اخبار الامارات اليوم العاجلة - طرح تخصصات جامعية في إدارة الكوارث والأزمات يقلل من «التأثيرات السلبية»

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أكاديميون، أن العالم يواجه تهديدات متزايدة من الكوارث والأزمات، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى أضرار وتأثيرات سلبية على المجتمعات، والدول في جميع نواحي الحياة الاقتصادية، والاجتماعية والصحية وغيرها، لافتين إلى ضرورة طرح تخصصات جامعية في إدارة الكوارث والأزمات، تعنى بتأهيل وتطوير القيادات في مجالات إدارة الكوارث والأزمات وإكسابهم وتزويدهم بالمعارف والمهارات، إضافة إلى تطوير مناهج جديدة لحل المشكلات للتعامل مع مراحل إدارة الكوارث مستقبلاً، والتي تشمل مرحلة الاستعداد، التخطيط، المواجهة، الاستجابة، ومرحلة التعافي وإعادة البناء.

وأضافوا أن الكوارث الطبيعية والأزمات، تعد من التحديات التي تواجه البشرية بشكل متزايد في العصر الحديث، خصوصاً فيما يتعلق بالتغيرات المناخية، ومنها منخفض الهدير الذي تعرضت له الإمارات أخيراً.

وشددوا على أن هذا الأمر يتطلب من الجامعات الاستعداد لأي طارئ، وإنشاء تخصصات جامعية لمواجهة هذه الأزمات بشكل علمي ممنهج، بحيث تضاف هذه القيمة الأكاديمية إلى نظيراتها من المؤسسات ذات الصلة في الدولة، بالتعامل مع الكوارث وإدارتها باحترافية، عطفاً على تصميم وإدارة مستشعرات ذكية تعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وطائرات الدرون المسيرة في قياس مستوى جريان وامتلاء الأودية، بحيث يمكن التحذير من أخطار الأمطار الغزيرة في الوقت المناسب، وكذلك بحث الآلية الخاصة بإعادة تدوير والاستفادة منها.

وأجمعوا على المكاسب المتوقعة في حال إنشاء هذه التخصصات في جامعات الدولة، مثل الحد من الخسائر البشرية والمادية، وتعزيز شعور الرضا والثقة لدى جميع أفراد المجتمع تجاه الكوادر المؤهلة، ورفع تنافسية الجامعات الوطنية على المستويين الإقليمي والدولي وزيادة جاذبيتها للطلاب الأجانب.

تعزيز
وذكر الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة مدير عام أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن الجامعة قررت وبتوجيهات من سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس الجامعة، إنشاء «مركز الشارقة الذكي لإدارة مخاطر الطقس والتغيرات المناخية»، والذي ستعمل الجامعة من خلاله على الاستفادة من الخبرات الأكاديمية والبحثية لأعضاء الهيئة التدريسية والباحثين بالجامعة في مختلف تخصصات الهندسة، والعلوم الطبية والصحية، والعلوم، والحوسبة والمعلوماتية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية لتحقيق الأهداف المرجوة للمركز، بما في ذلك تعزيز دور الجامعة البحثي التطبيقي في خدمة المجتمع الإماراتي عامةً، والشارقة خاصةً.

صور طيفية
وقال الدكتور حميد مجول النعيمي إن الجامعة ستستخدم الصور الطيفية للأقمار الصناعية المكعبة التي تصمم وتصنع من قبل أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، وكذلك تصميم وإدارة مستشعرات ذكية تعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وطائرات الدرون المسيرة في قياس مستوى جريان وامتلاء الأودية، بحيث يمكن التحذير من أخطار الأمطار الغزيرة في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن ظاهرة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، هي ظاهرة متشعبة وتتطلب تكاتف جهود وتعاوناً من التخصصات العلمية والبحثية والمجتمعية.

ولفت المتحدث إلى أن الإمارات تعاملت باحترافية مع الحالة الجوية التي سادت مؤخراً، وذلك من خلال الموقف العادل والمسؤول من الحكومة والشعب، في حشد كافة الوسائل والإمكانات البشرية والمادية ومختلف الأدوات والمهام.

تحديات
من جهته أفاد الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، بأن الجامعة بصدد طرح برامج تخصصات جديدة في إدارة الكوارث والأزمات، وبأن الجامعة تحتضن (مركز علوم المستقبل)، والذي يضم تحت مظلته (مختبر السيناريوهات)، المختص بالدراسات المستقبلية ويضع سيناريوهات مختلفة للعديد من التحديات المستقبلية التي قد تواجه الدولة، والعالم في مختلف المناحي المناخية والبيئة والاقتصادية، وغيرها، ومن ثم يضع حلولاً مبتكرة لكل سيناريو على حدة.

وذكر رئيس جامعة دبي، مثالاً على أحد السيناريوهات التي درسها المختبر، وهو فرضية ارتفاع مستوى المياه حيث تم وضع عدد من السيناريوهات لهذه الفرضية، والتعامل معها بوضع الحلول لكل سيناريو تفادياً لحدوث أضرار.

استثمار
وأكد الدكتور جلال حاتم مدير جامعة أم القيوين، على ضرورة أن يكون للجامعات والمؤسسات الأكاديمية دوراً حال وقوع الكوارث الطبيعية، من خلال وضع خطط شاملة استعداداً للكوارث، على أن تتضمن بروتوكولات الاستجابة للظواهر الجوية الشديدة، والكوارث الطبيعية، وحالات الطوارئ الأخرى، وأبرز تلك الخطط إجراءات الإخلاء واستراتيجيات الاتصال والتنسيق مع السلطات ذات الصلة، والتكيف مع تغير المناخ، من خلال تطوير حرم الجامعات بدمج استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ، من خلال إجراءات تقييم لمواضع الضعف، وتحديد المخاطر المناخية، وتنفيذ تدابير للتكيف مع الظروف البيئية المتغيرة والتقلبات المناخية المفاجئة.

وأضاف: ومن الجاهزية أيضاً تثقيف الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين حول تأثيرات الطقس والعوامل الطبيعية، وتعزيز السلوك والممارسات المستدامة للتخفيف من تلك الآثار، كما يمكن دمج موضوعات تغير المناخ والاستدامة في الخطط الدراسية، وتقديم البرامج التدريبية لحالات الطوارئ.

بحث وابتكار
وقال إن البحث والابتكار يلعبان دوراً مهماً في درء المخاطر، وعلى الجامعات والمؤسسات الأكاديمية دعم الأبحاث التي تركز على فهم تأثيرات الطقس والعوامل الطبيعية، وتطوير حلول مبتكرة للتخفيف من الآثار الجوية، ومشاركة المجتمع لبناء القدرة على الصمود والتخفيف من حدة آثار تلك التحديات، لافتاً إلى أن جامعة أم القيوين توفر تخصص الاتصال والأزمات في كلية الاتصال الجماهيري، وتعد الكلية الأولى التي تمنح درجة البكالوريوس في الاتصال والأزمات عربياً.

خطط
من جانبه، أكد الدكتور حسام حمدي، مدير جامعة الخليج الطبية، أن للجامعات دوراً مهماً في التصدي للآثار السالبة للحالات الجوية وتغيرات الطقس المتطرفة، وذلك من خلال وضع خطط استراتيجية حتى تكون كافة الجامعات خضراء، الأمر الذي يسهم في تخفيض عملية الارتفاع الحراري، وتخفيض الطاقة، وهو ما تتبعه جامعة الخليج، إضافة إلى الاهتمام بصحة البيئة كجزء مكون وأساسي في تناول مقررات الصحة العامة.

وقال: يوجد حالياً في الجامعة مركز الدراسات لتدريب العاملين في مجال الكوارث، لتأهيلهم في كيفية التعامل مع الكوارث، وذلك بالتعاون مع مركز (جاهزية)، في أبوظبي، كما أن هناك دورات تدريبية لكافة العاملين بالجامعة، سواء أكانوا طلبة أم هيئة تدريس أم موظفين.

بدوره قال الدكتور عصام الكردي رئيس جامعة العلمين الدولية، إن ثمة حاجة ملحة لطرح تخصصات وبرامج تتماشى مع التغييرات المناخية وتواكب هذه الظواهر التي كانت بعيدة إلى حد ما عن منطقتنا.

خرائط
وأضاف: هناك خرائط تحدد أماكن أحزمة الزلازل في العالم وكذلك مراكز تكون الأعاصير ويحدد الخبراء هذه الظاهرة لكل منطقة بناء على الدراسات التاريخية وتكرار حدوثها لكل منطقة، مشيراً إلى أن دراسة هذه الظواهر أثبتت أن فترة تكرار حدوث ذروتها تتراوح بين 50 إلى 100 عام، وتسمى فترة العودة أو فترة التكرار، حيث تؤثر هذه الظواهر على المباني والمنشآت والطرق والبنية التحتية بشكل يصل إلى حد التدمير في بعض الأحيان إذا لم يتم اعتماد تصاميم لهذه المباني تقاوم هذه الزلازل.

وقال: من هذا المنطلق يأتي دور تخصصات الهندسة الإنشائية في تحديد سرعة الرياح أو قوة الزلزال التي قد يتعرض لها المبنى خلال فترة وجوده والتي تقدر عادة بـ50 عاماً.

من جهته قال الدكتور فراس النائب، مستشار كلية الإعلام في الجامعة الأمريكية في الإمارات، رئيس مركز استراتيجيا للدراسات، إنه لطالما كانت للطبيعة كلمتها مهما ارتقت الحضارة، ولكن للإنسان بالمقابل العمل على تطويعها بقدر امتلاكه لقوة العلم، ومن هنا تتأتى مسؤولية المؤسسات العلمية على اختلافها لتسهم في خدمة مجتمعاتها ودولها والعالم أجمع، كما أنه كلما أسست تلك المؤسسات، والأكاديمية منها ـ خصوصاً ـ للأبحاث والمناهج العلمية المتعلقة بالمناخ والعوامل الطبيعية، كان لذلك دور حيوي رديفٌ للحكومات على مواجهة الأزمات والكوارث المحدقة والناجمة عنها.

أثر
وأضاف: لعل للمناهج الدراسية أثراً في تهيئة المجتمعات - والشرائح الشبابية منها خاصة - على معرفة سبل المواجهة والمساندة تطوعاً أو عملاَ وامتهاناً ضمن المؤسسات الحكومية والخاصة المخصصة لذلك الهدف المتجسد بإدارة الأزمات والكوارث، الأمر الذي يعلي من شأن هكذا تخصصات دراسية ويوجب تضمينها في الاختصاصات المختلفة كالإدارة، والهندسة والعلوم الطبية، والإعلام، والجغرافيا، والكليات الشرطية، إلى جانب إرسائها كاختصاص مستقل بنفسه يُعنى بالأزمات والكوارث، إدارياً وطبياً وهندسياً وإعلامياً وشُرطياً، كجامعٍ لهذا الحيز المتعلق بالعوامل الطبيعية والأزمات والكوارث ما بين التخصصات المختلفة.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد مراد، النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات، أن على الجامعات مواكبة تخصصاتها وبرامجها الأكاديمية، بما يعكس التطور على المستوى العالمي، من خلال طرح التخصصات ذات العلاقة بتأثير المناخ وتداعياته، مشدداً على ضرورة أن يتم النظر في تخصص إدارة الطوارئ والأزمات بطريقة تكاملية، وليس من زاوية واحدة فقط، بل وبطريقة استشرافية، وباستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة التي من شأنها أن تسهم وبفعالية في استشراف مستقبل الكوارث، وماهية التعامل معها والسيطرة عليها.

منظومة وطنية
من جهته أوضح الدكتور سيف النيادي، أستاذ مساعد في جامعة العين، أن دولة الإمارات تتبوأ وبجدارة مركزاً متقدماً على المستوى الإقليمي والعالمي على صعيد بناء منظومة وطنية متكاملة للطوارئ والأزمات، وليس هذا فحسب، إذ تعتبر الإمارات بتوجيهات ودعم قيادتها الرشيدة، واحدة من أهم عناصر المواجهة الدولية لتخفيف آثار الأزمات والكوارث، وذلك بفضل مبادراتها الإنسانية الاستثنائية، مشدداً على ضرورة طرح تخصصات جامعية في إدارة الطوارئ والأزمات، على أن يكون برؤية فاحصة، وغير نمطية، بل واستشرافاً دقيقاً للمستقبل الذي يحمل الكثير من التحديات، لاسيما في مجال الأحوال الجوية والمخاطر الصحية، لافتاً إلى أن طرح تخصصات رائدة في إدارة الطوارئ والأزمات من شأنه يُخرج كوادر وطنية متخصصة، وفي أتم الاستعداد والجاهزية للتعامل الناجح مع حالات الطوارئ والأزمات، للحد من آثارها، وذلك من خلال التعاون وتضافر الجهود المحلية، كما أن طرح تلك التخصصات سيؤدي إلى تأسيس قاعدة وطنية قادرة على التعامل والاستجابة مع الأحداث، والمواقف المختلفة والإجراءات مهما بلغت صعوباتها وتحدياتها.

مؤكداً على ضرورة التدريب العملي للخريجين في إدارة الطوارئ والأزمات وذلك في الجهات المعنية في الدولة، وضرورة تزويدها بالخبرات التي تأخذ بأيديهم لتحقيق النجاح في هذا المجال.

فهم عميق
بدوره، قال يوسف نزال أستاذ ورئيس قسم العلوم الطبيعية والبيئية بجامعة زايد أبوظبي، إن إدارة الأزمات والطوارئ، تعد مجالاً حيوياً يتطلب فهماً عميقاً وتخصصاً دقيقاً للتعامل مع التحديات المختلفة التي تواجه المجتمع سواء كانت طبيعية أو إنسانية أو تكنولوجية، كما أن وجود تخصصات في الأزمات بجامعات الدولة يلعب دوراً حاسماً في تأهيل الكوادر البشرية المؤهلة للتصدي لهذه الأزمات بفاعلية.

وأشار إلى عدة شروط لابد من توافرها، وهي إعداد برامج تعليمية متخصصة في مجال إدارة الأزمات والطوارئ، لكي تسهم في تأهيل كوادر مجهزة بالمعرفة والمهارات للتعامل مع سيناريوهات الأزمات المختلفة بشكل فعال، إضافة إلى تعزيز الوعي والتحليل الاستراتيجي فيما يخص هذه التخصصات، وتصميم برامج دراسية تتضمن مقررات متخصصة بأنواع الأزمات المحتملة على أن تغطي المعرفة النظرية والتطبيقية، وتطوير استراتيجيات وحلول جديدة.

قطاعات
وأكد نزال على الدور الكبير للبحث والتطوير في تخصصات إدارة الكوارث ليشمل قطاعات التكنولوجيا الطبية، التخطيط الحضري، والمناخ والعلوم الطبيعية، ما يسهم في تطوير حلول فعالة ومبتكرة لمواجهة الكوارث الطارئة، إضافة إلى أهمية التعاون وإبرام الشراكات المتعددة بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وتبادل الخبرات على المستوى الدولي والإقليمي، وتأمين التجهيزات والمعدات اللازمة لتدريب الطلاب والباحثين على التعامل مع الأوضاع الطارئة بشكل آمن وفعال، لافتاً إلى المكاسب المتوقعة في حال إنشاء تخصصات معنية بالأزمات والكوارث في جامعات الدولة، أبرزها الحد من الخسائر البشرية والمادية، إذ إنها توجد فرقاً متخصصة للتعامل مع أي طارئ، ما يجنب أي خسائر اقتصادية كبيرة متوقعة، كما أنها تعزز شعور الرضا والثقة لدى جميع أفراد المجتمع اتجاه هذه الكوادر المؤهلة للتعامل مع هذه الأزمات، إضافة إلى رفع تنافسية الجامعات الإماراتية على المستويين الإقليمي والدولي وزيادة جاذبيتها للطلاب الأجانب.

Email

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البيان الاماراتية ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البيان الاماراتية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق