اخبار مصر اليوم - السيسي: قطعنا شوطاً طويلاً في النهوض بالقارة الأفريقية

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

ترأس الرئيس عبدالفتاح ، الأحد، أعمال الدورة الـ12 للقمة الأفريقية الاستثنائية التي تعقد في نيامي عاصمة النيجر، والتي شهدت مشاركة قادة ورؤساء حكومات 55 من دول الاتحاد الأفريقي، ومن المقرر أن تستمر حتى غدا الاثنين.

وقال الرئيس السيسي، في كلمته، إنه يود في البداية أن يعرب عن التقدير لأخيه العزيز الرئيس «محمدو إيسوفو»، على حفاوة الضيافة وحسن التنظيم من قبل دولة النيجر الشقيقة، فضلاً عن الجهود التي يبذلها في إطار ريادته لاتفاقية التجارة الحرة القارية، ومثابرته لدفع الاتفاقية للأمام، ما أثمر عن دخولها حيز النفاذ في 30 مايو الماضي.

وتوجه الرئيس السيسي بالشكر لـ«موسى فقيه محمد» رئيس المفوضية وأعضاء المفوضية على ما يتم بذله من جهد في هذا الشأن، متابعا: «نستحق أن نهنئ أنفسنا على هذا الإنجاز الكبير الذي تم تحقيقه بفضل إرادة الدول الأفريقية، وإيمانها برؤية الآباء المؤسسين، ومساعيها الدؤوبة لتحقيق مستقبل مشرق لقارتنا الحبيبة وشعوبها العريقة، فلقد قطعنا بالفعل شوطاً طويلاً على مسار أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والنهوض بالقارة الأفريقية، وأصبحنا على الطريق الصحيح نحو حقبة جديدة واعدة تتسم بالتنمية والتقدم بدلاً من الركود الاقتصادي والنزاعات».

وأضاف الرئيس السيسي أن دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ يعد علامةً فارقةً في مسيرة الاندماج الإقليمي في القارة، وامتداداً طبيعياً للعمل الأفريقي المشترك في هذا المجال على مدى عقود من الزمن، بدءًا من تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، مروراً بخطة عمل لاجوس عام 1980، ومعاهدة أبوجا لإنشاء الجماعة الاقتصادية الأفريقية عام 1991، وصولاً إلى دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ في 30 مايو 2019.

وأشار الرئيس السيسى إلى أننا على مشارف تفعيل أحد أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، بحيث تضم ما يقرب من 1.2 مليار نسمة وناتج محلي إجمالي يقدر بحوالي 3.4 تريليون دولار، مشددا على أنه مع اعتزازنا بهذا الإنجاز الكبير، علينا أن ندرك أن الطريق مازال طويلاً لتطبيق الاتفاقية على أرض الواقع وجني ثمارها الواعدة، ومن أهمها رفع معدل التجارة البينية الأفريقية والذي يقدر بحوالي 15% فقط حالياً، وتحقيق التكامل الإنتاجي والصناعي، ما يتطلب المزيد من الجهد والمثابرة لتحرير التجارة في السلع والخدمات، وتوفير الضمانات التجارية اللازمة، وخلق البيئة الاستثمارية المواتية، واستكمال مفاوضات المرحلة الثانية في هذا الإطار، قاصدين بذلك تحقيق أهداف الاتفاقية الطموحة وتلبية التطلعات المشروعة لشعوبنا العريقة في التنمية والتقدم والرقي.

وأوضح الرئيس أنه لا يسعه إلا أن يؤكد أهمية هذه القمة الاستثنائية، فبجانب احتفالنا اليوم بإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية، سنعمل على بحث التصور الخاص بالمرحلة التنفيذية والتشغيلية بهدف تعزيز التجارة البينية، وإزالة الحواجز والمعوقات الجمركية وغير الجمركية، مع استعراض التقدم المحرز في المفاوضات التجارية التكميلية، بهدف إصدار التوجيهات اللازمة للتغلب على المعوقات التي تواجهنا في مسارنا نحو تحقيق أهداف الاتفاقية، وسيشهد اليوم إطلاق نظام المقاصة والمدفوعات الإلكترونية الذي نأمل جميعاً أن يحدث نقلة نوعية في معدلات التبادل التجارى البيني.

وأضاف الرئيس السيسي أنه في ذات الإطار، يتعين علينا كذلك تعزيز التواصل مع القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال والمجتمع المدني، للتعرف على تطلعاتهم والاستفادة من خبراتهم ومعالجة المعوقات التي يواجهونها في الميدان، تمهيداً للخروج بتوصيات ومخرجات قابلة للتنفيذ تمكننا نحن رؤساء الدول والحكومات من توفير الضمانات اللازمة لاحتضان رواد الأعمال الأفارقة ودعم الصناعات المحلية والاستراتيجية الأفريقية، كما لا ينبغي أن نغفل أهمية الاستثمار في أهم مورد تمتلكه القارة، وهم الشباب الأفريقي رجالاً ونساءً بالتساوي، والذين نعول عليهم كثيراً لاستكمال المسيرة وتحويل حلم الجماعة الاقتصادية الأفريقية إلى واقع، متزودين بحماسهم وإبداعهم وطاقاتهم الخلاقة.

كما أن الارتقاء بشبكة البنية التحتية الأفريقية أمر لا بد منه لنجاح الاتفاقية باعتباره ضرورة حتمية لأي تجربة ناجحة للتكامل إقليمي، وهو ما نبتغيه في قارتنا العظيمة، فعبرها ستنساب حركة السلع والخدمات والاتصالات والبيانات والأفراد، وتقل تكلفة التجارة والاستثمار، ما يحفز المزيد من النمو ويصب بشكل مباشر في تحقيق مهمتنا الرئيسية وهي النهوض بمستوى معيشة المواطن الأفريقي، ومن هذا المنطلق، نتطلع نحو الإسراع بمعدل تنفيذ برنامج تنمية البنية التحتية في أفريقيا بمراحله المختلفة، نظراً لدوره الهام في سد الفجوات التي يحتاجها مشروع التكامل الاقتصادي الأفريقي.

وأوضح الرئيس أن أفريقيا اليوم محط أنظار العالم، ونجاح منطقة التجارة الحرة القارية هو الاختبار الحقيقى لتحقيق طفرة اقتصادية تلبي تطلعات شعوبنا في العيش الكريم الآمن، وتعزز من موقفنا التفاوضي في المحافل الاقتصادية والسياسية الدولية، ومن ثم تضمن موقعاً جديداً للقارة الأفريقية على خريطة الاقتصاد العالمي، مما يرفع من مكانة أفريقيا التي لطالما كافح أباؤنا المؤسسون للحفاظ عليها والارتقاء بها، ويجعل من منطقة التجارة الحرة القارية بمثابة السفينة التي تحمل معها جميع الدول الأفريقية دون استثناء نحو تحقيق المنفعة المشتركة ،ومن هذا المنطلق، أود أن أدعو كافة الدول الأعضاء للتصديق على اتفاق التجارة الحرة القارية، فكلما زادت أعداد الدول الموقعة والمنفذة للاتفاق زادت المنافع المتولدة عن تحرير التجارة وعائدها على شعوبنا الأفريقية.

واختتم الرئيس كلمته بتأكيد حرصه كرئيس للاتحاد الأفريقي على الخروج من الاجتماع بنتائج ملموسة تعطي دفعة حقيقية لبدء سريان اتفاقية التجارة الحرة القارية، وتنقلنا من مرحلة البناء المؤسسي إلى ميدان العمل الفعلي، كما أجدد شكري لأخي الرئيس «محمدو إيسوفو» وأخي «موسى فقيه»، ولكم جميعاً أصحاب الجلالة والفخامة والدولة، وأعلن افتتاح أعمال قمتنا الاستثنائية.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق