تعرف على استراتيجية الإمارات في مكافحة الإرهاب في الجنوب

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

تعرف على استراتيجية الإمارات في مكافحة الإرهاب في

الخميس 02 مارس 2023 - الساعة:15:09:34 ("الأمناء" تقرير/ إبراهيم علي:)

كيف كان حزب طرفًا في معارك سمحت للقاعدة بالعودة؟

هل كان حزب الإصلاح جزءًا من مشكلة مكافحة الإرهاب؟

رغم أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة أبرز حليف للمملكة العربية السعودية في عملية عاصفة الحزم ضد جماعة باليمن، والتي أعلن عنها في 26 مارس 2015، إلا أنَّها سلكت طريقًا مختلفًا في مجال "مكافحة الإرهاب" منذ بداية العملية. الطريق الذي سلكته الإمارات حال دون استفادة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية (داعش) من ظروف الحرب باليمن لتوسيع نفوذهما.

غالبًا ما تشكِّل مثل هذه الظروف فرصة للتنظيمات المتطرفة لتحقيق الكثير من المكاسب، إلا أنَّ ذلك لم يحدث باليمن.

ما لاحظناه خلال السنوات الماضية هو التراجع المستمر للتنظيمين في محافظات الجنوب، ففي حين انتهى تنظيم داعش بشكل شبه كلي، انحصر وجود القاعدة في نطاق جغرافي صغير مقارنة بما كان عليه وضعه من قبل.

 

بداية عاصفة الحزم

في الأسابيع الأولى لعملية عاصفة الحزم، شارك أفراد من تنظيم القاعدة، في القتال ضد تحالف وصالح. كما شارك أيضا ضمن مجاميع محسوبة على الإصلاح في العاصمة .

غض الطرف عن وجود عناصر التنظيم ضمن صفوف بعض الفصائل في عدن، تسبب بكارثة فيما بعد، حيث تمكن التنظيم من السيطرة على مدن رئيسية في محافظات عدن وأبين، ولحج، وحضرموت، وشبوة. هذا الأمر أجبر دولة الإمارات العربية المتحدة على اتخاذ استراتيجية أخرى للتعامل مع الواقع الجديد.

 

مهمة مستعجلة

أدركت الإمارات خطورة ترك تلك المحافظات للتنظيم الذي حرص على عدم لفت الأنظار إلى سيطرته عليها أو وجوده فيها، فتحملت مسئولية إعادة تطبيع الوضع الأمني داخل المحافظات المذكورة. عسكريًا، بدأت القوات الأمنية وعلى رأسها "قوات الحزام الأمني" التي تشكلت بدعم من الإمارات، عمليات لإخراج عناصر التنظيم من عدن، وقد نجحت في ذلك بشكل سريع. اضطرت عناصر القاعدة لمغادرة عدن إلى أبين وشبوة والبيضاء وغيرها من المحافظات.

أمنيًا، كانت المهمة صعبة، حيث نشطت خلايا تنظيمي داعش والقاعدة النائمة بشكل كبير في عدن خلال الأعوام 2016 - 2018، ونفذت عددا هائلا من عمليات الاغتيال والتفجيرات والاقتحامات، لكنَّ نشاطها بدأ بالتراجع، قبل أن يتوقف بشكل شبه كلي. واجه التنظيمان عملا أمنيا مختلفا رغم حداثة تشكيل القوات المكلفة بالمهام الأمنية.

 

مرحلة جديدة

بعد نجاح المهمة العسكرية في عدن، اتجهت القوات المشكلة حديثا إلى الحوطة في ، وإلى أبين وشبوة، وحققت النجاح ذاته، غير أن عناصر التنظيم غادرت المدن الرئيسية إلى المعاقل، كما اعتادت أن تفعل. ربما اعتقد التنظيم أن مهمة العمليات مقتصرة على طرده من مراكز المدن. ترسخ هذا الاعتقاد بعد الإعلان عن عملية جديدة ضده في مدن ساحل . غير أن عملية ساحل حضرموت التي انتهت بطرد التنظيم من مدنه، كانت بداية لمرحلة جديدة مختلفة.

بعد تحرير مدن الساحل الحضرمي، انطلقت عمليات أمنية وعسكرية كبيرة في محافظات أبين وشبوة وحضرموت. هدفت العمليات إلى طرد التنظيم من معاقله.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يُهاجم فيها تنظيم القاعدة داخل معاقله الجبلية. أدرك التنظيم أن لا معاقل منيعة يمكن أن توفر له الحماية، ففر بعناصره إلى محافظة البيضاء اليمنية ووادي حضرموت الجنوبي ومأرب اليمنية.

أكثر من غيره، أدرك التنظيم أن وراء الاستراتيجية الجديدة في مكافحة الإرهاب، دولة الإمارات، من هنا خصها بالهجوم، والاستهداف. عقب طرده من مدينة ، أصدر التنظيم بيانا هاجم فيه الإمارات، وتوعدها بالرد رغم أن العملية أطلقت باسم الذي تقوده السعودية. لم يشر التنظيم إلى المملكة من قريب أو بعيد في بيان عملية المكلا. كما نفذ التنظيم عمليات داخل عدن وغيرها، استهدفت قيادات في القوات المشكلة حديثا، بحجة أنها محسوبة على الإمارات.

 

من نافذة الاصلاح

رغم أن تنظيم القاعدة مني بهزيمة غير مسبوقة تمثلت في طرده كليا من عدد من محافظات الجنوب، إلا أنَّه تمكن من العودة عام 2019. كان حزب الإصلاح طرفًا في المعارك التي سمحت للتنظيم بالعودة، حيث شارك الأخير إلى جانب الحزب في المواجهات ضد القوات المسلحة الجنوبية التي شهدتها محافظتا أبين وشبوة، وتمكن من إعادة ترتيب صفوفه مجددا.

خلال تلك المرحلة كان خطاب الإصلاح المستهدف للإمارات قد وصل ذروته، عبر أذرعه الإعلامية، وحتى وسائل الدولة الرسمية.

وهنا بدا أن الحزب جزء من مشكلة مكافحة الإرهاب باليمن.بقي التنظيم بعد ذلك يتنقل بحرية في مناطق أبين وشبوة التي سيطرت عليها القوات التابعة لحزب الإصلاح. لقد وفر له وجوده ضمن قوات محسوبة على الحكومة اليمنية حماية غير مسبوقة عقّدت من مهمة استهدافه أو تتبعه.

مثلت مناطق نفوذ حزب الإصلاح نقطة انطلاق لعمليات التنظيم ضد محافظات ومدن أخرى، كعدن خلال تلك الفترة، وهنا بدا أن الحرب على الإرهاب لن تحقق أية نجاحات في ظل استمرار سيطرة الإصلاح على تلك المناطق.

 

عمليات عتق

كجزء من عمليات "مكافحة الإرهاب"، بدأت القوات المسلحة الجنوبية عملية عسكرية لطرد القوات الخاصة (ينتمي معظم أفرادها لحزب الإصلاح) من مدينة عتق في .

كانت عتق وشبوة عموما قبل هذه العملية قد شهدت عدة هجمات للقاعدة، استهدفت قوات دفاع شبوة. تشير المعلومات إلى أن بعض عناصر التنظيم التي نفذت العمليات خرجت من مقر القوات الخاصة.

بعد طرد القوات الخاصة والموالية للإصلاح من عتق، اتجهت القوات التي ساعدت الإمارات في تشكيلها ودعمها وتدريبها، إلى تخوم أبين القريبة، والتي كانت عناصر التنظيم قد اتجهت إليها. وبالنسبة للقوات المحسوبة على الإصلاح، فقد سلمت ما تحت سيطرتها دون قتال. لهذا السبب، حققت القوات الجنوبية نجاحا غير مسبوق في العمليات التالية ضد تنظيم القاعدة في أبين، من خلال عمليات "سهام الشرق" التي استهدفت المعاقل التاريخية للتنظيم بأبين. مؤخرا، اعترف التنظيم بتراجعه وشحة إمكاناته، ودعا القبائل إلى الوقوف معه ودعمه.

يمكن القول إن هذه النجاحات في مجال مكافحة الإرهاب ما كانت لتتحقق لو بقي الإصلاح مسيطرا على تلك المناطق، مع العلم أن القوات المحسوبة على الحزب كانت ـ ومازالت في بعض المحافظات ـ تحظى بدعم سخي من المملكة العربية السعودية. من المهم الإشارة هنا، إلى أن تنظيم القاعدة كان قد شن هجوما على التحالف، خصوصا الإمارات، على خلفية العمليات العسكرية والأمنية ضد الإصلاح في محافظتي أبين وشبوة. كما استنكر التنظيم إقالة المحافظ السابق، محمد صالح بن عديو، وذكره بالاسم في كلمة للقيادي أبو علي الحضرمي.

 

خلاصة

لم يقتصر دور الإمارات العربية المتحدة على تشكيل وتدريب قوات خاصة بـ"مكافحة الإرهاب"، وإنما تجاوزه إلى وضع استراتيجية شاملة لاقتلاع التنظيمات "الإرهابية" والأخرى التي تشكل حاضنا فكريا لها، من محافظات الجنوب، غير أن كل ما تحقق طوال الفترة الماضية، يعيش تهديدا غير مسبوق، نتيجة للسياسات التي تسعى لتقويض نفوذ القوات الجنوبية.

 

*نقلا عن سوث24 بتصرف.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الأمناء نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الأمناء نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق