اخبار مصر اليوم - محكمة الإسكندرية الابتدائية.. تاريخ في انتظار الترميم

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اشترك لتصلك أهم الأخبار

أمام سور كورنيش الإسكندرية، بإطلالة على الميناء الشرقى، يقف مبنى محكمة الإسكندرية الابتدائية شاهدا على تاريخ المدينة الساحلية.. واجهته العالية مزينة بنقوش علم القديم، الهلال يحتضن النجوم الثلاثة، يعلوها سارى علم مصر الحالى بألوانه الثلاثة، ونوافذ خشبية اختفى طلاؤها مع الزمن.

عندما تقف أمام المبنى تتذكر إسكندرية القديمة وشوارعها الهادئة ويقفز إلى ذهنك مشهد من فيلم رصيف نمرة خمسة لملك الترسو فريد شوقى، عند تصويره داخل مبنى المحكمة أثناء التحقيق مع أحد أفراد عصابة تهريب المخدرات بمكتب النيابة، ليخرج الحارس بالمتهم وينزل سلالم المحكمة ليسلمه إلى الضابط، ليكتشف فيما بعد أنه مزيف وما هو إلا «المعلم عرفان»، أحد أفراد العصابة الممثل القدير محمود المليجى.

يقول الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة التنسيق الحضارى بالثغر، إن مبنى محكمة الإسكندرية الابتدائية تم إنشاؤه فى بداية القرن الماضى وعهدت مصلحة المبانى المصرية إلى المقاول مختار إبراهيم بإنشاء مبنى المحكمة ويبدو عليه تأثير الطراز الإنجليزى.

وأضاف «عوض»، أن المبنى مهمل الصيانة ويحتاج إعادة ترميم، ويجب النظر له نظرة أخرى، وإعادة استخدامه وتطويره بما يتناسب مع النسق الحضارى للإسكندرية وخاصة فى هذه البقعة المهمة، المطلة على الميناء الشرقى، ويجب نقل المحكمة وإخلاء المبنى لأن وجود المحكمة ومجمع النيابات يربكان حركة المرور بطريق الكورنيش، مشيرا إلى أن المبنى تم إدراجه بمجلد الآثار عام 1999 وتم تسجيله مرة أخرى بالمجلد المنقح لعام 2008.

المستشار بهاء أبو شقة، رئيس حزب الوفد ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب كان قد طالب بضرورة تطوير وترميم مبانى المحاكم القديمة بجميع أنحاء الجمهورية ومن ضمنها محكمة الإسكندرية الابتدائية وطالب أبو شقة وزير الدفاع بأن يتدخل لترميم المحاكم التى أضيرت عقب ثورة 25 يناير. ويرى حسنى حافظ، عضو مجلس النواب، أن محاكم الإسكندرية وصلت إلى حالة متردية لا تليق بمنظومة العدالة فى مصر، ويجب سرعة البدء فى تطويرها وترميمها خلال الفترة المقبلة خاصة أنها ذات طابع تاريخى وتمثل جزءا مهما جداً من تراث الإسكندرية يجب الحفاظ عليه.

وأضاف «حافظ»: «من الضرورى وضع لوحات رخامية داخل المحاكم أو على واجهاتها تحكى تاريخ إنشائها ليعلم المترددون عليها قيمتها الأثرية وتاريخها».

أحزان وأفراح يومية تستطيع رصدها بمجرد مرورك أمام المبنى العتيق، دموع فرح ممزوجة بالزغاريط تعنى البراءة ودموع ممزوجة بالنحيب تعنى الإدانة التى قد تصل إلى الإعدام، آلاف القضايا شهدتها أروقة المبنى، لعل أشهرها محاكمة الأختين ريا وسكينة عام 1921، وحكم عليهما بالإعدام بعد أن عاثتا فى الأرض فسادا وأصابتا المدينة الهادئة بالرعب.

وقد شهدت المحكمة، خلال العصر الحديث، قضايا سُلط عليها الضوء ومنها محاكمة «نخنوخ»، إبان حكم الإخوان، ومحاكمة قتلة خالد سعيد وقتلة الشاب السيد بلال، أيقونة الثورة.

أما سلالم المبنى فقد شهدت كثيرا من التحولات التاريخية والسياسية؛ ومنها وقفات للمحامين والقضاة، قبل ثورة يناير، وبعدها نظم نشطاء وسياسيون وقفات على سلالم المحكمة، على هامش محاكمات وقضايا كانت متداولة دخل المحكمة أو لوجود ظرف سياسى معين.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المصري اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المصري اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق