اخبار مصر اليوم - وزير الأوقاف: الإسلام أوجب حق الطاعة والإعانة والتقدير للحاكم العادل

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

شهد الرئيس عبدالفتاح ، اليوم الأحد، مراسم الأحتفال بليلة القدر، المنظمة من قبل وزارة الأوقاف.

وبدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ هاني الحسينى.

ثم ألقى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة كلمة وجه فيها التهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة ليلة القدر وعيد الفطر المبارك

وتحدث وزير الأوقاف عن ثلاث نقاط تتعلق بـ«فهم المقاصد» قائلا: نقف مع آية واحدة من كتاب لله عز وجل، حيث يقول الحق سبحانه «إنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» ... وإذا كان الجزء الأول جاء على سبيل الحقيقة بأن من قتل نفسا.. أي نفس بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا«، والجزء الثاني من الآية يحتاج إلى وقفة وتأمل في قوله تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».. لأن الإحياء الحقيقي للنفس لا يكون إلا لله وحده فيُحمل الأمر هنا على المعنى المجازي، والمراد من عمل على إحيائها أو حافظ على بقائها حية.

وأضاف وزير الأوقاف محمد مختار جمعة قائلا، إنه إذا كان المتطرفون والإرهابيون يعملون على إزهاق الأنفس بدون حق فإن كل من يدفع عنها شر المتطرفين والإرهابيين سواء أكان دفعا عسكريا أم أمنيا أم قضائيا أم علميا أم فكريا أم دعويا فكأنما أحيا الناس جميعا، ويدخل في ذلك أيضا كل من وفر لها الدواء والغذاء وشربة الماء النقية ومهد الطرق لأن تمهيد الطرق؛ يقلل نسب الحوادث فيحافظ على الأنفس من الهلاك فكل ما يؤدي إلى استمرار حياة النفس البشرية ويدفع عنها الهلاك داخل في قوله تعالى: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا».

وتابع جمعة قائلا، «النقطة الثانية تتعلق بتحريف الغالين لمفاهيم النصوص... تحريف الغالين الذين يحاولون أن يرسخوا لفقه الجماعة على حساب فقه بناء الدول، ففقه بناء الدول يتسم بالسعة والمرونة، أما فقه الجماعات فنفعي سطحي، مُغلّق مصلحته التنظيم فيه فوق مصلحة الدولة، ومصلحة الجماعة فوق مصلحة الأمة بل فوق مصلحة الدين نفسه، وقد حاولت الجماعات المتطرفة إحداث حالة من القطيعة مقصودة ... وإحداث حالة من القطيعة والشقاق بين الشعوب وحكامها فأخذت تسوق نفسها على أنها حامية حمى الدين، وأن من كان مع النظام أو الدولة حتى لو كان النظام في عدل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو ضدها، وبالطبع من منظورها هو ضد الدين وهذه دعوات مشبوهة تعمل على تفكيك الدول من داخلها وتحقق أهداف أعدائها المتربصين بها».

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف إن «هذه الجماعات المتطرفة ترى أن كل ما يقوي الدولة يضعف الجماعة، وكل ما يضعف الدولة يقوي الجماعة، فهي لا تقوم ولا تتغذى إلا على أنقاض الدول على نحو ما نرى حولنا.. على أن الإسلام قد أوجب للحاكم العادل حق الطاعة بل حق الإعانة والتقدير».

وأضاف أن الرسول صلي الله عليه وسلم يقول ( إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غيرِ الغالي فيه والجافي عنهُ، وإكرام ذي السلْطَانِ المقْسط) حيث يوجد لافتة كريمة في الحديث النبوي عندما عطف النص النبوي حامل القرآن عطفه مباشرة على إكرام ذي الشيبة، وعندما تحدث عن السلطان المقسط أعاد كلمة إكرام تأكيدا على حقه في الإكرام والعناية والاحترام والتقدير.. فمن إجلال الله عز وجل إكرام ذي السلطان المقسط.

وتابع الوزير قائلا إن «دعوة الإمام العادل لا ترد، وفي بعض روايات الحديث مقدمة على دعوة الصائم وهو في مقدمة الـ 7 الذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، أول السبعة الإمام العادل، وبهذا تبنى الدول ولا تهدم، وهو ما أظهرناه تفصيلا في كتابنا فقه الدولة وفقه الجماعة الذي أصدره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أوائل الشهر الجاري» .

وبشأن النقطة الثالثة.. قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إنها الأهم، فهي حاجتنا الملحة لاستخدام المنهج النقدي العقلي في إعادة قراءة المتغير من تراثنا مع الحفاظ على ثوابتنا .

وضرب جمعة، مثالا على ذلك بمثال من أحد عيون كتب التراث التي هي مناط الاحترام والتقدير وهو تفسير الإمام القرطبي الذي تعلمنا ولا زلنا نتعلم منه، غير أننا نريد أن نبين بوضوح أن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن الإمام القرطبي ذكر في تفسير آية الدعاء وتحديدا في الجزء الثاني من الكتاب طبعة «عالم الكتب» أن الإمام على رضي الله عنه قال لنوف البكالي: يا نوف لا تكونن شاعرا ولا شرطيا ولا جابيا ولا عشارا.

وأشار إلى أن سيدنا داود قام في ساعة من الليل فقال إنها ساعة لا يدعو عبدإلا استُجيب له فيها إلا أن يكون شرطيا أو جابيا أو عشارا؛ ومثل هذا الكلام إذا أخذ على علاته يهدم الدول ولا يبنيها أبدا.

وأوضح أنه خلال البحث وجد في سند هذا القول كل من سهل بن شعيب «مجهول الحال»، أبي عال بن الثقيل «مجهول الحال»، عبدالأعلى بن عامر الكوفي «ضعيف الحديث»، مما يؤكد أننا في حاجة ماسة وملحة إلى إعادة قراءة تراثنا الفكري قراءة جديدة بروح عصرية ناقدة وواعية.

ونوه بأن هذا المنهج العقلي هو ما يسيروا عليه في وزارة الأوقاف بالتعاون مع الأزهر الشريف تأليفا وترجمة ونشرا وتدريبا مع الأخذ بكل وسائل التحديث العصرية من نشر خطبة الجمعة مترجمة ومقروءة ومسموعة ومرئية بـ16 لغة إضافة إلى لغة الإشارة.

وأضاف أنه تم اعتماد مركز دولي للحاسب الآلي بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين تم تخريج الدفعة الأولى فيه منذ أسابيع، كما تم افتتاح معمل صوتيات اللغة الإنجليزية لتدريب الأئمة والواعظات على اللغات الأجنبية مع التنوع العلمي والثقافي في البرامج التدريبية بالأكاديمية سعيا لإعداد إمام عصري مستنير والتحول من حالات التميز الفردي إلى حالة استنارة عامة بين جموع الأئمة والواعظات تؤدي إلى نشر سماحة الأديان ودحر الفكر المتطرف وبناء مجتمع إنساني راق يؤمن بحق التنوع والاختلاف واحترام الأخر وفقه العيش المشترك ويدرك إدراكا لا يداخله أي شك أو تردد أن مصالح الاوطان لا تنفك عن مقاصد الاديان وأنه لابد للدين من وطن يحمله ويحميه.

وقال وزير الأوقاف إننا في مناخ ذهبي وفرصة مواتية بل ربما غير مسبوقة في تاريخنا المعاصر على أقل تقدير لبيان صحيح الدين وتصحيح المفاهيم الخاطئة وصيانة مال الوقف وتعظيم استثماراته، وما علينا إلا إخلاص النية والتشمير عن ساعد الجد.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق