اخبار مصر اليوم - أسرة الضابط شهيد النزهة لـ«المصرى اليوم»: «كلنا مشروع شهيد.. وعايزين القتلة يتعدموا»

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

زينت أسرة النقيب ماجد أحمد عبدالرازق محمد، معاون مباحث قسم شرطة النزهة بالقاهرة، الذي استشهد صباح الأحد الماضى، إثر قيام أحد الجناة بإطلاق أعيرة نارية تجاهه والقوة المرافقة له حال الاشتباه في السيارة التي كان يستقلها الجناة بشارع طه حسين بالنزهة، مدخل العمارة والشقة التي يقطنونها في منطقة عين شمس بصوره، إذ يسترجع الوالدان ذكرياتهما مع الشهيد الملقب بـ«الدكتور»، لما يعرف عنه من دماثة خلقه وتنفيذه لروح القانون، كما يفخران ببطولاته ومواقفه الإنسانية.

«ماجد لا يكفيه أي كلام، هو عند الله شهيد، وفى أحسن مكانة، لأنه كان في خدمة الوطن».. هكذا قالت حمدية عبدالحميد أبوالعينين، مُدرسة الأحياء على المعاش، والدة الشهيد، قبل أن تروى لـ«المصرى اليوم» آخر لقاء لها مع نجلها قبيل استشهاده.

روت «حمدية» أن نجلها حضر إلى منزلها مساء الخميس الماضى، عقب انتهائه من مأمورية عمل، وطلب منها أنه سيخلد إلى النوم ولا يريد إزعاجه، فكما تصفه هذا اليوم: «كان مرهق جدًا لأنه سهران يومين متتاليين في شغله»، لتؤكد أن والد الشهيد أعد لابنه العشاء نحو الـ3 فجرًا عندما صحا الابن من نومه، وكان هذا آخر طعام بينهما. لتتذكر والدة الشهيد لحظة الوداع الأخير، وكانت عبارة عن قبلات من ابنها على جبينها ويديها: «ماجد وهو نازل على شغله طبع قبلتين على إيدى وراسى كعادته، وقاللى أنا ماشى يا ماما»، لترسل إليه الأم برسالة عبر «واتساب»: «الله يرعاك»، فيرد الابن عليها بقوله: «اللهم آمين».

«ماجد» أرسل يوم الجمعة لأمه عدة صور لتختار من بينها علب الهدايا التي سيختارها لسبوع ابنته «ليلى»، التي كان عمرها حينئذ 10 أيام، فكما تقول أم الشهيد: «هذا اليوم اشترى سبوع ابنته، ودبح خروف لزوم العقيقة، ووزع جزء من اللحوم، وعزم أصدقاءه وعائلتنا على السبوع المفترض كان إعداده أمس (الخميس)، أي بعد تاريخ استشهاده بنحو 3 أيام».

أعدت «حمدية» طعامًا يحبه «ماجد»، واتصلت عليه السبت الماضى، وطالبته بالحضور إليها، لكنه أكد لها: «مش عارف يا ماما هرجع ولا لأ»، وعندما كتبت إليه عبر «واتساب» كعادتها لتدعو له لم يرد عليها، وكان ذلك في تمام الرابعة فجر يوم الأحد، كما تذكر الأم: «مردش عليا ودا كان وقت المأمورية التي استشهد خلالها».

تستدعى والدة الشهيد بفخر ما دوّنه ابنها معاون المباحث عبر «فيسبوك» لينعى زملاءه الشهداء، فتؤكد أن ابنها خريج دفعة 2012 بكلية الشرطة وهو زميل النقيب إسلام مشهور، المعروف بـ«شهيد الواحات»، وعندما استشهد مشهور كتب إليه: «حسبى الله ونعم الوكيل في القتلة، وأنت في مكانة عالية وسنلحق بك قريبًا».

تقول أم الشهيد إن نجلها عقب عمله بقسم شرطة عين شمس نُقل للعمل بقصر الاتحادية، وتقدم بطلب إلى قياداته بوزارة الداخلية ليطلب منهم عودته مجددًا للمباحث، قائلاً: «أنا ضابط بتاع مباحث وأقسام شرطة»، ليعود ماجد للعمل بالمباحث مجددًا، لكن بقسم شرطة النزهة.

تذكر «حمدية» عقب عودة ابنها إلى المباحث من جديد، أنها سألته: «يا ماجد أنت مش بتخاف؟»، ليرد عليها: «إحنا لا نخاف أي مواجهات يا ماما إحنا ناس بتحمى بلادنا ولا أهاب الموت، وربنا بيسترها»، مؤكدة أنها عندما تسترجع كلام ابنها تنظر إلى صوره المعلقة على جدران شقتها، وهو يرتدى الواقى من الرصاص وممسكًا بسلاحه كأسد يحمى بلاده.

«ربنا يصبر قلبى».. كانت تدعو والدة الشهيد لنفسها، لتضيف: «ابنى استشهد في خدمة وطنه، وأطالب بأن نأخذ حقنا وأشوف المتهمين بيتعدموا»، لتشير إلى أنها لا تطلب شيئا سوى القصاص، وتؤكد «كلنا جنود في خدمة الوطن، كلٌّ منا في موقعه، وكلنا مشروع شهادة في سبيل الله».

دمعت عينا الأم حين استرجعت يوم ولادة حفيدتها «ليلى»، 28 مارس الماضى: «البنت عقب ولادتها دخلت الحضّانة، ودخل أبوها ماجد غرفتها، ليحمل الرضيعة بسريرها في طرقات المستشفى، وهو يردد (أنا فرحان بيها يا ماما)»، لتضيف الأم: «ماجد أعاد لزوجته سارة ابنتهما، وقال لها خدى ليلى لأنك (أنتِ اللى هتربيها)».

لتصف والدة الشهيد تلك الكلمات بأنها كانت بمثابة «طعنة خنجر في صدرى»، لتذكر أنها قالت لابنها الشهيد: «ليلى هتتربى في عزك يا حبيبى»، ولم تكن تعرف كما تقول بمصير ابنها.

بكلمات تسبقها الدموع، تحدث أحمد عبدالرازق، موجه اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم، والد الشهيد عن نجله، قائلاً: «كان متعلق بيا جدًا، فهو أصغر أبنائى، وكان في خدمتى دائمًا ويعمل على إرضائى بكل الطرق، وكان مطيعًا جدًا، وحفظته القرآن الكريم كاملاً منذ صغره، وكرمه حسنى مبارك، الرئيس الأسبق، بإحدى الفعاليات بكلية الشرطة لحفظه القرآن، ولو أردت تحقيق أي طلب كان يتصدى له ويقضيه».

ويذكر آخر لقاء جمعهما، فيقول: «كنت أتناول معه العشاء ونتسامر معًا، ويحكى لى بعض المواقف في عمله، فكنت أرشده عما يجب عمله مراعيًا ربه، فلا يظلم وإنما يسدد الحقوق لأهلها بسرعة، وكان ملتزمًا بذلك، وعطوفًا على من يراه يستحق أو يطلب خدمة، وتبرع من جيبه الخاص ليحل مشاكل المتنازعين أمامه بقسم الشرطة، كما سمعت من الناس، فهو محب للخير».

كما يقول والد الشهيد: «قبل يومين من استشهاد نجلى، قبّل يدى ورأسى، وكنت أنصحه أن يحافظ على نفسه وألا يجرى وراء مجرم، وكنت أقول له (المجرم لو لم يقع اليوم في يدك فإن الله سيقوده إليك غدًا، فاطمئن إلى ذلك)، فكان يرد علىّ بقوله:(إن شاء الله يا بابا)، لكنه كان شجاعًا ومقدامًا، رغم نصائحى المتكررة له خاصة بعد إنجابه حفيدتى (ليلى)، فكنت أطالبه بالمحافظة على حياته، لكن شجاعته كانت تسبقه وإخلاصه في عمله».

وأشار والد الشهيد: «لا أطالب سوى بالثأر من القتلة.. وزيرة الاجتماعى حضرت العزاء، وقلنا لها لا نحتاج أي شىء، وطلبنا الوحيد هوالقصاص وإعدام القتلة».

يروى «محمد»، مُدرس الكيمياء، شقيق الشهيد، أنه سمع خلال عزاء أخيه الذي حضره أناس من كل حدب وصوب «نعرفهم ولا نعرفهم» أن ماجد كان نصيرًا للغلابة، فيقول إن أخى كان ضابط مباحث استثنائيا «نقيب بدرجة دكتور»، لأنه كان يطبق روح القانون.

يبكى شقيق الشهيد حين يذكر أن الشهيد بمثابة ابنه: «الفرق بينا في العمر 9 سنوات، ومع انشغال شقيقه بالعمل في المباحث كان لا يراه سوى لحظات قليلة.. ممكن خلال توصيله إليه في أحد المشاوير».

وأفاد «محمد» بأنه سأل شقيقه عن سبب عشقه للعمل بالمباحث رغم ما به من أهوال ومصاعب، فقال له: «إنت تعرف يعنى إيه تجيب حق حد ليس له سند أو ضهر، وعمومًا لا أحد يطول أن يموت شهيدًا».

ليذكر «عبدالرحمن»، مهندس الكمبيوتر، صديق الشهيد، أنه خلال آخر لقاء بينهما قال له: «إنت على طول في شغل، مش بتشوف بنتك ليلى، ليرد عليه ماجد (أنا بحلم وأنا قاعد وماشى ببنتى)».

وكان مقررًا أمس الخميس إقامة سبوع ابنه الشهيد بمسجد الشرطة في مدينة نصر، ولا تستطيع زوجته سارة وائل طاحون، ابنة العميد وائل طاحون، مفتش قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية السابق، الذي استشهد على يد عناصر من جماعة الإخوان في العام 2015، الحديث عن الحادث.

وروت عبير نصار، والدة سارة، أن ابنتها منذ استشهاد زوجها لم تستطع الحديث: «بكلمها كل شوية ولا ترد عليا، بتنطق بكلمة كل ساعتين، ما حدث لها شىء جلل، تشعر أن ضهرها اتكسر، لأنها فقدت اثنين لا يعوضان: زوجها ووالدها».


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق