اخبار مصر اليوم - «المصري اليوم» في رحاب «أم العواجز» إفطار على باب السيدة

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

سهرة رمضانية فى ظل صاحبة الكرامات، السيدة زينب، «الطاهرة أم العواجز»، بالطبع هى سهرة مختلفة، خاصة مع أيام شهر مبارك، وفى الحى العتيق الذى تسهر فيه مصر حتى الصباح.. فى طرقات وحوارى السيدة زينب، أجواء رمضانية خالصة وروائح تعبق المكان، تاركة بصماتها وبقايا عطر على أجساد العابرين وعلى الروح بعض من أثر السيرة الطاهرة وحب آل البيت..

جولة لـ«المصرى اليوم» فى حوارى وأزقة السيدة، المتاخمة للمسجد العتيق، نشارك المارة والعابرين، المجاورين والمرتادين، محبى «الطاهرة»، والقادمين دونما ترتيب.. أطفال ونساء ورجال تكتظ بهم الشوارع المتلألئة بالأنوار والزينات من أقمشة الخيامية المميزة.. موائد بسيطة أمام البيوت تستقبل ضيوف الرحمن من البسطاء، فيما يلتف آخرون حول سور المسجد الكبير فى انتظار نفحات المحبين سعداء بعطاء الله، القادم بلا تخطيط أو ترتيب.

ما إن يقترب أذان المغرب، حتى يتسارع أصحاب المحال لتجهيز الموائد لإطعام المارة، واستقدام العابرين لتناول المشروبات الرمضانية، فيما تسمع أصوات المقاهى منذ انطلاق المدفع إيذانًا بالإفطار.. ويهرول العشرات من أبناء الحى العتيق لتوزيع التمور والعصائر على المارة من الأهالى وأصحاب السيارات العائدين على عجل لبيوتهم.

وفى جنبات مسجد السيدة زينب، نفحات إيمانية تتناسب وأجواء رمضان تعبق المكان الذى تزين منذ أسابيع لاستقبال الشهر الكريم، لاستقبال المصلين بعد تناول الإفطار وأداء صلاة المغرب، ثم الجلوس وسط ابتهالات وتواشيح ودروس وعبر من قصص الأنبياء والصحابة انتظارًا لصلاة العشاء والتراويح.. لتقضى «المصرى اليوم» سهرة رمضانية خالصة بصحبة «أم العواجز».

هنا قرب الضريح، حلقات ذكر لا تنقطع.. وهنا طرق صوفية متنوعة ومنتشرة فى المنطقة وحول المسجد الكبير، جلسات دينية، ابتهالات وتواشيح من قبل صلاة المغرب وحتى أذان الفجر.. هنا يطلبون المدد وهنا يتبرعون لليتامى والأرامل والثكالى، من أجل شفاء مريض أو زواج لم يأت موعده، أو ابن ترجوه من الله، «زوجة تأخرت فرحتها».

منيرة، 55 عاما، ربة منزل، إحدى المقيمات بحى السيدة زنيب، تستعد لأذان المغرب، فتجهز وجبة إفطارها، بعض حبات التمر وعلبة عصير ووجبة من الأرز وقطعة دجاج بجوارها رغيف خبز وبرتقالة.. حصيلة ما جاد به أهل الخير عليها، قائلة: «الحمد لله ربنا مش بينسى عبيده وكل يوم بفطر هنا من أهل الخير، بركة رمضان كتيرة وبتزيد أكتر جنب الطاهرة»، مضيفة: «أنا بتونس بيها عشان كده باجى كل يوم بعد صلاة العصر، بعد ما كل ولادى اتجوزوا ومفيش حد أفطر معاه عشان كده بجيب فطارى وآجى أفطر هنا، ومع ذلك، أهل الخير بيعطفوا عليا بوجبة وبيزعلوا لو مخدتش والحمد لله بنتجمع أنا واللى زيى وحدانى ونفطر مع بعض والخير كتير».

لم تكن منيرة وحدها بالفعل، التى جاءت لتناول الإفطار فى حضرة حفيدة النبى صلى الله عليه وسلم، فهنا أيضًا «الحاجة طاهرة منصور»، 58 عاما، من سكان منطقة زين العابدين بالسيدة، أرادت أن تتناول إفطارها مع الناس فى المسجد لتشهد الصلاة فى جماعة، وحتى لا تتأخر عن صلاة التراويح، حضرت ومعها إفطارها، وتقول إنها تعشق السيدة زينب وآل البيت، وزيارتها للأضرحة والمساجد لا تتوقف عند السيدة زينب فقط بل تزور كل بيوت آل البيت من الحسين للسيدة نفيسة للسيدة عائشة.

وتضيف: «كل كام يوم بفطر فى مسجد، بس لما بتأخر بروح السيدة زينب على طول لأنها جنبى، وكمان أنا بحبها لأن والدى سمانى بلقبها «الطاهرة» وزيارتى لمسجدها لا تقتصر على رمضان فقط، لكن طول السنة كمان بعمل كل شهر قمرى وجبات أوزعها على الغلابة وده كمان طبعا طول رمضان».

وتابعت: «أنا كمان بحب أوزع مشروبات رمضانية، ودى من أجمل الحاجات اللى بحب أعملها فى رمضان عشان كده كل سنة فى رمضان لازم أجهز التمر هندى والعرقسوس والخشاف وأوزعها على الصايمين من رواد المسجد وكمان الغلابة أمام المسجد عشان آخد الثواب ومش أنا لوحدى اللى بعمل كده.. فيه أهل خير كتير بيوزعوا أكل وحلويات وتمر وعصير.. وكل واحد بيجود باللى معاه.. بركة رمضان كتيرة والثواب أكبر فى الشهر الكريم».

«مدد يا ستنا زينب يا أم العواجز يا طاهرة».. بهذه الجملة جلس «محمد جاد»، 63 سنة، أمام إفطاره بساحة مسجد السيدة زينب، والذى حصل عليه من أهل الخير، فى انتظار أذان المغرب وفى يديه بضع تمرات وكوب عصير ورغيف خبز به قطعة لحم وبعض الأرز، قائلا: «خيرات ربنا من حبايب أم العواجز.. مدد يا ستنا مدد»، مضيفًا: «مفيش جعان جنبها.. كلنا بناكل أحلى اكل والرزق كتير بجوارها»، مؤكدا أنه يتواجد بالمسجد ليصلى المغرب والعشاء والتراويح، ويستمع إلى تواشيح وجلسات الذكر، حتى ساعات السحور وصلاة الفجر».

رغم كثافة الإقبال على المسجد طوال العام، إلا أن أجواء التراويح وحلقات الذكر وروحانيات رمضان، تشهد إقبالًا أشد على مساجد آل البيت عامة ومسجد السيدة زينب بشكل خاص..عبدالله ابراهيم، 48 سنة، موظف حكومى، اعتاد وأسرته أن يقضى ليلة رمضانية فى إحدى الخيام المجاورة، مستمتعًا بروحانيات بيت الله، وشوارعها القديمة، ومقاهيها التى يسهر عليها حتى السحور ثم صلاة الفجر والاستمتاع بلحظة الشروق فوق المسجد الكبير. ويتابع عبدالله أن جلسته المفضلة بعد أداء صلاة المغرب على أحد مقاهى السيدة أمام المسجد فى الميدان، قبل أن يعود لصلاة التراويح، مضيفا: «الزينة والأجواء الروحانية تسعدنى وتسعد أطفالى الذين يجوبون الميدان ويلعبون فى بعض الملاهى المتواجدة بشوارع السيدة والتى تتبقى من آثار مولد السيدة فى شهر رجب، كما أن الأجواء الاحتفالية والروحانيات والفوانيس المضيئة والأصوات الصاخبة من المطاعم والمقاهى تضفى على مسجد السيدة وشوارعها طابعًا جميلًا ممتلئًا بالروحانيات».

ويكمل عبدالله: «أنا من محبى آل البيت، وأصولى من الجمالية، ودائما ما أتردد على السيدة زنيب، وأقمت بها فترة، ولى إخوة وأقارب بها، كما أن زوجتى من حى الحسين، ونحن من عشاق آل البيت، وتقريبا شهر رمضان أقضيه فى حى السيدة زينب والحسين لأستمتع بالروحانيات و(الحضرة) عقب صلاة العشاء».

يقاطعه شقيقه، الجالس بجواره على أحد مقاهى السيدة قائلا: «عارفة أغنية (ساكن فى حى السيدة.. وحبيبى ساكن فى الحسين).. أهى دى تنطبق على عبدالله لأنه عاش فترة فى السيدة قبل أن ينتقل للهرم وزوجته من الحسين واتجوزوا عن حب».

ورد عبدالله ضاحكًا: مقدرتش أكمل فى الهرم، روحى هنا فى السيدة والحسين ومقدرش يعدى يومين عليا من غير ما آجى السيدة وتقريبا الشهر كله ما بين الحسين والسيدة زنيب.. رمضان فيهم ليه طعم تانى غير أى مكان فى مصر، مضيفين فى صوت واحد، مستعيدين أغنية عبدالمطلب الشهيرة: «والفرحة تبقى فرحتين.. من السيدة لسيدنا الحسين».

على المحمدى، 60 عاما، جاء من طنطا، ليقضى إحدى ليالى الشهر الكريم بالسيدة زنيب، قائلا: «هناك راحة نفسية أشعر بها عندما أكون هنا، هى نفحات ربانية فى رحاب أهل البيت الكرام عليهم السلام، فقضاء ليلة رمضانية بالقرب من مسجد السيدة زينب عليها السلام متعة ما بعدها متعة، وإن شاء الله هقضى ليلة بكره فى جوار الحسين».

ويضيف: «كان نفسى أطلع عمرة، بس الأسعار غالية ومش معايا اللى أقدر أسافر بيه عشان أزور النبى والأماكن المقدسة والروضة عشان كده قولت أزور آل البيت لأنهم من رائحة النبى عليه الصلاة والسلام، وكمان أتبارك بيهم، وأنا جايلهم من طنطا مخصوص عشان أعتكف يومين بالمسجدين وأقضى ليليتن فى حضرة آل البيت وأفطر هنا والحمد لله أنا مش بشترى فطار ولا سحور خير ربنا كتير من أهل الخير».

تركت المريدين ومحبى السيدة للاستمتاع بوجبة الإفطار، والاستعداد لصلاة المغرب فى جماعة، تمهيدا للتراويح التى يؤديها المصلون هنا 20 ركعة وليست 8 ركعات، كما هو معتاد فى معظم مساجد مصر.. قبل أن تأخذنا الابتهالات والتواشيح فى ليلة رمضانية خاصة، ربما لا تتكرر فى أى منطقة أخرى، يطيب فيها السهر للصباح.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق