الذكرى الأولى لاستشهاد القائد أبو حرب الردفاني ورفاقه الأبطال

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

الذكرى الأولى لاستشهاد القائد أبو حرب الردفاني ورفاقه الأبطال

الاحد 08 يناير 2023 - الساعة:15:18:57 (الأمناء نت / كتب/ أ. عنتر صالح :)

يصادف اليوم 8 يناير الذكرى الأولى لاستشهاد القائد البطل قائد اللواء الثالث عمالقة مجدي أحمد قاسم (أبو حرب الردفاني).

من أين أبدأ الكتابة؟ ومن أين أنتهي؟ عندما يعجز القلم ويجف المداد بعبارات الرثاء والأسى والحزن بفقدان هامة وطنية جنوبية سقط شهيدًا، سقى دمه تراب هذا الوطن، لقد كان استشهادك مرارة وألما وشعورا بالغا بالفقد، لا زالت آلامنا ودموعنا وحزننا منذ اليوم الذي استشهدت فيه.

بأي رثاء أرثيك؟ وأي عبارات أكتب عنك؟ وماذا أقول عنك؟ وما هي عبارات الرثاء الذي أرثيك شعرا أم نثرا أم دمعا يسيل على الخدين مدرارا  عندما يعجز الرثاء عن وصف مسيرة حياتك التي كانت نورا ونارا في مسيرة الخلود الأبدي؟

غادرت هذه الدنيا الفانية التي كنت لا تحسب لها حسابا، ولا تحلم بمفاتنها وبزخرفها الفاني، كنت تنظر إليها من تحت قدمك  التي لا تساوي جناح بعوضة عند الله، لم تغادر هذه الدنيا في فراش الموت ولكن غادرت الدنيا في ميدان الشرف والبطولة وأنت في قمة الشباب، كان حلمك بوطن خالٍ من الاحتلال والظلم والفساد، وضحيت بالغالي والنفيس في سبيله.

رحلت عن هذه الدنيا  ولم تستطع أن تسمع نحيبنا ولكن صدى بوح قد تردد في كل خاطر من  هول الصدمة قد مزق جدران صمتي فتبعثرت أحرفي من فم قلمي تبوح  ببكائك اليوم وتجاهر، لم يعد للأماكن طعم ولم يعد للنوم راحة، لا يوجد ما  يكفكف آلام الرحيل، ولا الوجع الضارب  في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد، كل ما في حولنا يوحي بالذبول حتى الكلمات تتحشرج في استيعادها من قاع التردد فتبقى على خيط الحياة الممدود وكل الأشياء فقدت قيمتها  حتى المعاني  لم تعد  تحتويها الكتب والدفاتر.

  تمر سنة كاملة على استشهادك ولا زال أهلك ومحبوك وأقرابك وجنودك دموعهم تسيل  من دموع الألم على الخدود، نعم يا أبو حرب، بم أرثي قبرك تحت الثرى والزوايا الذي كان نعشك خفيفا وفراقك ثقيلا؟ فقلبك الكبير الدافئ عجز عن حمايتك ومت واقفا مبتسما، لم يكن عزاؤك سوى عرس كبير يتسابق فيه الأحباب والأقارب ليعانقوا روحك ومسيرتك العطرة الطيبة،  فراق الشهادة والموت هو الفراق الأبدي الذي يخلع القلوب من شدة الوجع والألم ولكن ليس في وسعنا شيء يمكن أن نفعله سوى أن ندرب قلوبنا على نسيان ألم ذلك الفراق وأن نتقبل الواقع ونتعايش معه وعلى أساسه ونكمل حياتنا كما كانت قبل ذلك الفراق الذي يخطف من بين أيدينا أشرف وأعظم الناس ولكن مآثرهم وبطولاتهم وأخلاقهم ستبقى إلى آخر الأزمان والسنين.

أبو حرب، أيها القائد الذي ما زال عطرك فواحًا دومًا في كل الدروب التي مررتها وفي كل الأماكن التي كانت أياديك البيضاء تجود عليها، لقد كنت دوما معلما يطاول السحاب ترفض السهل وتختار الأصعب لتصنع الإنجاز، لم أرك يوماً تغضب إلا لدقائق تتنازل أنت لتبقى المحبة، كنت دائماً مؤمنا محبا لدينك تلجأ إلى ربك في كل شيء.

مر عام على استشهادك ولا أستطيع أن أعبر عن هذا اليوم الذي استشهدت فيه لأن الكلمات تتحشرج  بين زوايا العتمة وخواطر البوح وتباريح السفر لا الدمع يكفكف آلام الرحيل ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد، لقد غبت عنا في غفلة العمر تاركا فينا غصة لن يمحوها الزمان لن ننسى ابتسامتك وكلماتك ونصحائك.

رحلت أنت وقبلك رحل الشهيد أبو اليمامة اليافعي ورحل بعدة يسري الحوشبي، رحلتم من الدنيا ولم تخلفوا وراءكم درهما ولا دينارا ولا شبرا من الأرض إلا مساحة قبركم الطاهر، رحلتم من الوطن وأنتم تحلمون باستعادة مجده وحريته واستقلاله.

قتلكم الأوغاد لأنكم لن ترضوا على تراب الوطن بالبيع والمراهنة.

سلام على روحك المعطاة حتى الشهادة...سلام على دمك الدافق فوق ربوع الفخر والعزة والشموخ والكبرياء.

سلام عليك أيها الشهيد الغالي الصاعد إلى عالم الخلود الأبدي، أيها الساكن دارا خيرا من دارنا، أيها الأكرم منا جمعيا، هل يحق لي أن أرثيك وقد سماك الله شهيدا؟

 


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الأمناء نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الأمناء نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق