اخبار مصر اليوم - فرنسا فى مصر: من ضرْب الأزهر بالمدافع إلى «حوار الأديان»

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

قبل بضعة قرون جاءت الحملة الفرنسية إلى مدفوعة بمطامع اقتصادية وسياسية، وسعى قادتها إلى إخفاء حقيقتها بخطاب قصدت مفرداته استمالة قلوب المصريين والتقرب منهم بإظهار الورع والاحترام من جانب الحملة للثقافة المصرية، ولكن أظهر المصريون رفضاً لطغيان الحملة حتى أزيح الستار عن الوجه القبيح لها حيث لم تستثنِ أسمى المساجد مكانة لدى المصريين، الجامع الأزهر، من بطشها.

زمان.. الفرنسيون أثقلوا كواهل المصريين بالضرائب وهدموا أبواب القاهرة

الحملة الفرنسية في عام 1798

لم يتوانَ المصريون فى إبداء مشاعر الغضب والكراهية للفرنسيين، منذ أن وطئت أقدامهم أرض بلادهم، ولم تهدأ ثورات طوائف الشعب فى الوجهين القبلى والبحرى ضد التواجد الفرنسى منذ بدايته، وبعد دخول الحملة بأقل من 3 أشهر اندلعت ثورة القاهرة الكبرى فى أكتوبر عام 1798، رغم مساعى نابليون بونابرت الحثيثة للتقرب من المصريين واستمالة قلوبهم، من خلال إظهار ورع دينى وتفهم للثقافة المصرية، ولكن المصريين لم ينخدعوا بتلك المساعى التى تيقنوا أنها مجرد محاولات استعمارية هدفها مواكبة السباق الاستعمارى وتحقيق مصالح فرنسية خالصة.

شكل الوازع الوطنى عاملاً مهماً فى تحرك المصريين لإنهاء الوجود الفرنسى، ولكنه لم يكن العامل الوحيد، فقد جاءت الضرائب الفادحة التى فرضها الفرنسيون لتضيف عاملاً جديداً إلى مجموعة العوامل التى أشعلت ثورة أهالى القاهرة عام 1798، حيث سار نابليون على نهج المماليك فى فرض الضرائب الباهضة التى أثقلت كاهل المصريين، وهى الضرائب التى فرضها لتعويض خسائر الأسطول الفرنسى فى أبى قير واقتصار اعتماده على ما تمده به البلاد من موارد، فبمجرد دخوله القاهرة بدأ نابليون فرض ضرائب فادحة فى شكل سلفة إجبارية، ليكون أول عمل لنابليون فى القاهرة هو إرهاق الأهالى بالضرائب، وفى هذا الصدد يقول المؤرخ عبدالرحمن الجبرتى، فى كتابه (عجائب الآثار فى التراجم والأخبار) «إنه فى يوم 28 من يوليو 1798 اجتمع الديوان وطلب منه نابليون سلفة خمسمائة ألف ريال (أى 100 ألف جنيه) من التجار المسلمين والنصارى والقبط والشوام وتجار الإفرنج، فسأل أعضاء الديوان التخفيف يجابوا».

ويوضح كتاب (النضال الشعبى ضد الحملة الفرنسية) للمقدم، محمد فرج، أن نابليون فرض قروضاً إجبارية فى الأيام الأولى للحملة على مختلف طبقات التجار وغالى فى ابتزاز الأموال ومصادرة الممتلكات، وأجبر نساء البكوات المماليك على أن تصالح كل منهن عن نفسها وأتباعها بمقدار من الأموال، كما سمح لهن بسكنى بيوتهن نظير مبالغ من المال، الأمر الذى زاد حنق المصريين، كما تفنن نابليون وحملته فى استخراج الأموال من جيوب المصريين، فابتدعوا نظام إثبات الملكية وتسجيل السندات والعقود، وفرضوا إتاوات ورسوماً لهذه العمليات كلها، وهدموا بعض المبانى وأخرجوا بعض الأهالى من بيوتهم بدعوى أنهم فى حاجة إليها، كما هدموا الكثير من المبانى والمساجد والآثار بحجة تحصين القاهرة، ومن أجل ترميم القلعة هدم الفرنسيون جميع البيوت المحيطة بها بعدما أمروا سكانها بإخلائها.

وبينما كانت القاهرة محاطة بمجموعة من الأبواب التى تغلق كل منها على سلاسل من الحارات والدروب بهدف تأمينها من اللصوص، إلا أن الفرنسيين رأوا فى تلك الأبواب مصدر تهديد لمصالحهم ومن ثم قرروا إزالة تلك الأبواب حتى لا تستخدم وقت اللزوم ضدهم وحتى لا تقف حجر عثرة أمامهم عند فرض إرادتهم على المدينة، وأصدر نابليون بونابرت أمراً إلى مهندسيه بهدم تلك الأبواب، الأمر الذى زاد ذعر المصريين وتناثرت الأقاويل بين من قال إن إزالة الأبواب غرضه تمكين الفرنسيين من إرهاب المواطنين، ومن قال إن الفرنسيين سيقتلون المصريين، ولهذا عندما قام الأهالى بثورتهم هاجموا بيت الجنرال «كافاريللي» وهو من أبرز قادة الجيش الفرنسى وأغزرهم علماً، وكان يطلق عليه «أبى خشبة» لأنه جاء إلى مصر فاقداً أحد قدميه.

فى ليلة 21 أكتوبر عقد اجتماع حضره 30 من زعماء البلاد، واستقر الرأى على إغلاق الحوانيت والسير فى مظاهرة كبيرة إلى القيادة الفرنسية لإبلاغها رغبات الشعب وعرض وجهات النظر فيما يتعلق بالضرائب وبأعمال الهدم التى تقوم بها القوات الفرنسية، وفى صباح يوم 21 أكتوبر خرج الناس من بيوتهم يتحدثون فى أمر الثورة بحماسة.

تجمع الأهالى عند بيت القاضى التركى إبراهيم أدهم، وقابله وفد من الناس، وطلبوا منه أن يذهب معهم إلى بونابرت ليعيد النظر فى فرض الضرائب فاستجاب لهم ولكنه فوجئ بالجموع الزاحفة التى لا يمكن حصرها فأبى أن يخرج على رأس هذه الجموع وخشى نتيجة هذا التجمع الكبير فلم يبال به الأهالى وتعدوا عليه بالضرب وسارت الجموع إلى الأزهر وامتلأت الطرق والشوارع بالحشود التى بدأت تتجه إلى حيث يعيش الفرنسيون، وبدأت عمليات الهجوم على مواقعهم ولم يكن نابليون متواجداً فى القاهرة فى هذا اليوم، وأوكلت مهامه إلى الجنرال «ديبوى» الذى لم يقدر الموقف تقديراً صائبا، فأوفد بعض الدوريات القليلة لاستطلاع الأمر ووصلت إليه أنباء الثورة المسلحة والحشود الغفيرة فاصطحب ياوره «مورى» وترجمانه التاجر الفرنسى «بدوف» واتجه إلى بيت القاضى ليلتقى بالأهالى، وأصدر أمراً إلى القوات المرابطة فى بركة الفيل بأن تكون على أهبة الاستعداد للتدخل والتصرف الحازم.

اتجه «ديبوي» من بركة الفيل حيث منزله إلى الموسكى، ومنه إلى شارع الغورية، وأراد أن يذهب إلى بيت القاضى فى بين القصرين ولكنه فوجئ بالجموع تسد عليه الطريق فأخذ يشق لنفسه طريقاً بينهم، ولم يتمالك الناس نفوسهم فبدأوا يلقون عليه الأحجار وعندما غادر «بين القصرين» وحاول «تودوف» أن يتفاهم مع الناس فلم يستطع لشدة ثورتهم وأراد ديبوى أن يستخدم العنف ولكن الأهالى كانوا فى ذلك الوقت فى شارع ضيق لم يسمح لفرسان ديبوى بالحركة، وأطبق الناس على الجنرال من كل جانب فى الوقت الذى وصل فيه برتملى الرومى، رجل من الروم اشتهر بالقسوة وكان صاحب حانوت فى الموسكى يبيع فيه القوارير وعهد إليه الفرنسيون بوكالة محافظة القاهرة، ولكن الناس كانوا يكرهونه بسبب قسوته الشديدة وشروره، ولذا بدأوا هجوماً عنيفاً على الفرنسيين وانهالوا عليهم ضرباً بالعصى وقذفاً بالأحجار واستخدموا السيوف والرماح والسهام وأصيب ديبوى فى يسار صدره وتفجر الدم منه ومات متأثراً بجراحه.

ويوضح كتاب محمد فرج أن مقتل «ديبوى» مثل نقطة تحول فى أحداث الثورة حيث زاد حماسة الثوار ودفع الجموع الهادئة إلى الانحياز للثوار وبالتالى زاد عددهم فاستولوا على المواقع المحيطة بالقاهرة كباب الفتوح وباب النصر وباب الشعرية وباب زويلة وأقاموا المتاريس فى الشوارع ونصبوا أسلحتهم من ورائها، وجاءت جموع كثيرة من القرى لتنضم إليهم وفى هذه اللحظة استشعر نابليون الخطر فأعلن التعبئة وحضر بنفسه إلى القاهرة بينما اجتمع بالجامع الأزهر 15 ألف من الثوار، ووصف الكولونيل «ديتروا» ما شاهده فى يوم الثورة فقال «فى 21 من أكتوبر 1798 والساعة السادسة صباحاً احتشدت الجموع فى عدة أحياء من القاهرة وعلت أصوات السخط والاستياء وأخذ الناقمون يعددون أسباب غضبهم وصاح المؤذنون على مآذنهم ينادون نداءات مثيرة للخواطر وأسرع المسلحون بالبنادق والعصى يقصدون الاجتماع فى صعيد واحد ثم أقفلت الدكاكين وفى نحو الساعة الثامنة صباحاً، علم الجنود الفرنسيون بهذا الأمر فتأهبوا للقتال.. وفى نحو الساعة العاشرة جاء الخبر أن القتال قد بدأ فى المدينة وأن أناساً قتلوا من الفريقين وأن الجنرال «ديبوى» قومندان القاهرة ضمن القتلى صرعه الثائرون برمية سهم نفذت إلى ثديه وكان فى كتيبة من الفرسان ذهب القتل بكثير منهم..».

وأوضح «ديتروا» فى يومياته مواقع كل من الفريقين، فقد احتل الفرنسيون «القلعة، حيث كانت لهم مدفعية قوية، وميدان بركة الفيل، حيث كان يعسكر معظم الجنود ثم ميدان الأزبكية مقر القيادة العامة، وكان يحميه 15 مدفعاً...أما المعسكر العام للثائرين فكان الجامع الكبير المسمى بالأزهر، ذلك المسجد الجميل الذى طارت شهرته فى أنحاء البلاد وقد أقام الثائرون المتاريس على منافذ الشوارع المفضية إليه، فأصبح من المستحيل أن تقتحمه المدفعية أو الجنود المشاه».

أصدر نابليون أمراً إلى الجنرال «دومارتان» قائد المدفعية حينها، أن يضع المدافع فوق المقطم وأن تتعاون تلك المدافع مع الأخرى المنصوبة فوق القلعة فى ضرب الثائرين المجتمعين فى الجامع الأزهر، ثم أصدر أمراً آخر إلى الجنرال «جونو» ليتولى قيادة القوات الفرنسية المعسكرة فى منطقة الأزبكية، وأن يقيم دوريات من الجنود تقوم بمراقبة المناطق المجاورة لها وأن يعد دوريات مسلحة تقوم بعملية الكشف فى مناطق القاهرة المختلفة، وأن يضع مدافعه على منافذ الشوارع المهمة التى قد يلجأ إليها الثوار فى تقدمهم، وأمر نابليون بتعيين الجنرال «بون» قومنداناً للقاهرة خلفاً لـ«ديبوي»، وكلفه باتخاذ كافة الإجراءات التى من شأنها إعادة النظام للمدينة، ثم كلف الجنرال «لان» قائد معسكر مصر القديمة احتلال المرتفعات القائمة فى خارج المدينة وأن يرتب شؤونه الإدارية من المؤن لمدة يومين، ووجه بعضاً من الجنرالات إلى الضواحى لمحاولة منع أهلها من الانضمام للثوار والانحياز إلى الثورة ونجحت القوات الفرنسية بالفعل فى صد جموع كثيرة وحالت بينهم وبين العاصمة، لينتهى بتلك الترتيبات اليوم الأول من الثورة الذى نجح خلاله نابليون فى عزل الثورة وحصرها داخل القاهرة. وفى صبيحة اليوم التالى 22 أكتوبر ملأت الجماهير الشوارع وبدأ الاصطدام فوجه نابليون قوات كافية للتغلب على الثوار الذين خرج نحو 7 آلاف إلى 8 آلاف منهم من باب الفتوح متجهة إلى المرتفعات التى نصبت فوقها بقصد احتلالها والاستيلاء على المدافع فصدتهم القوات الفرنسية وفرقت شملهم وهاجم بعض الثوار كتيبة الفرسان التى كانت تحتل مدخل الحارة الموصلة إلى ميدان الأزبكية وتسلقوا المنازل والأسطح واحتلوا مسجد يشرف على موقع الكتيبة وأطلقوا عليها النيران وأوقعوا بها خسائر فادحة فهاجم الفرنسيون المسجد وحطموا أبوابه وقتلوا معظم الثوار داخله. ولكن الثوار فى اليوم نفسه أوقعوا الجنرال «سلكوسكي» خلال عودته إلى القاهرة بعدما نجح فى منع دخول ثوار جدد إلى القاهرة من خلال طريق بلبيس، ولكن الثوار اصطدموا به وأسقطوه من فوق جواده وقتلوه الأمر الذى حزن له نابليون بشدة، إذ إن هذا الضابط كان مقرباً لقلب نابليون.

وفى اليوم الثانى تجمع الثوار فى الأزهر بينما لجأ أعضاء الديوان إلى نابليون لكى يكف عن ضرب المدينة بالقنابل فطلب منهم أن يتصلوا بالثوار ليلقوا السلاح ولكن الثوار رفضوا الانصياع إلى نصائح أعضاء الديوان ورفضوا حتى أن يسمحوا لهم بدخول الأزهر، واعتقد الثوار أن نابليون لن يفكر فى ضرب الجامع الأزهر لما يعرفه عن مكانته الدينية فى نفوس المسلمين ولكن الجنرال «بونك» بعث إليه يقول إن الدوريات أنبأته بتجمعات كثيرة فى حى الأزهر وأنه من الواجب التذرع بالشدة لتفريق الجموع المسلحة التى تحتشد فى هذا الحى، وبعد ظهر اليوم الثانى تلقى بون أوامر القائد العام وكان نصها: «عليكم أن تهاجموا لفوركم معسكر الثائرين وأن تضربوا الأزهر بالمدافع، ولتكن المدافع فى أصلح موقع ليكون الضرب أشد أثرا، بلغوا الجنرال دومارتان أن يفعل ذلك، وأن يستولى على مدخل الأزهر والمنازل الموصلة إليه، وعليكم أن تقتحموه بجنودكم تحت حماية المدافع والقائد العام يأمر بأن تقتلوا كل من تلقون فى الشوارع المسلحة وعليكم أن تقتلوا الأهالى وأن كل المنازل التى تلقى منها الحجارة تحرق حالاً بالنار وعليكم أن تقتلوا كل من فى المسجد وأن تضعوا فيه حرساً من الجنود الأقوياء».

وفى الوقت الذى كان فيه الثائرون مجتمعين فى الأزهر يعدون أنفسهم للقاء المنتظر سقطت أول قنبلة وجهتها مدافعهم فانفجرت داخل المسجد، وكان نذيراً بخطة عنيفة يمضى الفرنسيون فى تنفيذها، وبدأ إطلاق القنابل فى تماما الساعة الرابعة وانهالت على الأزهر وفى المناطق المحيطة به كالغورية والفحامين وبثت أصوات القنابل فى نفوس المصريين الرعب، كما فوجئ الأهالى بكتائب الجنود تحتل الشوارع الموصلة إلى الأزهر فباتت الثورة والثوار محصورين بين نيران الجنود من حولهم ونيران المدافع من فوقهم، وأوشك الجامع الأزهر أن يتداعى من شدة الصرب. وصار الحى المجاور له صورة من الدمار والتخريب، ومات من السكان الآمنين الآلاف، وهكذا تغلبت قوة الحديد والنار على الثوار وما إن استسلم الشعب حتى بدأت القوات الفرنسية تمارس نوعاً من الانتقام العنيف.

الآن.. ماكرون فى الأزهر: سنكافح التضليل.. ومن الكنيسة: مؤتمر للحوار فى باريس

زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمشيخة الازهر - صورة أرشيفية

فى ختام زيارته لمصر، قبل أيام، التقى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عددا من الشخصيات الدينية، حيث اجتمع مع البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فى كاتدرائية القديس مرقس فى قلب القاهرة، مقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية القديمة، كما زار الكنيسة المجاورة للكاتدرائية، وخلال اللقاء، أكد الرئيس الفرنسى أهمية الحوار بين الأديان، وفى هذا الصدد، قال ماكرون: قررت أن أعقد مؤتمر جديد فى باريس لمعرفة كيفية التصرف بشكل أكثر فعالية بدون إعطاء المزيد من التفاصيل، بينما أوضح مسؤول دبلوماسى أن المؤتمر سيلقى الضوء على الأقليات الدينية فى الشرق الأوسط.

كما زار ماكرون مشيخة الأزهر، والتقى شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، وقالت الرئاسة الفرنسية إن الاجتماع تناول تدريب الأئمة فى فرنسا ومكافحة الرؤية المضللة للدين.

بدأ ماكرون الذى وصل القاهرة، يوم 27 يناير الماضى، زيارته فى معبد أبوسمبل، ورمت الزيارة إلقاء الضوء على التعاون الثقافى مع مصر، خاصة فى مجال الآثار، حيث يوجد 32 ورشة عمل وتنقيب تحت إشراف المعهد الفرنسى للآثار الشرقية، فيما التقى فى ثانى أيام زيارته الرئيس عبدالفتاح السيسى، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والاستراتيجية بين البلدين، وتضمن اللقاء الحديث بانفتاح عن حقوق الإنسان رغم أن ماكرون كان قد أعلن إبان الانتخابات الفرنسية أنه لن يتدخل فى شؤون الدول الأخرى.

رافق الرئيس الفرنسى فى زيارته لمصر نحو 50 من أرباب العمل الفرنسيين، لتوقيع عقود واتفاقات تجارية بقيمة تقارب المليار دولار وضعت تحت خانة تنويع العرض التجارى الفرنسى حيال مصر، وتشمل قطاعات النقل والطاقة المتجددة والصحة والصناعات الغذائية، حيث تعد زيارة ماكرون لمصر واحدة من الزيارات الخارجية النادرة للرئيس الفرنسى الذى يركز، منذ أكثر من شهرين على الأزمة الاجتماعية التى تهز فرنسا منذ بدء تحركات السترات الصفراء الاحتجاجية.

وذهب ماكرون خلال الزيارة فى جولة إلى العاصمة الإدارية الجديدة وزار المسجد والكاتدرائية إذ تم الانتهاء منهما مؤخراً، معرباً عن رؤيته أن العاصمة الإدارية فرصة لشراكة اقتصادية كبيرة بين مصر وفرنسا، مضيفاً خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى المنعقد مع الرئيس السيسى: أسعى لزيارتها للاستفادة من تجربة البنية التحتية وكذلك شبكة الطرق والمواصلات، وأكد أن مصر تتحول وتحدث نفسها، ويجب أن تستغل الشركات الفرنسية المجالات العديدة للاستثمار بقوة فى مصر، متابعا: هناك اتفاقيات مهمة بين الشركة الفرنسية وهيئة مترو الأنفاق لإنشاء وتطوير الخطوط.

ويبدو أن جماعات حقوقية وناشطين مارسوا ضغوطاً على ماكرون الذى تراجعت شعبيته بعد انطلاق تظاهرات السترات الصفراء، ما دفعه إلى التطرق لملف حقوق الإنسان مع الرئيس السيسى، الذى رفض أن يتطرق له فى وقت سابق. ويرى متابعون أن فرنسا تعتبر نفسها مهد حقوق الإنسان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، ولكن توقيت الزيارة يحمل المغزى الأكبر، إذ أنها تأتى فى أسبوع الاحتفال بالذكرى 8 لثورة 25 يناير، كما أنها تتزامن مع زيارة الرئيس السودانى عمر إلى مصر، الذى يعتبر أن الاحتجاجات فى بلاده هى محاكاة للربيع العربى ويسعى للحصول على دعم من الرئيس السيسى.

غير أن مصر تظل بالنسبة لها سوقا مهمة للسلاح الفرنسى، كما أن فرنسا ظلت تنظر لمصر باعتبارها ركيزة للاستقرار فى المنطقة رغم القلق الذى تستشعره بشأن ملف حقوق الإنسان.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق