اخبار مصر اليوم - «محطة مصر» بعد التجديد: أبواب إلكترونية وإذاعة داخلية

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

فى تمام الثانية عشرة ظهرًا، تبدو محطة فى أجوائها الاعتيادية، زحاما شديدا، ووجوها متعبة سمراء وجلابيب وحقائب وصناديق أمتعة، تحملها الأيادى أو الرؤوس، وجوها أخرى نضرة وشابة، تحمل حقائب الظهر والكتب الجامعية، تعتمد على المحطة يوميًا للوصول إلى مقرات الدراسة والعمل بقلب العاصمة، وبين هؤلاء وأولئك يمكن تبين مختلف فئات وطبقات الشعب المصرى، مجتمعين جميعًا على إحدى أكثر وسائل المواصلات رواجاً، يبحثون عن رصيف مُحدد ينطلق منه قطارهم المرتقب، أو يحاولون الوصول سريعاً لبوابات الخروج بعد رحلة دامت ربما لعدة ساعات، لحسن الحظ لم يعد هناك أثر لارتباك أو فزع، إذ مر قرابة شهر كامل على حادث انفجار جرار السكة الحديد بالمحطة، الذى حدث على إثره تغيير وزارى أتى بالفريق «كامل الوزير» إلى منصب وزير النقل، وسط ترقب للتغييرات التى سوف تطرأ على القطاع بعد توليه المنصب الجديد..

قامت «المصرى اليوم» برحلة ميدانية على مدار بضع ساعات إلى «محطة مصر» الكائنة بميدان رمسيس، لتفقد أوضاعها وتبين ما طرأ من تغيير فى الخدمات المقدمة للجمهور إضافة إلى مدى تطبيق الغرامات الجديدة التى فرضتها هيئة السكة الحديد.

خارج ساحة المحطة المذهبة الرئيسية، يتوجب على المسافرين أولًا حجز تذاكر القطار من مكاتب خارجية مخصصة لهذا الغرض، ويتميز بعضهم عن الآخر بإمكانية حجز القطارات المكيفة أو القطارات الاعتيادية والمعروفة باسم «مميزة» والتى تلائم على الأرجح الميزانيات المحدودة، خارج المكاتب كذلك استُحدثت أكشاك مستقلة لحجز التذاكر فى ساحة المحطة الخارجية، إلا أنها تزدحم هى الأخرى بالركاب والراغبين فى اقتناص فرصة العودة للمنزل.

هناك حجزت محررتا «المصرى اليوم» تذكرتين، إحداهما لوجه بحرى والأخرى لوجه قبلى، للحصول على فرصة التنقل بين أرصفة الجهتين ورصد أحوالهما، على البوابات رغم ذلك دلفت المحررتان إلى الداخل بين حشود المسافرين، لم يراجع أى من أفراد الأمن على أبواب المحطة وجود التذاكر مع المارة أثناء دخولهم، فى حين يعبر الجميع من البوابات الإلكترونية وتمر الحقائب بمختلف أحجامها عبر أجهزة التفتيش، بالرغم من أن الأبواب الرئيسية للمحطة مغلقة، والمتاح للدخول هو الأبواب الجانبية الواقعة بالقرب من مكاتب حجز التذاكر للقطارات المكيفة.

بالداخل، تنتعش القاعة الرئيسية بحركة المارة والأصوات المنبعثة من الإذاعة الداخلية، حيث تُكرر باستمرار إعلان قائمة الغرامات الجديدة التى أقرتها هيئة السكة الحديد، وتحُذر من السلوكيات غير المرغوب فيها داخل المحطة وداخل القطارات والتى تعرض الأفراد للغرامة، كالبصق على الأرض وإلقاء المخلفات والنزول من القطار أثناء سيره والتدخين داخل عربات القطار وغيرها من السلوكيات كالعبث بمكونات القطار، إضافة إلى قائمة من التعليمات الخاصة لركاب تذكرة الوقوف حديثة الإصدار، يمكن ملاحظة المعلومات ذاتها وقواعد الانضباط المنشودة فى المحطة مدونة على ملصقات متعددة منتشرة على الجدران، تجدها فى القاعة الرئيسية والممرات المؤدية للأرصفة وكذلك فى الأنفاق المؤدية إلى أرصفة «قبلى»، وكأن المحطة تحاول جاهدة إرساء نظام جديد لا تدع فرصة إلا وتعلن عنه للزوار والمسافرين.

بالرغم من إضاءة ساحة المحطة الرئيسية الخافتة لا يمكن وصف داخلها بالعزلة حيث يمكن الوصول لعدد من الخدمات المختلفة من القاعة الرئيسية، كالمكاتب الخاصة بشبكات الاتصالات، التى تقيم منافسة خاصة على آخر دقائق يمتلكها الجمهور قبل مغادرة المحطة، توجد كذلك صيدلية صغيرة بالقرب من المدخل الرئيسى تتبع إحدى العلامات التجارية الشهيرة.

أما خدمات الطعام والانتظار فيضمها الدور العلوى من محطة القطار الذى يمكن الوصول إليه بسهولة عبر السلالم المتحركة، وتتصدره لافتة إعلانية كبيرة، تعدد مختلف مطاعم الوجبات السريعة المتواجدة بالدور وتُقرأ « منطقة مطاعم» إلا أن المسافر قد يصاب بخيبة الأمل بمجرد جولة صغيرة فى المنطقة، إذا إن أغلب المطاعم مغلقة تعزلها عن الجمهور أبواب من الصفيح، يبدو عليها القدم وكأنها لم تقدم خدمات منذ فترة طويلة حتى ما ينتمى منها لسلاسل عالمية شهيرة، فيما لا يتبقى سوى مطعم كبير يتسع لعشرات من الزوار يقدم مختلف الوجبات الساخنة والمشروبات للجمهور، إضافة إلى آخر للوجبات الشعبية السريعة.

قضت محررتا «المصرى اليوم» بعض الوقت فى المطعم الأول المزين بمقاعد ملونة وطاولات مختلفة الاتساع، قد يستوعب بعضها أسرة كاملة مكونة من 6 أفراد، إلا أن تلك «الأسرة الافتراضية» قد تواجه صعوبة فى التكيف ماديًا مع نظام المطعم الذى يفرض على جميع الجلوس بكل طاولة الحصول على مشروب واحد على الأقل، كما يفرض على كل طاولة زجاجة مياه تُقدم بسعر 7 جُنيهات، ما قد يرفع ميزانية الأسرة إلى مايزيد عن 100 جنيه مقابل الانتظار فى المطعم شبه الأنيق.

يختلف المشهد تمامًا على الأرصفة فى انتظار القطارات، إذ يعتبر الزحام سيد الموقف، حيث تتداخل حشود فى اتجاهات متقابلة للخروج والدخول من قطارات الوجه القبلى المميزة زهيدة الثمن، ويشغل الركاب الأرضيات بالحقائب والأمتعة و«الكراتين» المغلقة بإحكام بواسطة خيوط النايلون، فيما يبرز كل بضعة أمتار «كشك» لتقديم «النواشف» المغلفة والمياه الغازية أو المطبوعات، كما يوجد آلات بيع بالقطع النقدية، تبدو دخيلة على المشهد الكلاسيكى لمحطة القطار المصرية، فيوليها المارة الأنظار دون أن يتقدم أحدهم لابتياع أى مأكولات منها، تحاول محررة «المصرى اليوم» استعمال الآلة فيتولى العامل التعامل معها، يضغط على بعض الأزرار كى تسقط السلعة المطلوبة فى صندوق مخصص لذلك، ويحصل الأموال مباشرة من العميل دون أن يوضح ما إذا كانت المكينة معطلة.

وعلى العكس من الدور العلوى، دورات المياه المطلة على الأرصفة لا يمكن دخولها سوى مقابل رسم قدره جنيه واحد، من جهة أخرى، يغيب عن المشهد تجول الباعة الجائلين ببضائعهم الشعبية ووجبات «السميط» والجبن التى اشتهرت كرفيق سفر يلائم ميزانية العديدين، كما يغيب عن المشهد أيضًا مرور «الشيالين» بزلاجاتهم الحديدية.

أما على الرصيف المنكوب رقم 6 فقد اختلف المشهد، حيث تم تجديد موقع الحريق، وإعادة طلاء بعض الجدران، وتجديد «الصدادات» القائمة فى نهاية الرصيف.

فى بعض الأحيان يتخلل تلك الأجواء الحيوية زيارات حكومية الطابع، كجولات وزير النقل التفقدية المتتابعة، آخرها زيارة يوم الاثنين الماضى التى وجه خلالها بأعمال تحديث وصيانة فى المحطة من بينها تحديث اللوحات الإرشادية وتحسين مقاعد الانتظار وصيانة شاشات عرض مواعيد القطارات الإلكترونية وكشافات الإضاءة.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق