اخبار مصر اليوم - الطاقة النووية.. الفوائد والتحديات

يتضمن استخدام الطاقة النووية عددًا من التحديات التى يجب التعامل معها، ولكنها فى الوقت نفسه تمتلك الكثير من المزايا التى تتفوق على مصادر الطاقة الأخرى، وبالتالى يحتاج العالم إلى بقاء محطات الإنتاج النووية آمنة ومستدامة حتى يمكن الاستفادة بالمزايا مع تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى.

■ الفوائد الأساسية

أسعار كهرباء منخفضة ومستقرة

نظرا إلى أن الوقود اللازم لتشغيل محطات الطاقة النووية يمثل 9% فقط من تكلفة المحطة، مقارنة بنسبة 77% من المحطات التى تعمل بالفحم، أو 93% من المحطات التى تعمل بالغاز الطبيعى، وهناك وفرة من إمدادات الوقود النووى، فإن الطاقة النووية هى وسيلة ممتازة لتأمين الكهرباء منخفضة التكاليف مستقرة الأسعار. ويستفيد الجميع من انخفاض أسعار الكهرباء بداية من تكلفة كهرباء المنازل إلى الأعمال التجارية والصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، فضلا عن الخدمات العامة مثل المستشفيات والمدارس وذلك عن طريف توفير الأموال لصالح الأنشطة الأخرى.

■ انبعاثات كربون تقترب من الصفر

تنتج محطات الطاقة النووية 29 طنا من ثانى أكسيد الكربون لكل جيجاوات/ ساعة مقارنة بـ 499 طنا فى محطات الطاقة التى تعمل بالغاز. وفى الوقت نفسه فإن محطات توليد الكهرباء بطاقة الرياح أو الطاقة الشمسية تعمل بشكل متقطع ويجب دعمها بمحطات الغاز والفحم مما يزيد من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، وتعتبر الطاقة النووية هى أفضل الحلول لزيادة الطاقة النظيفة، وتقول الدراسات إنه إذا تم استبدال جميع محطات الطاقة التى تعمل بالفحم فى العالم بمحطات نووية فإن العالم سيتجنب 4.7 مليار طن من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون كل عام.

■ العمر الافتراضى الطويل

يمكن لمحطات الطاقة النووية أن تعمل بمستوى عال من الكفاءة لمدة تصل إلى 60 عاما، مقارنة بـ 40 عاما لمحطة تعمل بالفحم، و30 عاما لمحطات الغاز، و25 عاما لمحطات الرياح والطاقة الشمسية.

■ لا تلوث للهواء

على عكس محطات الغاز والفحم والوقود الحيوى، فإن المحطات النووية لا تنتج مواد تلوث الهواء المحلى.

ووفقا لدراسات منظمة الصحة الدولية، فإن الجسيمات الناتجة عن حرق الوقود الحفورى مسؤولة عن وفاة مليون شخص سنويا فى جميع أنحاء العالم، كما أن انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت وثانى أكسيد النيتروجين يمكن أن يكون له آثار صحية سلبية كبيرة.

■ الاستخدام الفعال لمساحات الأرض

تتطلب محطات الطاقة النووية مساحة 430 فدانا من الأراضى لإنتاج 26 تيرا وات من الكهرباء. ولإنتاج نفس القدر من الطاقة من المحطات الشمسية نحتاج إلى 130 ألف فدان، بينما تحتاج مزارع الرياح إلى 250 ألف فدان. وبالنسبة لمنطقة مثل قارة أوروبا التى تعتبر أكثر المناطق السكنية كثافة فى العالم فإن الطاقة النووية تمثل خيارا مهما عندما يتعلق الأمر بالاستغلال الأنسب للأراضى.

■ تأمين الإمدادات

على عكس الغاز والنفط، لا تعتمد إمدادات المحطات النووية على بلدان غير مستقرة. فاليورانيوم الذى يعتبر الوقود الأساسى لتلك المحطات يتوافر بكميات كبيرة فى دول مثل استراليا وكندا مما يجعل أسعاره أكثر استقرارا. وهناك ما يزيد عن مائة عام من الاحتياطيات المعروفة والقابلة للاسترداد اقتصاديا لليورانيوم فى جميع أنحاء العالم.

■ الطاقة النووية آمنة

بشكل عام تتمتع محطات الطاقة النووية بسجل متميز للسلامة، مع عدم وجود حوادث خطيرة فى معظم أنحاء العالم، والتحدى الرئيسى فى هذه المحطات هو حماية الجمهور من أى تسرب إشعاعى من المفاعلات ومخازن الوقود المستهلك.

وفى جميع الأحوال فإن استراتيجيات «الدفاع العميق» تقلل من خطر تسرب الإشعاعات فى حالة حدوث أخطاء بشرية، بينما يراقب المنظمون المواقع النووية ويعملون مع الوكالات العالمية المختلفة لوضع خطط للطوارئ فى حالة حدوث أى تسريبات خطيرة. وبعد حادث المفاعل النووى فى فوكوشيما، بدأت رابطة التنظيم النووى فى أوروبا الغربية فى إجراء «اختبارات الإجهاد» لجميع المفاعلات الأوروبية لضمان استقرار ومرونة المفاعلات فى حالة الأحداث الطبيعية العنيفة مثل الزلازل أو الفيضانات.

■ أبرز التحديات «الأمن والسلامة»

يتم إنشاء المفاعلات النووية ومبانيها بأعلى درجات الجودة، ولكن يجب أن يتم البدء فى تنفيذ تصميمات جديدة للمفاعلات وبنائها وفقا لأعلى المعايير بحيث لا يكون هناك أدنى خطر على صحة ورفاهية المواطن فى أماكن المفاعلات. الأمر نفسه ينطبق على تخزين الوقود المستخدم والذى يجب إعادة تدويره وتخزينه بأمان فى أماكن بعيدة عن التجمعات السكانية.

■ الاقتصاديات

تحتاج الدول التى تستخدم المفاعلات النووية إلى سلاسل إمداد خاصة بها، وبرامج متطورة للبحث والتطوير لضمان السلامة والأمان والعمل بأفضل الممارسات. وتحتاج المحطات النووية الجديدة إلى استثمارات ضخمة فى البداية، وهى الاستثمارات التى تعود بالإيجاب على النمو الاقتصادى بشكل عام.