاق النار، ولن يتم مهاجمة إدلب، ولن يكون هناك استفزازات لمناطق أخرى انطلاقاً منها".

اقرأ أيضاً: روسيا ترسل قواتٍ باختصاص جديد إلى سوريا بعد إسقاط النظام لطائرتها بالخطأ

المصدر: 

خاص - السورية نت


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق