اخبار مصر اليوم - اقتراحات بإنشاء «أكشاك فضفضة» في الأماكن العامة لمواجهة الانتحار

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

تعد الصحة النفسية جزءًا لا يتجزأ من الصحة العامة، ولا يمكن للإنسان أن يشعر بالطمأنينة والسلام دون المحافظة على صحته، خاصة النفسية، حيث يؤدى التأثير على الصحة النفسية لخلل الحالة العقلية، ومشاكل عدّة أبرزها الاكتئاب والانتحار، وقد يعانى الشخص من القلق والحزن، وأحيانًا زيادة الاضطرابات تؤدى إلى الإدمان، فضلا عن قصور في الانتباه وفرط في الحركة وأحيانًا صعوبات في التعلم واضطراب في المزاج.

ولزيادة الوعى بأهمية الصحة النفسية والعقلية، حددت منظمة الصحة العالمية يوم العاشر من أكتوبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمى للصحة النفسية، والتذكير بأهمية قضايا الصحة النفسية والعقلية حول العالم في محاوله للتعريف بمخاطر التوتر النفسى، من أجل تحسين الصحة النفسية، ويتم الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 1992، بناء على مبادرة من الاتحاد العالمى للصحة النفسية.

اختارت المنظمة هذا العام، الدعوة إلى (التركيز على منع الانتحار)، كموضوع أساسى ورئيسى لإحياء هذه الذكرى خلال 2019، حسب الموقع الرسمى لمنظمة الصحة العالمية، ونادت المنظمة من خلال موقعها إلى تخصيص 40 ثانية للعمل يوم 10 أكتوبر، من أجل المساعدة على تحسين الوعى بأهمية عدم الإقدام على الانتحار.

مواجهة الانتحار

الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، قال إن الصحة النفسية غاية في الأهمية، ولا بد من التفريق بين الصحة النفسية والمرض النفسى، حيث إن مفهوم الصحة النفسية الصحيحة، والتى تهتم بها كل دول العالم، يرتكز على عدة نقاط، منها أن يشعر الإنسان بسلام نفسى داخلى، وأن يملك الأمل، ويكون لديه دافع في الحياة، ويمتلئ بالطاقة والحماس، كما لا بد أن يكون لديه القدرة على التعاون مع الناس بجانب كونه مستقرا ومتوازنا في شخصيته ولديه القدرة على الاستمتاع بالحياة، وأن يكون محبًا للبناء والإنتاج ورافضاً للفوضى والخراب.

وأضاف أنه لا بد أن يكون هناك طب نفسى إيجابى في ، خاصة أنه منتشر في العالم أجمع، إذ من خلاله يتم تقديم المساعدة للمريض ليكون أكثر قدرة على الإنتاج والعطاء في المجتمع.

وعن المرض النفسى والذى قد يؤدى إلى الإقدام على الانتحار، تابع: «ليس كل منتحر مريضا نفسيا، وليست كل الأمراض النفسية تؤدى إلى الانتحار، فهناك عدد ممن يقدمون على الانتحار لديهم مشاكل اجتماعية ومشاكل اقتصادية أو مشاكل عاطفية تجعلهم يصلون إلى مرحلة اليأس وفقدان الأمل، وهناك المرض العضوى، فأحيانا يحدث اضطراب في كيمياء المخ والتى تؤدى بالمريض إلى حالة اكتئاب شديدة؛ فيفقد القدرة على الإدراك والتمييز فلا يشعر بما يقوم به، كما يفقد القدرة على التفاعل، وهنا يقدم مريض الاكتئاب على الانتحار دون أن يشعر، وهناك أمراض نفسية قد تتفاقم إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح، فقد يؤدى إهمال العلاج إلى حالات من الاكتئاب والتى قد تصل إلى حالة اكتئاب شديدة».

وأوضح أن هناك أنواعا من الاكتئاب، من بينها الاكتئاب البسيط، الاكتئاب المتوسط، الاكتئاب الشديد، والذى يعد الأشد، حيث يصل مريض الاكتئاب الشديد إلى مرحلة من اليأس وفقدان الأمل، إضافة إلى الشعور بتأنيب الضمير والذنب، فعندما يكون الشخص المريض وحيدًا ولا يجد من يسمعه أو يتفهمه، أو يكون عاطلًا عن العمل، يصل إلى حالات الاكتئاب الشديدة، بحيث تزداد فرصته في التفكير في الانتحار كونه متفرغا وفاقد الأمل في المستقبل.

وقال استشارى الصحة النفسية إن الأشخاص الأكثر عرضة لفكرة الانتحار ممن يتعاطون المخدرات بأنواعها، إضافة إلى الكحوليات، إذ يصابون بحالات من الاكتئاب الشديد يؤدى بهم إلى الإقدام على الانتحار، وكذا المراهقون ما بين أعمار 14 وحتى 20 عاما، والذين يعانون من مشكلات في التكيف لكونهم مراهقين، فضلا عن التغيرات الهرمونية التي يمرون بها خلال مرحلة النمو، مع الضغط النفسى المصاحب لتلك المرحلة من تمرد وعدم قبول للمجتمع، كل ذلك يزيد من فرصة التفكير في الانتحار، ويعود ذلك لعدد من الأسباب أهمها التفكك الأسرى، فهناك بعض الأهالى ينشغلون بجمع المال ويتناسون الاهتمام بأطفالهم، فرغم أن الطفل يصبح لديه اكتفاء ذاتى وحياة مرفهة، إلا أنه يكون لا يزال يشعر بالفراغ فتتسرب فكرة الانتحار لديه دون أن يشعر.

وأشار إلى أن هناك عددا من الاضطرابات الشخصية تساعد على التفكير بالانتحار، من بينها اضطراب الشخصية الحدية، ويعانى الشخص المريض بهذا الاضطراب من التقلبات المزاجية، فهناك أوقات يقوم فيها الشخص المريض بتهديد من حوله بأنه سيقدم على الانتحار، أو يقوم بالفعل بمحاولة للانتحار، وعلى الأغلب تبوء تلك التهديدات والمحاولات بالفشل، ولكن أحيانًا قد تنجح إحدى تلك المحاولات فيحدث الانتحار، وهؤلاء تكون نسبتهم حوالى 1% من المجتمع.

وأضاف أن نسبة الانتحار في مصر والعالم العربى تعد منخفضة جدًا مقارنة ببعض الدول الأخرى، إذ إن النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية مرتفعة، وكذا في المجر، وارتفعت في بعض الدول خلال وقت محدد مثل السويد والنرويج ولكن تراجعت مجددا.

وتابع أنه رغم انخفاض نسبة الانتحار في مصر، إلا أن هناك شعورا لدى العامة بأن النسبة مرتفعة، وذلك يعود إلى التضخيم الإعلامى، فكلما وقعت حادثة انتحار تم تسليط الضوء عليها فتظهر وكأنها ظاهرة، ولكن نتحدث هنا عن واقعة واحدة، فنجد مثلًا أن أعداد المنتحرين بمصر لا تزيد على مائة شخص في العام بعكس الدول الأخرى التي قد تزيد الأعداد بها لتصل للآلاف.

وعن الوقاية والعلاج قال إنه لا بد من الملاحظة والمتابعة لكل أفراد الأسرة، والانتباه حال إصابة أحدهم ببوادر اكتئاب ويأس، وبعدها يتم عرضه على أحد المتخصصين أو تحويله وحجزه بأحد المستشفيات حتى لا يصل إلى مرحلة الإقدام على الانتحار، مضيفًا أن هناك بعض الأدوية التي تساعد المريض على نزع فكرة الانتحار من خلال علاج الاكتئاب، كما أن هناك جلسات تسمى تنظيم قاع المخ بالكهرباء والتى تعد أقصى علاج لمريض الانتحار.

وتابع: «من الممكن إنشاء (أكشاك للفضفضة)، في المترو والحدائق والأماكن العامة والمزدحمة، بحيث تكون تلك الأكشاك بها أخصائى نفسى وأخصائى اجتماعى وأخصائى من الحكومة، فتكون تلك الأكشاك مثل صندوق الشكاوى ولكن وجهًا لوجه؛ كون هؤلاء الذين يفكرون في الانتحار لديهم مشاكل مادية واقتصادية ويحتاجون إلى من يساعدهم على حل مشكلاتهم، وعندما لا يجدون يقدمون على الانتحار؛ لذا ستوفر تلك الأكشاك من يساعدهم، وهذه الفكرة موجودة بالفعل في اليابان وكوريا من خلال كشف بسيط يساعد الناس في حل مشكلاتهم».


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق