اخبار سوريا اليوم - رادارات أمريكية في سوريا.. دلالات وأهداف

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

كشف مقرّبون من "قوات الديمقراطية" (قسد) النقاب عن نصب الولايات المتحدة الأمريكية أجهزة رادار متطورة في منطقتي عين العرب (كوباني) ورميلان في الحسكة، جزءاً من خطة إقامة منطقة حظر جوي، عارضتها واشنطن باستمرار، لكنها تفرضها بشكل أحادي هذه المرّة.

لم يتعامل معظم الإعلام التركي بعد مع هذه الأنباء عن نشر أميركا أجهزة رادار على بعد مرمى حجر من الحدود التركية السورية.

ربما لا يريد نشر معلومات غير مؤكدة بعد، أو أن أولويات الداخل التركي أهم من أنباء من هذا النوع، أو أنه لم يتنبه حتى الآن إلى خطورة هذه الخطوة الأمنية والعسكرية الأمريكية على الأمن القومي التركي.

وحتما للاتصال الهاتفي، أخيرا، بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ونظيره الأميركي جيمس ماتيس، علاقة بالالتفافة الأمريكية وأسبابها وأغراضها، لكن الواضح أن واشنطن لن تأخذ كثيرا بما تقوله وتريده أنقرة، حيث تتزايد نقاط الخلاف والتباعد السائرة نحو الطلاق الاستراتيجي.

ما الذي يدفع واشنطن التي كانت في يونيو/ حزيران 2013 تقول إن إقامة منطقة حظر طيران في سوريا ستكون أصعب بكثير، وأكثر تكلفة مما كان عليه الحال في ليبيا، وإنه ليس للولايات المتحدة مصلحة وطنية في المضي في خيار فرض منطقة حظر طيران في سوريا، لأنه قد يستلزم تدخلا عسكريا أميركيا مكثفا غير محدّد المدة؟.ما الذي دفعها إلى تغيير رأيها، والذهاب في منحًى معاكس لما قالته أكثر من مرة؟.

هل هذا القرار أمريكي بحت، أم أنه يعود إلى قوات الدولي ضد تنظيم داعش؟ وهل الهدف هو حقا كما ردّدت واشنطن دائما تعزيز قدرات "قسد" في مناطق سيطرتها، والتحضير للحملة المرتقبة ضد آخر جيوب تنظيم الدولة الإسلامية في ريف الحسكة الجنوبي؟ أم هي خطوة تندرج في إطار حماية واشنطن حصتها في سوريا عبر حليفها الكردي الذي يلهي النظام باحتمالات التفاهم معه، وتقديم مصلحة سوريا على مصلحة أميركا؟ أم أن القرار الأمريكي هو عملية رد استراتيجي على رفض التفاهم الثلاثي في أستانا بالسماح للمقاتلات الأمريكية بعبور أجواء مناطق تخفيض التوتر، المتفق عليها بين روسيا وتركيا وإيران، والذي أغضب واشنطن "لأنه يقيد تحركاتها في الحرب على التنظيمات الإرهابية"؟

قدّم المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا جيمس جيفري، وقبل تعيينه، اقتراحات خطية، إلى البيت الأبيض، تضمنت فرض حظر جوي وبري في شمال سوريا وشرقها، في مسعى إلى القضاء على "داعش"، ووقف التمدّد الإيراني في المنطقة، لكن المستهدف الحقيقي هنا هو الخطط التركية في الشمال السوري، لا سيما في منبج وعفرين وإدلب، وتعطيل أية عملية عسكرية تركية محتملة في شرق الفرات.

كانت الخطوة الأمريكية متوقعة منذ أكثر من عام، وبعدما تعثرت محادثات جنيف، واستبعدتها اتفاقيات أستانا، وتحركت واشنطن لبحث خيارات بديلة، بينها استخدام صواريخ بعيدة المدى، لمنع نظام الأسد من استخدام طائراته، وإيجاد ممرّات إنسانية، وتدريب مقاتلي المعارضة في الأراضي التي تسيطر عليها. تقلد واشنطن الروس والأتراك والإيرانيين هنا، على الرغم من معرفتها أن خطوة من هذا النوع، لم يشرعها مجلس الأمن الدولي والقرارات الأممية، تتعارض مع ما ردّدته عن "السيادة السورية" ووجوب احترامها.

ّز رسائل البنتاغون، عبر نقلةٍ من هذا النوع، تمسّك أميركا بالوجود والبقاء في سوريا، لحماية حصتها خلال المساومات والصفقات الإقليمية والدولية أولا، وإصرارها على مشروعها الكونفيدرالي القائم على قبول الخصوصية الدستورية والسياسية لحلفائها الأكراد في الشمال والشرق السوريَين.

قد تقول أمريكا إن الهدف هو توفير الحماية لجنودها وتجهيزاتها في سوريا، لكنها تريد بعد إدخال بعض التعديلات، تكرار ما فعلته مع صدام حسين، في إطار إنشاء مناطق حظر الطيران لحماية شمال من الهجمات الجوية في شمال سوريا هذه المرة، وذلك عبر منع الطلعات الجوية التركية فوق المنطقة، ثم توفير الحماية الجوية لحليفها المحلي "قسد"، على الرغم من التوصيفات التركية بشأن هذه المجموعات التي تتهمها بارتباطها المباشر بحزب العمال الكردستاني.

الخطوة الأمريكية واضحة، هي تستهدف الأمن القومي التركي، قبل تقييد تحرّك النظام في سوريا، لكن المفاجأة قد تكون عندما تعلن واشنطن أنها قرّرت توسيع رقعة مساحة الحظر، لتشمل منطقتَي قنديل وسنجار في شمال العراق. وكانت أنقرة قد أعلنت، في الأسابيع الأخيرة، عن مقتل 25 قياديا وكادرا في تنظيم حزب العمال في عملياتها العسكرية في شمال العراق. ويبدو أن الولايات المتحدة تريد قطع الطريق على أية عمليات عسكرية جوية تركية مشابهة في شمال شرقي سوريا في المستقبل.

الهدف هو رصد تحرّك الطيران التركي في المنطقة، لكن الهدف غير المعلن هو إعداد " قسد" لإدارة هذه الأجهزة، وتحضيرها لامتلاك سلاح جو حربي، بعد تعلم الدرس من التجربة في شمال العراق. رادارات أمريكية في كوباني والحسكة والرميلان، ونشر منظومات دفاعية وهجومية متطوّرة، هي حتما ليست لمحاربة ما تبقى من "داعش"، الهدف هو التمهيد لإقامة طويلة الأمد في سوريا، تحت ذريعة ضمانة رحيل آخر مقاتل محسوب على إيران من سوريا.

والهدف أيضا هو توفير الحماية الجوية لـ "قسد"، لكن الهدف الحقيقي هو إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية جوية في إطار الصفقات المقبلة مع القيادات السورية، وتعويض واشنطن خسارتها قاعدة أنجرليك التركية الاستراتيجية، ومحاصرة وتكبيل يدها هناك.

في الوقت الذي كان الدبلوماسي الأمريكي، وليم روباك، يتجول في شمال سوريا وشرقها، كان وفد الكونغرس الأميركي يطلع على آخر المواقف التركية، لناحية الملفات المتوترة بين أنقرة

وواشنطن، ويحاول إقناع الأتراك بالتخلي عن صفقة صواريخ إس 400 مع روسيا في مقابل المضي في اتفاقية تسليم مقاتلات إف - 35 لتركيا. وكان وزير الدفاع الإيراني يردّد، عقب لقائه نظيره السوري في دمشق، أن "الأميركيين يبحثون عما يبقيهم شرق الفرات، لتثبيت وجودهم في المنطقة"، في حين كان مجلس سوريا الديموقراطية (مسد)، الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، يؤكد أن الولايات المتحدة بعثت رسالة طمأنة إلى المجالس والأهالي في هذه المناطق، بأنها ستبقى فترة زمنية غير محدّدة في سوريا.

يحاول مقرّبون إلى حزب العدالة والتنمية في تركيا تقديم المشهد على أنه كلما زادت الضغوط الداخلية والخارجية على الرئيس الأمريكي، ، زاد هو من حملاته وهجماته ضد تركيا، لكن الأخيرة تقول إن أيديها ليست منشغلة بجمع الإجاص، كما يقول المثل التركي، وإن إغماض العينين لا يعني أن الأزمة انتهت. ستواصل واشنطن استغلال الورقة الكردية في سوريا، للضغط على تركيا، في ظل تصاعد التوتر بين الجانبين.

أمريكا، ومن خلال هذه الأجهزة، تكون قد تمكّنت من رصد تحرّك الطائرات الورقية، أو اللعب الهوائية المسيرة التي يملكها ما تبقى من "داعش"، لكنها في الأساس ستتمكّن من المراقبة الجوية لجغرافيا تشمل جنوب تركيا ومناطق شمال سوريا والعراق وإيران والساحل السوري، حيث يتزايد النفوذ الروسي، وبالتالي متابعة تحرّك الطائرات التركية والروسية والإيرانية والسورية والعراقية، وعلى مسافة مئات الكيلومترات في المنطقة.

المشكلة الكبرى الآن هي ليست في إنشاء هذه الأجهزة وتثبيتها فوق الأراضي السورية بصورةٍ غير شرعية فقط، بل إسنادها بالقدرات العسكرية الدفاعية – الهجومية، للرد على أية محاولة اقتراب من الأجواء التي تحدّدها هي مناطق محظورة لحماية شركائها المحليين، ومصادر الطاقة السورية الواقعة تحت نفوذها.

كيف ستردّ أنقرة وموسكو وطهران ودمشق؟


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق