اخبار عدن - عشر طعنات ثمن مشوار أجرة من المعلا إلى الحسوة

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

(المندب نيوز) صحيفة الأيام

عشر طعنات في أنحاء متفرقة من جسده كانت ثمناً لمشوار على سيارته الأجرة التي يتخذ منها مصدرا للدخل وكسب العيش.

عبدالرحمن إسكندر (20 عاماً) كان مساء أمس الأول يرافق أحد أقربائه المرضى في مستشفى خليج عدن بمديرية المعلا، ودع المريض وغادر المستشفى ليعاود العمل على سيارته الأجرة، كان في تلك الليلة يحاول توفير مبلغ من المال يساعده على تكاليف ولادة زوجته التي ينتظر منها مولوده البكر.

رجل ملتحي يشع من وجهه نور من ورع وتقوى يرافقنه ثلاث نساء كانوا يتحاورن مع سائق أجرة ويتبايعون على أجر مشوار إلى مدينة الحسوة لكنهم لم يتفقوا، في عملية تمثيل يبدو أن العصابة لعبتها للإيقاع بالشاب عبدالرحمن، كفّوا عن مبايعة الرجل الذي يبدو أنه أحد أفراد العصابة، واتجهوا إلى سيارة عبدالرحمن لمبايعته، ونظراً لحاجته قبل بمبلغ ستة آلاف ريال مقابل نقل الرجل ونسائه الثلاث إلى منطقة الحسوة.

في الطريق وأمام مطاعم الحمراء تحديداً طلب الرجل من السائق “عبدالرحمن” التوقف لشراء ماء، توقفت السيارة، ونزل الرجل واشترى ماءً له وللنساء وللضحية عبدالرحمن أيضاً، واصلت السيارة سيرها على خط مدينة الشعب حتى وصلت منطقة بالقرب من المحطة الكهرو حرارية، فطلب الركاب الأربعة من السائق السير في خط ترابي مؤدي إلى منطقة بئر أحمد ومدينة الصالح، وفي خلوة المكان باشر أحدهم عبدالرحمن بطعنة في الكتف واستمر الأربعة، الرجل ونسائه الثلاث، بالطعن في جسد عبدالرحمن الذي استوعب الموقف من أول طعنة وقام بإطفاء سيارته وأخد المفتاح ليدفع بجسده الجريح إلى خارجها.

قاوم عبدالرحمن حتى الرمق الأخير، إذ تمكن من السيطرة على سكين إحدى النساء الثلاث وأخذها من يدها ليطعنها به خلال معركة استمرت دقائق في مكان مقفر. وفي خضم المعركة والاستبسال الذي أبداه الضحية عبدالرحمن مر طقم عسكر في المكان، ورغم أن الطقم لم يتوقف ولم يشك جنوده بالسيارة المتوقفة بالخط والحركة غير الطبيعية التي حواليها، إلا أن العصابة اعتقدت أن الطقم جاء قاصداً باص عبدالرحمن والمعركة المحتدمة بجانبه، ما دفع الرجل ونسائه إلى مغادرة المكان مستقلين سيارة أخرى كانت تراقب العملية منذ خروجهم من المعلا حتى مكان التنفيذ.

غادرت العصابة ومر الطقم العسكري في سبيله، بقي عبدالرحمن مضرجاً بدمائه داخل سيارته في مكان موحش، أيقن عبدالرحمن أن الموت هو مصيره إن لم يفعل شيئاً لإنقاذ حياته.. أخذ هاتفه النقال واتصل إلى شبان من أقاربه، وقبل أن يرد السلام قال عبدالرحمن “أنا على خط الحسوة الشعب وسأموت بعد لحظات”، قُطعت المكالمة، ومعها ازداد عبدالرحمن عزيمة وقوة وإيماناً بالله بأن الموت والحياة بيده وحده، وأن الموقف يتطلب مزيداً من التحمل والصبر والقوة والشجاعة والثقة بالله.

صعد سيارته وحاول قيادتها رغم نزيفه، مشى رغم الألم، غادر وحشة المكان رغم الجروح، سيطر على حركة السيارة رغم أن معظم الطعنات أصابته في الكتف والسواعد والأرجل.. وصل الخط الرئيس عند الحادية عشرة ليلاً تقريباً، لكن شبح الموت مازال يطارده جراء النزيف المستمر من جروحه المتفرقة، ركن سيارته على الخط وبقى بداخلها في انتظار الموت، وفي قلبه أمل بحياة يرى فيها ابنه البكر بعد ليلة دامية خرج فيها يكدح ويشقى بعرق جبينه لتأمين ولادة زوجته.

ساعة من عمره قضاها الشاب عبدالرحمن ينزف على خط الحسوة – الشعب، اعتقدَ أنها آخر ساعة في حياته، لكن القدر شاء أن يصل أقارب الشبان الذين اتصل بهم.. رأوا سيارته مركونة ونزلوا إليها ليجدوه مضرجاً بدمائه، إذ سارعوا لإسعافه ونقلوه إلى مستشفى البريهي وهو يسبح بحمد الله ونعمته.

في المستشفى أجريت له الإسعافات الأولية وتضميد جراحه التي لم تكن مميته رغم كثرتها في جسده، ليغادر بعدها المستشفى إلى منزله وكله شوق وحنين لرؤية مولوده الذي مازال جنيناً في رحم أمه..

وصل عبدالرحمن بيته بحفظ الله ورعايته من الله، آملاً أن يعجّل الله بشفائه، ليعود للعمل على الباص رغم المخاطر التي باتت تحدق بهذه المهنة في مجتمع زادت فيه الجريمة ويستهدف فيه المجرمون شباناً أردوا العمل لإعالة أهليهم وتأمين مستقبلهم.

النقرات 57


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المندب نيوز ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المندب نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق