اخبار مصر اليوم - دعوات حصار الاستثمارات في «مهب الريح».. وسوريون: شكرًا للشعب المصري

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

منذ ما يقرب من سبع سنوات، خرج على العرَّاب من مدينته السورية فى ساعة متأخرة من الليل، فرارًا من جحيم الحرب الأهلية مصطحبا أمه وأخوته الثلاثة، قاصدا لبدء حياة جديدة لم يكن يتطلع فيها سوى للنجاة بعائلته من الموت الذى بات مصيرًا محكما.

مثل غيره من النازحين، فقد على أغلب ما يمتلكه أثناء رحلة هروبه من ، ما تبقى لديه لم يكن ليكفى سوى الإنفاق على مستلزمات الحياة الأساسية من طعام وشراب ومسكن لمدة قصيرة. لم تكن الأمور تسير على ما يرام خلال الشهور الثلاثة الأولى التى تردد فيها الشاب الثلاثينى على مكتب شؤون اللاجئين بالقاهرة للحصول على منحة مالية تساعده على الحياة، إلا أن احترافيته فى طهى المأكولات والحلويات السورية كانت السبب الرئيس فى حدوث طفرة كبيرة له وعائلته، ليصبح أحد مالكى المحلات السورية ذات الصيت الواسع فى مصر.

«السوريون منورين مصر» تريند انتشر خلال الأيام الماضية على وسائل التواصل الاجتماعى ردًا على طلب حصر أموال السوريين المستثمرين والعاملين بمصر. وجاءت المشاركة الواسعة فى الحملة التى تمثلت فى هاشتاج على وسائل التواصل الاجتماعى للتأكيد على الترحيب بالسوريين «فى بلدهم الثانى مصر».

خلال الشهور الأخيرة من عام ٢٠١٣ خرج عدد من المشاريع السورية إلى النور فى مدينتى السادس من أكتوبر و«مدينتى»، ولفتت تلك المشروعات النظر لنجاحها وأبرزت قدرة السوريين على خلق استثمارات لهم داخل مصر وتحقيق أرباح تدل على فهمهم العميق للسوق المصرية واحتياجات مستهلكيه. وأكد عدد كبير منهم التقتهم «المصرى اليوم» على أن نجاح المشروعات السورية يرجع إلى الحب والاحترام المتبادل بين الشعبين المصرى والسورى، وأنهم «لم يشعروا برفض منذ نزوحهم إلى مصر».

لكن اللافت أن وجود السوريين واستثماراتهم لم تتوقف على العاصمة والمدن الجديدة القريبة منها، بل انتشروا فى عدد من محافظات الدلتا كالشرقية ودمياط الجديدة والدقهلية والإسكندرية، وظهرت استثماراتهم فيها ما انعكس بالإيجاب على خلق فرص العمل والحركة الاقتصادية فى تلك المحافظات.

وحول المهن التى يعمل فيها السوريون فى مصر، فتتركز فى المأكولات بكافة أنواعها، وصناعة الحلويات، والمنسوجات، وصناعة الأثاث، والإلكترونيات، والمقاهى والكافيهات، والعطور، والعطارة، والمخبوزات، بل إن هناك شارعا فى مدينة 6 أكتوبر يسمى شارع السوريين ويضم عدة مقاه ومطاعم وأماكن للتنزه يديرها سوريون.

الثقافة المشتركة بين الشعبين المصرى والسورى كانت السبب الرئيس وراء اختيار يوسف الحداد مصر موطنا بديلا له على حد وصفه. لم يواجه الحداد صعوبات فى رحلة هجرته من سوريا لمصر، بل أصر على التمسك بصنعته التى لا يعرف غيرها وهى تصميم الفساتين على الطراز العربى. وأصبح لديه شريحة كبيرة من الزبائن المصريين بعد مرور ٦ أعوام على إقامته بمصر.

يقول الحداد «وصلت مصر فى 2013، وكنت أقيم فى الغوطة الشرقية بدمشق، وأمتلك أتيليه كبيرا لتصميم الأزياء هناك، وعند وقوع الحرب الأهلية اخترت الانتقال لمصر والإقامة هنا لعدة أسباب، أبرزها الثقافة المشتركة والمناخ الآمن للإقامة وإمكانية توفير فرص للعمل، بجانب التسهيلات التى قدمتها الحكومة المصرية للسوريين والسماح بتسجيل أبنائنا فى المدارس الحكومية المصرية ومعاملتهم مثل الطلاب المصريين». ولم يكتف السوريون بافتتاح المحال التجارية؛ وإنما امتدت استثماراتهم لعيادات الأسنان والتجميل وأمراض الباطنة، وهناك أطباء سوريون يمارسون مهنتهم داخل المستشفيات الخاصة. وتشغل العيادات السورية المبانى التجارية وسط مدينة السادس من أكتوبر وبعضها يحتل مكانا بسيطا مجرد غرفة واحدة أشبه بالمحل التجارى، ولكنها مجهزة بالوسائل الحديثة الكافية لمزاولة المهنة.

ومن جانبه أكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى، أن هناك علاقة وطيدة بين الشعب المصرى والسورى منذ أيام الفراعنة. واستقبلتهم مصر فى هجراتهم الواسعة فى أواخر القرن ١٩ وبدايات القرن العشرين. وفيها أسس بشارة وسليم تكلا جريدة الأهرام العريقة، وحدث ترابط مشترك بين الشعبين فى الثقافة والسينما والزيجات الناجحة.

ويرى صادق أن الغرض من تقديم مذكرة لحصر أموال المستثمرين السوريين هو «الشو» والفرقعة الإعلامية، «لأنه لا يوجد حدث يستدعى هذا الإجراء» الأمر الذى دفع شريحة كبيرة من المصريين إلى الرد من خلال هاشتاج «السوريين منورين مصر» وهو ما يفسره أستاذ علم الاجتماع السياسى بكونه إشارة للوعى الكبير الذى يتمتع به الشعب المصرى للتفريق بين الدوافع الوطنية، والقضايا التى يتم تحريكها لمصالح خاصة.

ويرجع صادق نجاح الاستثمارات السورية فى مصر إلى «طبيعة سلوك وثقافة المواطن السورى» الذى يحرص على جذب الزبون المصرى بالمعاملة الطيبة والابتسامة البشوشة، بالإضافة إلى الحرص البالغ على الجودة فى السلع والخدمات المقدمة.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق