اخبار الامارات اليوم العاجلة - «صحة دبي» تعالج الجلطات الدماغية بـ«الذكاء الاصطناعي»

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

بدأ مستشفى راشد التابع لهيئة الصحة في دبي باستخدام الذكاء الاصطناعي للتعامل مع الجلطات الدماغية، كأول مؤسسة حكومية على مستوى الدولة، ما يعزز سرعة التشخيص والعلاج، خاصة وأن الوقت يلعب دوراً حاسماً في التعامل مع الجلطات الدماغية.

وأكد الدكتور سهيل عبدالله الركن استشاري طب الأعصاب وأخصائي السكتة الدماغية، في قسم الأعصاب بمستشفى راشد أن الهدف من إدخال الذكاء الاصطناعي لهيئة الصحة هو تسخير التقنيات الحديثة في سرعة التشخيص لسرعة العلاج، لافتاً إلى أن الوقت مهم للغاية، فكلما تأخرنا عن تشخيص الجلطة الدماغية هناك 2 مليون خلية تموت في الدقيقة الواحدة، وبالتالي التشخيص مهم للتدخل السريع والعلاج الصحيح.

وأضاف أنه من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي استطعنا في مستشفى راشد من اختصار وقت التشخيص من 59 دقيقة إلى دقيقتين فقط لإنقاذ مرضى الجلطات الدماغية من تلف الخلايا الدماغية وتجنيب المريض الشلل النصفي أو الكلي، وكذلك جنبنا الدولة مبالغ باهظة كانت تتحملها في عملية علاج وإعادة تأهيل المريض نتيجة التدخل الفوري من قبل الطواقم الطبية المختصة من تشخيص وتحديد حجم ومكان السكتة الدماغية، وتساعد التقنية الجديدة في سرعة اتخاذ القرار، حيث تكشف الجلطات بطريقة أكثر دقة من العين المجردة وتمكن الأطباء من معرفة الخلايا التي تعاني من نقص الدم قبل حدوث تلف لها ما يفتح باب الأمل لمرضى السكتات الدماغية في العلاج المبكر.

تدريب وتأهيل

وأوضح أن هيئة الصحة في دبي قامت بتدريب 240 مسعفاً من مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف على علامات وأعراض الجلطات الدماغية وكيفية التعامل معها، ونقل المريض بعد أخذ البيانات كاملة إلى أقرب مستشفى يتعامل مع الجلطات الدماغية وإبلاغ المستشفى بحدوث جلطة دماغية، وفور وصول المريض إلى مركز الحالات الحرجة يكون الطاقم الطبي والإشعاعي في انتظار المريض، خلال مدة تتراوح بين 8-15 دقيقة، وهو ما يعد رقماً قياسياً خاصة وأن تعداد سكان دبي يزيد الآن عن 3 ملايين نسمة.

ولفت إلى إنقاذ مريضين تم إحضارهما إلى المستشفى بجلطة حادة وصلت إلى 12 نقطة، وهي الأخطر مع شلل تام في الوجه واليد والرجل عدم الرؤية وصعوبة في الكلام، وعن طريق سرعة التشخيص التي قام بها قسم الأشعة وسرعة التحليل والتدخل الجراحي من قبل أطباء القسم، غادر المريضان المستشفى عقب الشفاء التام.

نقص

وقال إن مستشفى راشد يتعامل سنوياً مع 1000 حالة جلطة دماغية أي حوالي 83 حالة شهرياً، فيما يصل عدد حالات الجلطات الدماغية على مستوى الدولة 15000 حالة سنوياً، لافتاً إلى أنه يوجد في دبي حالياً 3 مراكز معتمدة للتعامل مع الجلطات الدماغية، وما زلنا بحاجة إلى 3 وحدات أخرى مما يعني أن هناك نقصاً بنسبة 50% في العدد المطلوب بدبي، ولا يوجد في المناطق الشمالية وحدات متخصصة في التعامل مع الجلطات الدماغية وإنما هناك وحدتان بدائيتان، واحدة في الشارقة والثانية في رأس الخيمة، وهناك تعاون بين مستشفى راشد وهذه المستشفيات لتدريب الأطباء، وبالتالي يجب العمل على افتتاح وحدات للجلطات الدماغية على الأقل وحدة في كل إمارة وتزويدها بالطواقم الطبية الكفؤة والبدء باستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن السكتات لم تعد تقتصر على عمر معين، وإنما باتت تصيب الشباب بنسبة عالية.

 

دقيقتان

وقال الدكتور أيمن السباعي استشاري القسطرة العلاجية، إن استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص الجلطات الدماغية خاصة إذا ما تم إحضار المريض للمستشفى في الفترة التي تتراوح بين 8-15 دقيقة يجنب المريض تماماً مضاعفات الجلطة، والمتمثلة في الإعاقة الدائمة نتيجة حدوث الشلل الكلي أو الجزئي، حيث يتم على الفور عمل أشعة مقطعية للدماغ لقياس تدفق الدم في الأنسجة، ويتم تحديد مكان الانسداد بدقة متناهية لا تزيد على دقيقتين، مما يعطي الطبيب دقة أكثر أثناء التدخل الجراحي بدلاً من نصف ساعة في السابق لتحليل الصور وإعطاء النتيجة للطبيب، وخلال أقل من دقيقة من عمل الأشعة المقطعية للدماغ، يتم إرسال النتيجة إلى السيرفر الرئيسي للهيئة، وفي ثوانٍ معدودة تكون النتيجة على البريد الإلكتروني والهواتف الخاصة بالطواقم الطبية في الهيئة لإشعارهم بأن هناك مريض جلطة دماغية بحاحة إلى علاج فوري.

وأضاف إن الوقت مهم لإنقاذ حياة المريض، خصوصاً لمرضى الجلطات الدماغية، لذلك حرصت هيئة الصحة على استخدام الذكاء الاصطناعي في العلاج لاكتشاف السكتات الدماغية ونزيف المخ مبكراً، والتي من شأنها أن تساعد في سرعة اتخاذ القرار، حيث إن الدقيقة فارقة في حياة مريض السكتة الدماغية تعني حياة، فيمكن أن يحصل على نتائج في خلال 30 ثانية إلى دقيقتين وبذلك يمكن أخذ القرار في علاج المريض وإنقاذ حياته، مشيراً إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعي تساهم في كشف الجلطات بطريقة أكثر دقة عن استخدام العين المجردة، وبذلك تستطيع أن تكتشف الخلايا العصبية في المخ التي تعاني من نقص الدم قبل حدوث تلف، موضحاً أنه في غياب العلاج يتعرض ثلث المرضى إلى الوفاة، والثلثين الآخرين إلى إعاقة خفيفة أو خطيرة.

أعراض

وأوضح أن أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية تتمثل في انحراف في زاوية الفم، وعسر في الفهم والتحدث، حيث إن التأخير في العلاج يؤدي إلى تلف المخ، مشيراً إلى أن الإحصائيات العالمية تؤكد حدوث حالة سكتة دماغية جديدة كل ثانيتين في العالم.

 

سرعة الإنترنت

وقال الدكتور طارق فضل الرحمن مسؤول قسم العمليات الإلكترونية في قسم الأشعة في مستشفى راشد إن دولة الإمارات تعتبر من الدول المتقدمة جداً في الاتصالات، لافتاً إلى أن سرعة الإنترنت في الدولة تعد عاملاً لنجاح استخدام الذكاء الاصطناعي، وممكن أن يخدم مختلف المؤسسات الطبية على مستوى الدولة، من خلال إعطاء التقرير النهائي عن حالة المريض وتوفير صور أشعة ملونة توضح بشكل دقيق جداً مكان الانسداد خلال دقيقتين، وترسل للسيرفر الرئيسي للهيئة في مستشفى لطيفة الذي يقوم بدوره بإرسال تقرير حالة المريض مع صور الأشعة إلى كل الأطباء عبر البريد الإلكتروني والهاتف، لكي يكون القرار جماعياً.

 

وقال الدكتور شيخ سعيد إقبال أخصائي أول قسم الأشعة في مستشفى راشد إن استخدام الذكاء الاصطناعي وفر الوقت والجهد على كل الطواقم الطبية، كما جنب المرضى الإصابة بالإعاقات الدائمة، ووفر على الدولة تكلفة العلاج الطبيعي وإعادة تأهيل المرضى التي غالباً ما كانت تمتد لسنوات، لافتاً إلى أن نسبة الدقة تصل في الأشعة والتقارير إلى 100%.

 

وأكد الدكتور أسامة البستكي رئيس قسم الأشعة في مستشفى راشد أن قسم الأشعة يقوم شهرياً بإجراء 15000 دراسة لـ 15000 صورة شهرياً لمختلف أنواع الأشعة بمعنى 20 دراسة في الساعة، وهو ما كان يعد منهكاً لموظفي القسم، وكان لا بد من البحث عن تقنيات تسهل وتسرّع العملية، منوهاً بأن إدخال الذكاء الاصطناعي وفر الوقت والمال، حيث يتم تحليل الصور خلال دقيقتين، بدقة متناهية.

طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البيان الاماراتية ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البيان الاماراتية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق