اخبار الامارات اليوم العاجلة - عملية معقدة.. زوج يتبرع بكليته لزوجته رغم اختلاف فصيلة الدم

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح فريق أطباء زراعة الكلى في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي في إجراء جراحة روبوتية معقدة لزرع كلية لسيدة أربعينية تختلف فصيلة دمها عن زوجها المتبرع، ما يعد إنجازاً طبياً مهماً يتحدى المعايير التقليدية في نهج زراعة الأعضاء، التي تتطلب أن يكون التطابق الكُلي عادةً شرطاً أساسياً لمنع رفض جسم المتلقي العضو الممنوح له من المتبرع.

وعندما علمت المريضة، البالغة من العمر 32 عاماً، أنه يجب أن تخضع لعملية زرع كلية لإنقاذ حياتها، لم تتخيل أن رحلة العثور على متبرع ستكون رحلة معقدة، لكنَّ الزوج المعطاء أدى دوراً حاسماً في رحلة زوجته للشفاء من خلال التبرع بكليته لإنقاذ حياتها وإنهاء معاناتها.

وأصيبت المريضة بالفشل الكلوي منذ عام 2018، الذي تطورت أعراضه حتى وصلت العام الماضي إلى مرحلة متأخرة من المرض، حيث أصبحت تقوم بإجراء مستمر لغسيل الكلى.

وفي منعطف حرج استلزم إجراء عملية زرع كلية، واجهت وقتها تحدياً إضافياً عندما تعرضت لسكتة قلبية، لكن تم لحسن الحظ إسعافها على الفور، ما أضاف معاناة جديدة لها.

وتسبب خيار زرع الأعضاء من متبرع متوفى في تضاؤل الأمل، عندما لم يتم العثور على متبرع مناسب في بلد الزوجين، وبعد مناقشة عائلية تطوع والد المريضة للتبرع بالكلى، لكن مع السف استُبعد لمعاناته مشكلات صحية طفيفة في القلب، وارتفاع مستوى ضغط الدم، فيما أظهرت الفحوص الأولية اختلاف فصيلة دم الزوج مع المريضة.

وتم اتخاذ القرار بالمضي قدماً في إجراء الزراعة في مدينة برجيل الطبية بعد مناقشات عديدة مع الفريق الطبي.

وقال الدكتور اشتياق أحمد، أخصائي أمراض الكلى وزراعة الأعضاء، إنه في حالة هذه المريضة، أجري فصل البلازما للقضاء على الأجسام المضادة الموجودة مسبقاً، ومُنع تكوين أجسام مضادة جديدة من خلال حقن خاصة قبل عملية الزرع.

وأضاف أنه بعد ذلك تقرر المضي قدماً في عملية زرع الكلى غير المتطابقة كلياً بعد شرح الإيجابيات والسلبيات للعائلة، لكن المريضة وعائلتها كانوا متحمسين لإجراء الجراحة.

وأكد تعقيد الحالة، مسلطاً الضوء على تطور الأبحاث والطبية على مدى السنوات الـ25 الماضية التي جعلت عمليات زرع الأعضاء غير المتطابقة كلياً بين المتلقي والمتبرع ممكنه وآمنة، مع ارتفاع نسبة البقاء على قيد الحياة بشكل مماثل للحالات الأخرى لعمليات زرع الأعضاء المتطابقة.

وأوضح الدكتور ريهان سيف، استشاري الجراحة العامة ومدير برنامج جراحة زراعة الأعضاء والجراحات الروبوتية في مدينة برجيل الطبية، أن تطابق الأنسجة وفصيلة الدم بين المتلقي والمتبرع أمر أساسي في عمليات التبرع بالأعضاء، لافتاً إلى أن اختلاف فصائل دم المتبرع والمتلقي أمر نادر.

وبيَّن أنه في سياق عمليات زرع الأعضاء غير المتطابقة مع فصيلة الدم ABO، يعد تقييم عيار الأجسام المضادة أمراً بالغ الأهمية، إذ يشكل ارتفاع عيار الأجسام المضادة عاملاً متزايداً لرفض جسم المريضة للعضو الجديد.

وذكر أنه تم إجراء عملية استئصال الكلية من زوج المريضة باستخدام الروبوت، ما وفر مزايا كبيرة مقارنة بالطرق التقليدية المفتوحة والمنظاري، حيث يضمن هذا الأسلوب إجراء العملية الجراحية في وقت أقل، والتقليل من إمكانية حدوث نزيف، كما تكون فترة تعافي أسرع، فيما استغرقت جراحة نقل الكلية وزراعتها مدة أربع ساعات.

وأضاف أن المتبرع وزوجته خضعا لإعادة التأهيل بعد الجراحة، وكانا تحت المراقبة الدقيقة من قبل الفريق الطبي المتخصص في مدينة برجيل الطبية، فيما يعتبر هذا الإجراء الرائد إنجازاً رائعاً في مجال الطب، ويجلب أملاً متجدداً للعائلات التي تأمل التغلب على تحديات مرض الكلى المزمن.

وأعربت المريضة وزوجها عن امتنانهما العميق للفريق المتفاني في مدينة برجيل الطبية على رعايتهم الاستثنائية.

وقالت المريضة: «لقد مررت بواحدة من أصعب الفترات في حياتي، لا أستطيع أن أشكر زوجي بما فيه الكفاية على دعمه وحبه المتواصل، ممتنة للغاية أيضاً لأطفالي وعائلتي لأنهم أمدوني بالشجاعة ووقفوا إلى جانبي بثبات».

ووفقاً للأطباء، ستخضع المريضة لمتابعة منتظمة، مرتين أسبوعياً في البداية، وسيتم تعديل هذا التكرار إلى زيارات شهرية بعد ستة أشهر، تشمل المراقبة المستمرة ونظاماً غذائياً معيناً وتعديلات نمط الحياة وفحوصات المختبر الروتينية.

Email

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البيان الاماراتية ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البيان الاماراتية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

0 تعليق