اخبار سوريا اليوم - "تنازَل لدرجة فاجأت نتنياهو".. كيري يكشف عن رسالة بعثها الأسد للاتفاق مع إسرائيل

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال لقائه بالأسد عام 2010 - انترنت

كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، في مذكراته التي سيبدأ نشرها في وقت متأخر من اليوم الثلاثاء، تفاصيل عن رسالة أرسلها رأس النظام في سوريا بشار الأسد، إلى رئيس أمريكا السابق باراك أوباما، وفيها مقترحاً سرياً للسلام مع إسرائيل.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الثلاثاء، أبرز ما كتبه كيري عن تلك الرسالة، في مذكراته التي تحمل اسم "كل يوم هو وقت إضافي"، ووفقاً لكيري فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رأى المقترح مفاجئاً، إذ كان الأسد مستعدّاً لتقديم تنازلات أكثر مما عرَضَ في مفاوضات سابقة.

وووفقاً لتقرير الصحيفة الذي نشره موقع "عربي بوست"يعود تاريخ الرسالة التي كتبها الأسد إلى أوباما لعام 2010، أي قبل عام من بدء الاحتجاجات على نظامه التي اندلعت في مارس/ آذار 2011، لكن المفاوضات التي خاضتها إسرائيل مع الأسد بوساطة أمريكية، لم تتوصل إلى اتفاقات بين الطرفين.

وبحسب ما قاله كيري في مذكراته فإنَّ "الأسد سألني ما الذي يتطلّبه الأمر للدخول في مفاوضات سلام جادّة، أملاً في تأمين استعادة مرتفعات الجولان، التي خسرتها سوريا لصالح إسرائيل في عام 1967. أخبرتُه أنه لو كان جادّاً، فإنّه ينبغي عليه تقديم مقترح خاصّ، فسألني عن طبيعته، وشاركته أفكاري. فأعطى تعليمات إلى كبير مساعديه بصياغة خطاب من الأسد إلى الرئيس أوباما".

ويضيف كيري أنّ الأسد طلب من أوباما في الخطاب دعمَ إحياء محادثات السلام مع إسرائيل، وذكَرَ "استعداد سوريا لأخذ بعض الخطوات، في مقابل استعادة مرتفعات الجولان من إسرائيل".

ولفت كيري إلى أن والد بشار، حافظ الأسد، حاول استعادة الجولان وفشل بذلك، ولذلك فإن بشار كان "مستعداً لعمل الكثير" مقابل ذلك.

وبعد لقاء الأسد وكيري، سافر الأخير على الفور إلى إسرائيل، وشارك تلك المعلومات مع نتنياهو الذي كان قد تسلم للتو رئاسة الوزراء، وتحدث كيري عن أنه أرى خطاب الأسد إلى نتنياهو، وأن الأخير "كان مندهشاً من استعداد الأسد للقيام بكل هذا، وهو أبعد بمراحل عمّا كان مستعدّاً للقيام به (سابقاً)".

لا اتفاق

وبعدما أعاد كيري خطاب الأسد معه إلى واشنطن بعد أن عرضه على نتنياهو. حاولت إدارة أوباما أن تختبر مدى جدّية الأسد عن طريق مطالبته باتخاذ "إجراءات لبناء الثقة"، تجاه كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك وقف تصدير بعض شحنات الأسلحة إلى ميليشيا "حزب الله اللبناني.

وقال كيري إنه خلال لقائه بالأسد، قال له الأخير عند حديثه دعم نظامه لـ"حزب الله"، إنّ "كلّ شيء خاضع للتفاوض"، في إشارة من الأسد إلى أنَّ هذه السياسة يمكن أن تتغيّر نتيجةً للمفاوضات مع إسرائيل.

ووفقاً لما نقلته الصحيفة الإسرائليلية عن مذكرات كيري فإن "الأسد خيَّبَ بالنهاية آمالَ الإدارة وفشلَ في الوفاء بوعوده". وقال كيري في هذا السياق: "أتذكّر أنني سمعتُ أن الأسد كان مستمرّاً في تعاملاته مع حزب الله، بذلك السلوك تحديداً الذي أخبرناه أن عليه التوقف عنه. كان الأمرُ مخيّباً للآمال، ولكنه غير مفاجئ».

وأضاف كيري أن نتنياهو قد أخبرَ في النهاية الإدارة الأميركيّة في النهاية أنه لا يستطيع إجراء أيّ اتفاق مع سوريا في ظل تلك الظروف.

"الأسد كذّاب"

ويتحدث كيري في مذكراته عن زيارة أجراها لدمشق عام 2009، عندما كان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والتقى حينها الأسد في أول لقاء لهما.

وأشار كيري إنه واجه الأسد بالحديث عن محطة الطاقة النوويّة السوريّة التي قصفتها إسرائيل عام 2007، بقوله: "حقيقة إنّ هذا المبنى كان منشأة نوويّة كانت قد أصبحت أمراً معروفاً للجميع. كان أمراً غيرَ قابلٍ للجدل".

ولكن الأسد، طبقاً لكيري، أنكر تلك الحقائق، حتى حينما تُرِكَ الرجلان وحدهما. وكما كتب كيري "نظر الأسد إلى عينيّ وأخبرني أنها لم تكن منشأة نوويّة، بنفس النبرة والنغمة التي تحدث بها طيلة اللقاء. كانت كذبة غبيّة، غير قابلة للإثبات؛ لكنّه كذَبَ بلا تردّد"، وفقاً لما ذكرته "هآرتس".

وفي صفحات لاحقة في الكتاب، يصف كيري الأسدَ بعبارات سلبيّة جدّاً، تعكس سلوكَه في التعامل مع الاحتجاجات، وقال كيري: "يمكن للرجل الذي يستطيع الكذب في وجهك -وهو على بعد أربع أقدام منك- أن يكذبَ بسهولة على العالم، بعد أن قام بإطلاق الغازات السامة على شعبه حتى الموت".

وكتب كيري بإسهاب عن المداولات داخل الإدارة الأميركية حول كيفية الرد على استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد شعبه، في صيف عام 2013، مشيراً أنه ومعظم كبار مسؤولي الأمن القومي المحيطين بأوباما كانوا مع ضرب الأسد عسكريا، لكن أوباما تردد خشية عدم حصوله على دعم من الكونغرس.

اقرأ أيضاً: ازدحام في شعب التجنيد بدمشق لأخذ "موافقة سفر": رشاوى ومحسوبيات وحدود مليئة بالعجزة


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق