اخبار مصر اليوم - «المصري اليوم» تشارك «الغارمات» يومًا رمضانيًا: تحدي الظروف بالحرف اليدوية

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

«رمضان».. شهر الكرم، موسم الخير لفئة أخضعها الفقر للسجن، ليشتت أسرًا بسبب الاستدانة لمواجهة مشاق الحياة، فيجد القادرون فى رمضان فرصة سانحة للمساهمة فى فك كرب أسر غابت نساؤها خلف القضبان، وصرن يحملن لقبًا خاصًا وهو «الغارمات».

تواجه العديد من السيدات محنتى السجن والغياب عن أبنائهن بسبب الفقر والاستدانة، وحالات اضطرت لوضع أطفالهن خلف القضبان لينمو بعض الأطفال فى السجون بسبب ظروف أمهاتهم، وبحسب القوانين واللوائح المنظمة يظل الطفل مع والدته داخل السجن حتى السن للفطام «عامين» قبل أن يتم تسليمه لمن يقبل من ذويها أو يتم إيداعه إحدى دور الرعاية، لكن فى كل الأحوال تضطر الأم الغارمة للانفصال عن طفلها حتى تنقضى فترة سجنها بسبب «شيك على بياض».

ظل الحال هكذا حتى جاء عام 1990 بالفرج من خلال مبادرة لجمعية «رعاية أطفال السجينات» من خلال مشروع «حياة جديدة»، الذى يسعى لمساعدة الغارمات على سداد ديونهن، وتأهيلهن للاندماج فى المجتمع من خلال تعليمهن حرفًا يدوية يمكنهن التكسب منها لسداد الديون، للخروج من السجن والعمل لكسب الرزق.

تمكنت الجمعية من مساعدة أكثر من 2000 سجينة على سداد ديونهن والخروج للمجتمع من جديد، ويأتى المشروع فى إطار مبادرة «سجون بلا غارمين» التى ترعاها الدولة وتمثلها فيها وزارة الداخلية، بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية وغيرها من منظمات المجتمع المدنى.

رافقت «المصرى اليوم» عددًا من الغارمات «سجينات الفقر» فى يوم رمضانى، نظمته جمعية «رعاية أطفال السجينات»، برئاسة الكاتبة نوال مصطفى، لمن نجحن فى التغلب على ظروف السجن والنجاح فى حياتهن من خلال استغلال الحرف اليدوية اللاتى تعلمنها خلال البرنامج، ونظمت الجمعية إفطارها للغارمات فى تقليد سنوى تحرص عليه الجمعية. قبل 9 سنوات، كانت أسماء السيد، من المنيا، فى بداية العشرينيات من عمرها، متزوجة وتعين زوجها على مشاق الحياة بالعمل فى تجارة الملابس، واجهت أسماء حكمًا بالسجن بعد توقيعها على عدة شيكات على بياض، لتدخل السجن وتظل فيه 3 سنوات بعد تخلى زوجها وأهلها عنها، حتى ظهرت جمعية «رعاية أطفال سجينات الفقر» التى تدخلت لتسهيل لم شملها على أطفالها الثلاثة. تحكى «أسماء»: «أهلى سابونى، وجوزى اتجوز علىّ، كنت باخدم الستات جوا السجن عشان أعرف آكل وأشرب».

قضية «أسماء» من القضايا المتشابكة، نظرا لأنها تضم والدتها المصابة بالفشل الكلوى، وشقيقاتها اللاتى وقعن معها على الشيكات عند أكثر من تاجر، ما يصعب من إجراءات القضية، إلا أن الجمعية سددت دينها البالغ 50 ألف جنيه، بعد تقليله لـ18 ألف جنيه بالتفاوض، قبل أن تبدأ «أسماء» رحلتها فى تعلم حرفة «تفصيل الملابس»، لتتمكن من الحصول على مسكن واستعادة أطفالها، بعدما تخلى عنها الجميع.

قالت «أسماء» إنها استطاعت تعلم الخياطة فى وقت قياسى، واعتمدت على نفسها بمساندة الجمعية، معددة المهارات الشخصية والعملية التى اكتسبتها منذ معرفتها بالجمعية التى وصفتها بـ«ملائكة الرحمن على الأرض»، واستطاعت الالتحاق بالعمل فى مصنع الجمعية، وتحلم بأن يصبح لديها مشغل أو مصنع للخياطة خاص بها، لمساعدة غيرها من سجينات الفقر فى كرداسة فى الجيزة محل سكنها الحالى، مردفة: «دلوقتى عندى ماكنتين شغل خاصين بى، وإن شاء الله هزودهم قريب وأساعد غيرى».

أما حنان فوزى، 42 عاما، فعملت لدى جارتها بأجر رمزى لا يتعدى 20 جنيهًا فى اليوم لمدة 8 سنوات، بالإضافة لبعض المساعدات الخارجية التى تحصل عليها، وبسبب ضيق الحال وتهديدها أكثر من مرة بالزج فى السجن بسبب الاستدانة تعرفت على الجمعية فى يناير الماضى، لتكون بمثابة طوق النجاة لها من الزج خلف القضبان.

وأوضح شنودة إبراهيم، المسؤول الفنى للتدريب بالجمعية، أنه درس حالة «حنان» للتأكد من صحة حالتها والتعرف على احتياجاتها، إيمانًا بدور الجمعية فى السعى للتمكين الاقتصادى للسيدات، لاستكمال المرحلة الثالثة من مشروع «حياة جديدة»، مضيفًا أن الفيوم باكورة المحافظات الجديدة التى تسعى الجمعية لتمكين سيداتها الغارمات وزوجات السجناء، اقتصاديًا، ضمن مبادرة حياة كريمة.

«عزيزة».. زوجة لأحد المساجين وأم لـ4 أطفال، تحملت مسؤولية تربيتهم وحدها بلا أى مصدر رزق بعد دخول زوجها السجن وحتى تم الإفراج عنه، وساندتها الجمعية أثناء فترة سجن زوجها، بتعليمها حرفة الخياطة وتوفير فرصة عمل بالمشغل التابع للجمعية، لكنها تحلم بامتلاك ماكينتها الخاصة التى ستوفرها لها الجمعية، ولاتزال الجمعية تلعب دورا هاما فى حياتها اليومية هى وأسرتها حتى بعد خروج زوجها من السجن، حيث تمدهم بما يلزمهم من الاحتياجات الأساسية، وتعينهم على العيش بكرامة.

أما «ماجدة» فمشكلتها كانت قاسية، فهى أم وحيدة استطاعت تربية بناتها الـ4 وتعليمهن تعليما جامعيا، وتزويج 3 منهن، ما جعلها تتورط فى ديون كثيرة بسبب الاستدانة لشراء الأجهزة الكهربائية، وتقديم صاحب محل الأجهزة الكهربائية بلاغًا ضدها ما أدى لحبسها لعدم قدرتها على السداد.

قالت «ماجدة»: «شعرت وقتها أن الدنيا اسودت فى عينى وحياتى وحياة بناتى تنهار لولا تدخل الجمعية التى سددت ديونى، وخرجت قبل ما حياتى وحياة بناتى تنهار، خاصة أن ابنتى الرابعة تتعلم فى الجامعة، واستطعت بفضل الجمعية الالتحاق للعمل بمصنعها عشان أقدر أكمل تعليم ابنتى وتسديد ديونى المتبقية». فيما قالت نوال مصطفى، مؤسس ورئيس الجمعية، إنها تحرص على لقاء الغارمات والمستفيدات من مشروع «حياة جديدة» حول مائدة إفطار شهر رمضان الكريم، لما فيه من مشاعر إيمانية وروحانيات، وأنها كل عام تحاول أن تتعرف على أدق تفاصيل قضية الغارمات حتى يكون لديها أفكار جديدة لخدمتهن وأطفال السجينات.

ولفتت إلى أن الجمعية أقامت أكثر من مائدة مستديرة تضم نواب البرلمان ورجال القانون لتعديل المادة 341 من قانون العقوبات، ليصبح الدين ذا عقوبة مدنية وليست جنائية، وبالتالى لا يتم حبس الأمهات الغارمات اللاتى يسجنّ بسبب مبالغ زهيدة، ما يؤدى لانهيار الأسرة بأكملها. وأشارت إلى المشروعات الصغيرة التى تقدمها الجمعية للسيدات والتى تتنوع بين «بيع الفواكه والخضروات- تصنيع الحلويات من المنزل- بيع الملابس الجاهزة- خياطة الملابس- صناعة المنظفات- منتجات الألبان»، نظرًا لأن 60% من السيدات يعدن للحبس مرة أخرى بسبب الفقر، فتسعى الجمعية لحمايتهن بالتمكين الاقتصادى.

ولم تتوقف مبادرة مساعدة الغارمات وإنقاذهن على جمعية رعاية أطفال السجينات فحسب، بل تشاركها جمعية « الخير»، ووزارة الداخلية، فى تفريج كرب الغارمات بتسديد ديونهن، حيث نظمت «مصر الخير» إفطارا جماعيا للغارمات، كما شاركت وزارة الداخلية بالإفراج عن 89 غارمة مؤخرا قبل شهر رمضان بأيام، وتسديد ديونهن، حيث تسعى لتنفيذ مبادرة سجون بلا غارمات.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق