اخبار مصر اليوم - بعد وفاته اليوم بمسقط رأسه بسوهاج.. ما قصة أقدم سجين مصري؟

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

«بقرة فعصت شوية فجل وبصل».. هكذا نشبت مشاجرة بين والد كمال ثابت وأحد أقاربُه، في سبعينيات القرن الماضي، اشتدّت المشاجرة فيما بعد، داخل قرية «الديابات» الشرقية التابعة لمركز أخميم بسوهاج، ظلّ أهالي القرية يترقبون بعيون قلقة ما سيحدُث نتيجة المشاجرة، إلى أنْ توفى والد كمال، إذ كان حينها الابن شابًا صعيديًا، لم يتجاوز 19 عامًا، حسبْ تصريحاته شقيقته صفيّة لبوابة «الأهرام».

لم يستطع «كمال» الذي اكتسب لقب «أقدم سجين مصري» فيما بعد، أنْ يصمت بعدما حدث لوالده، فقرر الثأر، ولأن الثأر في الصعيد يتحول إلى خصومة قبلية، «التار ولا العار»، حاول «كمال» أخذ ثأر والده، قبل حرب أكتوبر 1973، فدخل السجن وعُمره 19 عامًا، إذ حكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا، بسبب «بقرة وشوية فجل وبصل»، كما روى فيما بعد.

وبينما كان يقضي «كمال» عقوبته داخل السجن، نشبت مشادة بينه وبين سجين آخر من العائلة التي قتلت والده، إذ تطورت الاشتباكات، ما أدى لقتل الشاب الآخر، فحُكمَ عليه بأشغال شاقة جديدة، مدتها 25 عامًا، يقضيها بعد انتهاء مدته الأولى، لتصل المدة كاملة حوالي 45 عامًا.

عاصر «كمال» في السجن ما لا يقلّ عن 13 مأمور سجن، ومرّ عليه أحداث سياسية، كما قال في أحد اللقاءات التلفزيونية: «عاصرت في السجن، اغتيال السادات، تنحي مبارك، وتولي الإخوان السلطة، ثم رحيلهم وتولي الرئيس »، وبجانب الأحداث السياسية، مرّ أيضًا بأحداث شخصية عصيبة، مثل تلقيه خبر أشقائه وهدم منزلهم.

وفي ديسمبر 2018، وبعد مرور أكثر من 40 عامًا على «كمال» في السجن، ما جعلهُ يكتسب لقب «أقدم سجين في العالم»، قالت وزارة الداخلية إنه تم الإفراج عن 237 سجينًا، من بينهم أقدم سجين في ، المودع بسجن شديد الحراسة بالمنيا، إذ أوضحت الوزارة في بيانها آنذاك، أن القرار جاء: «استكمالاً لتنفيذ قرار رئيس الجمهورية رقم 445 لسنة 2018 الصادر بشأن الإفراج بالعفو عن باقي مده العقوبة، بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر».

خرجَ «كمال» في أواخر 2018 من السجن، غريبًا على الدنيا، لم يجد أحد يعرفه ولم يتعرّف هو على أحد، توفى معظم أقاربه، ولم يتبقَ سوى شقيقته صفية، التي سافرت على الفور إلى سوهاج، لتستقبل شقيقها: «كمال متجوّزش ودخل السجن صغير، ورغم أنه كبر في السن وعدى 60 سنة، هشوف له عروسة، وهصرف عليه»، وفقًا لـ«الأهرام».

وعن كونه أقدم سجين في مصر، قال لـ«الراي»: «أنا أقدم سجين في العالم، لقد قضيت 46 سنة في السجون، والزعيم مانديلا قضى 27 سنة، وخرج ليصبح رئيساً لبلاده، وأنا الآن لا أحتاج من الناس والحكومة سوى المعاملة الإنسانية، ونفسي تعاملوني برحمة»، مضيفًا: «خرجت واندهشت، حيث تغيرت الدنيا تماماً واستغربت عندما رأيت الأبراج والعمارات العالية في بلدي، والزحام الشديد وكثرة عدد الناس في قريتنا، التي كانت هادئة تماماً أيام زمان، وأصبحت لا أعرف أحداً، ولا أتذكر حتى من هم من جيلي».

وجّه «كمال» بعد خروجه من السجن، عدة رسائل هامة لأبناء الصعيد، وفقًا لـ«سبوتنيك»، إذ قال: «أقول لكل شخص مهما كان عمره أو سنه أو منصبه لا تندفع وراء عادات أصبحت لا تصلح في الوقت الحالي، الذي انتشر فيه العلم والتنوير وعم كافة أنحاء العالم، مضيفا أن الشخص يكون متحمسا لأخذ الثأر وبعد ارتكابه الجريمة وتنفيذه العادة الذميمة يصيبه الندم فورا بعد القبض عليه وتظلم الدنيا في وجهه أكثر وأكثر بعد توقيع عقوبة السجن عليه بمحكمة الجنايات».

لم يحلم «كمال» سوى بعروس عشرينية، ينجب منها أبناء يساعدونه على مواجهة مصاعب الحياة، والسفر لأداء فريضة الحج أو العمرة، لكنهُ لم يستطع تحقيق ذلك، إذ توفى بعد خروجه من السجن بشهرين، عن عمر يناهز 66 عامًا، إثر أزمة قلبية.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق