اخبار مصر اليوم - بعد رحيله في صمت.. حكايات من دفتر صاحب أشهر صورة في حرب أكتوبر (تقرير)

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

في دائرة تُشبه القمر، جلس أهالي وجيران الجُندي عبدالرحمن القاضي، يُشاهدون صورته على الجبهة، إذ يبدو في الصورة الضوئية، فرحة بنصرٍ أتى بعد «شوق» كبير، إلى أن دخل عليهم عبدالرحمن بـ«شحمه ولحمة»، تأكدوا حينها أن ابنهم بطلاً، شارك في حرب أكتوبر 1937، وأكد لهُم هو ذلك بحكايات ظلّ يرويها لسنوات، مُرددًا: «الله أكبر.. أنا كنت هناك بنفس الساعة ونفس السلاح»، لم يعلم عبدالرحمن ولا أهلهُ حينها، أنه سيصبح «أيقونة» نصر أكتوبر لسنوات ربمّا لن نستطيع عدّها.

في صمتٍ، رحل اليوم البطل عبدالرحمن القاضي، صاحب أحد أشهر صور حرب اكتوبر، وفقًا لتصريحات أحمد زايد، مؤسس «المجموعة 73 مؤرخين».

المقاتل عبدالرحمن القاضي

«المصري اليوم» ترصُد حكايات من دفتر أحد أشهر أبطال حرب أكتوبر، وفقًا لحكايات نشرت في حوار لهُ مع «المجموعة 73 مؤرخين».

يُعرفه الدكتور أحمد مختار أبوالدهب في سطور قليلة، قائلاً: «إنهُ المقاتل عبدالرحمن أحمد عبداللاه القاضى، ابن مدينة المراغة، محافظة سوهاج، معلم أجيال، موجه بالتعليم الابتدائى بالمعاش، تخرجت من بين يديه أجيال، افتخر إننى كنت واحد منهم، عرفته كأستاذى منذ نعومة أظافرى، إلا إننى فوجئت به كمقاتل من وراء تلك الصورة، التي فاجئنى بها ابن أخيه، موجهًا انتباه المجموعة 73 مؤرخين إلى هذا المقاتل الذي لم يسمع عنه احد».

كيف بدأت حكاية عبدالرحمن؟

في أوائل أكتوبر 1967، مع نسمات الهواء الباردة، التحق عبدالرحمن بالتجنيد، عقب تخرجُه مباشرةً، إذ بدأ حياته العسكرية في مركز التدريب، اشترك في البداية بسلاح المدرعات، ثم التحق بتخصص اتصالات سلكية ولاسلكية بسلاح المدرعات، وفيما بعد استقر في الكتيبة «212» الفرقة 19 مشاة، الموجودة بالكيلو 16، طريق القاهرة السويس.

شارك عبدالرحمن في حرب الاستنزاف فيما بعد، كما وثّق لذلك في الحوار المذكور سابقًا: «كان العدو يزيد تحيته لنا يوم الجمعة بأن يجعل القصف يستمر لفترة أطول، قد تصل إلى 20 ساعة، لأنهم يعرفون يوم الجمعة وشعائر الصلاة فيه، ورغم ذلك كنا نمارس حياتنا بشكل شبه عادى، اعتدناه مع مرور الأيام».

كان عبدالرحمن وطنيًا للدرجة التي جعلته يُأجل موعد زفافه حتى انتهاء الحرب، كما يقول: «هيأت حياتي على كونى مقاتلا على خط النار دون الاهتمام كثيرا بفكرة انى سأعود مدنيا كما كنت».

وفيما يخُص «العبور»، روى عبدالرحمن ذكرياته عن أيام الحرب، ففي أحد الأيام، فوجئ الجنود بضربة جوية الساعة 2 ظهرًا، لم يتوقع الجنود ما حدث، لكن أحدهُم همس في أذنهم، مُرددًا: «اطمئن، سنعبر بإذن الله، اللواء عبدالغني الجمصي مجهز الخطة وربنا هينصرنا إن شاء الله».

وقبل الثانية ظهرًا، خرج عبدالرحمن ورفاقه، نظروا إلى السماء، فوجدوها مليئة بالطائرات تُحلق فوق رؤوسهم، فيما علّت الصيحات «الله أكبر».

المقاتل عبدالرحمن القاضي

استعد الجنود حينها للعبور، كما قال عبدالرحمن: «كان استعدادنا المباشر قيبل العبور متمثلاً في تجهيز المعدات، بالطبع لم نعبر في النسق الأول، إذ عبرنا بعد أن تم إنشاء رؤوس الكباري وفتح ثغرات في الساتر الترابى، إلا أن المشهد الذي كان يجعل الدموع تنهمر من عيوننا ويجعلنا نتشوق للعبور في هذه اللحظة قبل التالية، هو مشهد علم المرفوع والمرفرف على الجبهة الشرقية».

وبتاريخ 7 أكتوبر، كان الطيران المُعادي يحاول عمل هجوم مضاد وتدمير الكباري، إلا أن «دفاعنا الجوي الباسل قام بدور عظيم، لقد فوجئنا بطائرة معادية تسقط بين تشكيلنا الذي كان يمثل مربع ناقص ضلع والقائد في المنتصف».

وبعد العبور، سيطرت الفرحة إذ ثبّت الله الجنود، ونزع الخوف من صدورهم تمامًا.

انتهت الحرب، وذهب كل إلى طريقه، لكن بقت صورة عبدالرحمن، رافعًا علم مصر على الجبهة، في ذاكرة كل مصري.

أصبح عبدالرحمن في طي النسيان، لم يتذكرهُ أحد، خرج من الخدمة بعدما انتهت فترة تجنيده، نهاية مايو 1974، اكتفى بأن يروي حكايته للتلاميذ، إذ عمل كمدرس، إلى أنْ أصبح موجّه بالتعليم الابتدائي.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق