اخبار مصر اليوم - بعد اعتدال المناخ وهدوء الحرب السورية.. أسواق مصر «عايمة في بحر الكريز»

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

بمجرد أن تدب بأقدامك السوق وتدير وجهك يمينًا ويسارًا تدهشك ألوانها الحمراء والصفراء مثل العنب وتسحبك أنواعها، التي تُنزع من غلافها الرصين الخارجي مثل البطيخ والتين الشوكي.

لكن لم تعتاد أعيننا على رؤية فاكهة «الكريز أو الكرز»، باسمه الأنيق العلمي بين شُعَب النباتات «cerasus»، يقبع بأحد الأطراف_وحتى المترامية_ بالأسواق الشعبية المصرية قبل هذا العام.

فتلك الفاكهة التي طالما التصقت مكانتها بسطوح الكعكات، حتى أنها لا تصل بأعدادها إلى حد الإفراط، تعتبر نفسها الزائر السريع غالي الثمن، وحدهم القادرين على تناول كيكة الاحتفال على الوصول إليها، ستجد سمعتها قد تبدّلت بالموسم الصيفي الحالي.

ومنذ أسابيع، ظهرت بكثافة بنوعها الحلو، بين حي الموسكي والسيدة زينب ولم تخلو شوارع شبرا من الفاكهة حتى طرقات بمنطقة حلمية الزيتون وصقر قريش بالمعادي ونواحيها وصولًا إلى امتلاء شوارع وسط البلد بالكرات الشهية.

لذا من البديهي تصدّر سؤال «لماذا كل هذا الاهتمام المفاجئ بالفاكهة؟»؛ لم تظهر الصيف الماضي إلا بكميات لن تقودك حتى نحو ملاحظتها ولم تعلن نفسها خلال سنوات انقضت.

ويُرجِع أستاذ ورئيس قسم البساتين بكلية الزراعة جامعة الأزهر، جمال عبدربه، السبب في الطفرة ببيع الكرز صيفنا الراهن، إلى أن التجّار المصريين يفضلون استيراده من ، وذلك لاقتراب المسافة فيمكن نقله بريًا من هناك تجاه الأردن إلى مُباشرة وبالتالي توفير المال.

لكن الحرب التي اندلعت هناك منذ 2011، كان أثرها لا يزال حتى العام الماضي، ما منع وصول الكرز بكميات إلى الأسواق المصرية فظهر الصيف الفائت قليلًا.

على عكس هذا العام، فبعد أن هدأت الأوضاع نسبيًا استقرت خطوط النقل، فنجحت سوريا في إطلاق كميات من الكرز، أغرقت بها الأسواق المصرية، وهو السبب وراء كثافة الكرز هذه الأيام وخفض سعره.

لافتًا إلى أن سوريا رغم اقتراب موقعها إلا أن بعض التجّار _كانوا وحتى يومنا الحالي_ يطلبون الكرز من دُول عربية أخرى وأجنبية، مثل والعراق وإيران واليونان..، بأسعار متفاوتة تميل إلى الارتفاع وبكميات محدودة حسب الطلب بالسوق.

ويضع محمود أبوالعلا، المستشار المالي لكبرى شركات استيراد الكرز بمصر، الحالة المُناخية الجيدة سببًا في وفرة محصول الكرز بين الدُول، ما أنعكس على حجم استيراد مصر من هذه الفاكهة.

ويعتبر المستشار المالي سوريا ولبنان واليونان، هم الوجهات الثلاثة لاستقطاب الكرز بين النقل البري والبحري، لكن تقلل شركتهم تكثيف الرحلات البرية منعًا لكساد الكرز ويحبز اللجوء للطريقة الثانية.

يصنّف «أبوالعلا» الكرز بين أربعة أنواع، «العجمي» هو مر المذاق وغير مُستحب، و«الطلياني» وهو أحمر داكن وقشرته الخارجية «ناشفه»، كما وصفها، ومذاقها حلو ثم «السكري» وهو مائل إلى اللون الأحمر، ووصفه بـ«أردأ الأنواع وسوقه مش شغال».

وأخيرًا «الفرعوني» وهو الأكثر جودة، لون أسود داكن وحلو المذاق والثمرة قلبية الشكل بقشرة صلبة. لافتًا إلى أن تباين الأسعار بسبب اختلاف جودة ومذاق الكرز بأنواعه الأربعة، قائلًا: «الذي يُباع بالمناطق الشعبية نوع مُختلف عن المُباع بالتجمع» (بالبحث عن أسماء الأصناف السابقة، ستجد المُسميات لحبّات الكرز بسوريا ولبنان، ويزيد عليها هناك حوالي 12 نوعًا أخر).

لماذا لا يزرع الكرز في مصر؟

وبسؤال «عبدربه» عن الأسباب وراء استيراد الكرز بدلًا من زراعته، أجاب لـ«المصري اليوم»: «زراعة الكرز تحتاج إلى شروط عدة أبرزها درجات من البرودة المُناخية، لا تتوفّر في مصر، لكن يعثر على تلك الأجواء بسوريا، فلا بد من زراعته بأقل من 4 درجة مئوية تصل إلى حد التجمد لمدة ثلاثة أشهر، حتى يزهر نبات الكرز».

واستكمل: «هناك محاولات بحثية تُجرى حاليًا، من قبل أكاديمة البحث العلمي والمركز القومي للبحوث، بشأن زراعته بمنطقة سانت كاترين، حيث الدرجات المُنخفضة، وسنرى هل ستنجح أم لا».

وبالنسبة لأساليب النقل والرعاية بتلك الفاكهة، تبدأ بنقلها عبر الصناديق من دولة للثانية ثم حملها إلى ثلاجات المستورد للاحتفاظ بها لحين طلب البائع شراءها، إذ يسهل تعرّض الكرز للجفاف والفساد السريع خارج الثلاجات لاحتوائه على نسبة من الماء داخله مثل الخيار..، ويباع بين المحال بشراء البائع يوميًا كميات تكفيه ليوم فقط.

على الجانب الثاني، أوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي بمعهد بحوث الاقتصاد، أشرف كمال، أن الكرز ينتمي إلى العائلة الوردية وتنسدل تحت قائمة الفاكهة ذات النواة الحجرية، ومن الفاكهة الشقيقة لها المشمش والخوخ والبرقوق واللوز، لافتًا إلى أن جميعهم يزرع في مصر عدا الضيف السوري أو اللبناني. ومذاقه ينقسم بين الحامض أو المُر والحلو.

هل نال الاستقبال الأمثل بسوقنا؟

وبالعودة إلى الأسواق، تجد الباعة سعداء بضيافته بين سلال الفاكهة، فتلقى الفاكهة _ضمن قائمة السلع الاستفزازية وغير الأساسية (للأغنياء فقط)_ رواجًا بالشارع المصري، يلتفت بتواجدها مُختلف الفئات العمرية، تصل تسعيرتها بين الـ30 جنيهًا للكيلو حتى 50 جنيهًا ببعض المناطق الراقية، لذا وصفها «عبدربه» بفاكهة «أصبحت في متناول الجميع، فشراءك نصف كيلو يقترب بسعره من فاكهة العنب أو ».

وقال إسحق نصيف، البائع بمِنطقة وسط القاهرة: «بدأت بيع الكرز من حوالي الشهر ونصف، كان يُباع في البداية بسعر عالٍ، 30 و35 جنيهًا، وبدأ بالانخفاض تدريجيًا فأبيعه هذه الأيام بـ30 وقريبًا سيرتفع سعره خلال الأسبوعين المُقبلين، إذ أن تلك الفترة نهاية موسمه».

وبكلماته البسيطة قال: «غريب يكون عليه إقبال رغم أن سعرها غالي.. الناس حبّته جدًا، والطلبات عليه بقت بالكيلو بعد ما كانت بالربع والنصف كيلو»، تابع: «فيه نوعين القشرة الناشفة والليّنة، والنوع الثاني يفسد بسرعة، بركز وأنا بشتري من المستورد اختيار القشرة الناشفة لأنها لا تفسد إلا بعد يومين أو أكثر».

وعن انتشار الكرز حاليًا، روى البائع أن «الحرب كانت مأثرة على سوريا، وماكنش الطريق البري سالك، وكان الكريز يجي مصر بايظ، فبدل من نقل الشحنة خلال 4 أيام تستمر حتى 20 يومًا. كنّا بنجيب من وتركيا كميات أقل لكن ماكنش حلو».

وأنهى عباراته «الكريز له شعبية رهيبة وبيتباع بسعر أقل في الموسكي.. شعبيته زادت عن زمان والسنة دي بيتباع عندنا زي أي صنف بنفس الكميات، لقيت ناس غلابة كتير بتشتريه»، وأطلق عبارة تعجبية «مش عارف في إيه!».

لفت بائع ثانٍ إلى أن أسعار الكرز تفاوتت بدأت عالية الثمن وبفعل انتشارها بين الأسواق بكثافة أخذت في الانخفاض التدريجي. يذكر أن سوريا تحتل المرتبة الأولى عربيًا والـ13 عالميًا بـ 2017، إذ يتميز بالجمع بين مذاقي نوعي الكرز المعروفين عالمياً، الحامض والحلو، وتليها بالقائمة لبنان ثم .

للكرز فوائد صحية، لذا ينصح الأطباء بحبيباته لعلاج الأنيميا إذ يحتوي على الحديد والمعادن والفيتامين، فوائده تتعدى خيالاتك، يساهم في ضبط معدلات ضغط الدم لاحتواءه على مادة البوتاسيوم. ويحارب الكرز تليّف الخلايا، كما يقلل من مُعدّل الإصابة بأمراض ، يساعد على الاسترخاء والنوم بسهولة وتساهم في التخلص من وزنك الزائد، وفقًا لموقع «Healthline».


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق