اخبار الامارات اليوم العاجلة - يوميات رواد الفضاء.. تجارب علمية ورياضة وصيانة

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

مع اتجاه الأنظار نحو رحلة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر المقبل، والتي ستسطر إنجازاً وتاريخاً جديداً، استطاعت الإمارات تحقيقه بفضل مشاريعها المتنوعة في قطاع الفضاء خلال السنوات الماضية يتساءل الكثيرون عن جدوله اليومي الذي سيقضيه في المحطة والذي سيمتد 8 أيام.

ولا شك أن هذه الرحلة تحظى بتفاصيل كثيرة، ألا أنها تتمحور حول إجراء تجارب علمية والقيام بأعمال صيانة دورية للمحطة فضلاً عن الرياضة اليومية وسيجري المنصوري 15 تجربة علمية، فيما سيتم رصد هذه الأنشطة يومياً وبثها باللغة العربية من خلال منصات مركز للفضاء على وسائل التواصل الاجتماعي، كما سيتم إعداد محتوى شامل لكي يستفيد منه الجميع من طلبة وباحثين ومتخصصين في مختلف الدول العربية.

ولا تخلو الرحلة بالطبع من الصعوبات حيث قد يستغرق رائد الفضاء 4 ساعات لارتداء بدلة الفضاء ومراجعة قائمة السلامة التي تزيد على 100 صفحة.

مقارنة نتائج

وسيجري هزاع المنصوري التجارب العلمية، ويرسل النتائج إلى الأرض لمقارنتها بين البيئتين المختلفتين، وستكون هناك تجارب لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان داخل المحطة مقارنة بالأرض قبل وبعد الرحلة، وهي المرة الأولى التي سيتم فيها هذا النوع من الأبحاث على شخص من المنطقة العربية، حيث ستتم مقارنة النتائج مع أبحاث أجريت على رواد فضاء من مختلف مناطق العالم، وتشمل التجارب كذلك تأثير الجاذبية الصغرى على نمو الخلايا والكائنات الدقيقة والجينات، ومعدلات إنبات البذور والفطريات والطحالب وتأثير المضادات الحيوية على البكتيريا، والتفاعلات الكيميائية الأساسية في الفضاء، وغير ذلك من تجارب فيزيائية وبيولوجية وكيميائية.

35 ساعة

وتعتبر محطة الفضاء الدولية بمثابة قمر صناعي ضخم صالح لحياة البشر فيه وتدور في مدار منخفض حول الأرض، وتحمل على متنها طاقماً من 6 رواد فضاء سينضم إليهم هزاع المنصوري وقائد الرحلة رائد الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا، ورائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير، يقضون 35 ساعة أسبوعياً، لإجراء أبحاث علمية بمختلف التخصصات الفيزيائية والبيولوجية، ويوجد بها على الأقل 4 مختبرات تحتوي أجهزة لإجراء بحوث واسعة النطاق في مجالات مختلفة مثل المواد، السائل، علوم الحياة والاحتراق والتقنيات الجديدة.

وتم تحديد توقيت غرينتش ليكون هو المعتمد على متن المحطة الدولية، وذلك حرصاً على راحة رواد الفضاء، خاصة أن الشمس تشرق وتغرب عليها أكثر من مرة، وعندما تغرب الشمس في لندن، يتم غلق نوافذ المحطة آلياً لإعطاء الرواد شعوراً بقدوم الليل ومن ثم الخلود للنوم، ومن ثم الاستيقاظ صباحاً ليواصلوا عملهم وأبحاثهم، كما توجد محطتان أرضيتان للتحكم بالمحطة الدولية، الأولى بهيوستون بأميركا والثانية بموسكو.

وتحلق محطة الفضاء الدولية حول الأرض حاملة على متنها رواد الفضاء الذين يقضون أوقاتهم وفقاً لجدول محدد يشمل إجراء الأبحاث والتجارب في مختلف المجالات، والتواصل مع محطة التحكم الأرضية على مدار الساعة، إضافة إلى الأنشطة الأخرى التي تمثل جزءاً من الحياة اليومية على الأرض.

جدران النوم

وتضم محطة الفضاء 4 وحدات للنوم، وليس فيها أسّرة بالشكل الذي نعرفه، بل هي أكياس مثبتة بالجدران، حيث يثبت رائد الفضاء نفسه بطريقة محكمة حتى يستطيع أن ينام بشكل مستقر وأكثر تركيزاً، ويبتدئ صباح كل يوم عندما تضيء وحدة التحكم مصابيح المحطة، لينطلق في السادسة صباحاً منبه الاستيقاظ، حيث يتحرر رائد الفضاء من قيود فراشه، ثم يطفو داخل المركبة ليبدأ يومه الذي غالباً ما يكون الذهاب إلى الحمام، وهي عملية معقدة بالطبع، بالرغم من أن أنظمة المراحيض أصبحت أكثر تطوراً مقارنة بالرحلات الفضائية الأولى التي لم تكن تشمل أي وسائل راحة، فيما يعتبر وقت غسيل الأسنان تجربة أكثر صعوبة مما نتخيل، فليس هناك أحواض في المحطة لذلك يجب على رائد الفضاء ابتلاع غسول أسنانه، ولا يغتسل رواد الفضاء بالماء لكنهم يستخدمون مناديل مبللة خاصة، حتى أنهم يستخدمون شامبو جاف للشعر بدون استخدام الماء.

ويبدأ رائد الفضاء بعد ذلك بتجهيز الإفطار الذي يحتوي على أنواع مختلفة من الأطعمة، فهناك أطعمة يمكن تناولها بصورتها على الأرض مثل الفواكه، بينما هناك أطعمة أخرى تتطلب إضافة الماء إليها وتسخينها في فرن مخصص داخل المحطة، فيما يمكنهم إضافة التوابل والبهارات كيفما يشاؤون، وكذلك الكاتشب والفلفل والملح وغيرها، لكنها تكون في صورة سائلة بأكياس مخزنة لأن صورتها الصلبة قد تتسبب في أخطار على المحطة في ظل انعدام الجاذبية، وقد تتسبب في إتلاف لأجهزة أو سد فتحات التهوية أو أنها قد تدخل في أعين رواد الفضاء.

تناول الطعام

وتتأكد محطة الاستقبال على الأرض من تناول رواد الفضاء وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات والفيتامينات كما تمدهم بالسعرات الحرارية المطلوبة، بينما تأتي المشروبات مثل القهوة والشاي والعصائر في عبوات مثل الطعام، وبعد الانتهاء من تناول الطعام يتم إلقاء الأكياس في أماكن معينة وتجميعها وإعادتها للأرض للتخلص منها .

ويتم نقل الأطعمة الطازجة والفواكه إلى المحطة بصفة مستمرة بواسطة مركبات الشحن، ويجب تناول الأطعمة الطازجة في وقت محدد بعد وصولها لأنها تتعرض للتلف سريعاً خارج الغلاف الجوي للأرض، وبعد الانتهاء من الإفطار، يحين الوقت للاتصال بمركز التحكم للتعرف على جدول اليوم، وعادة ما يتضمن أعمال صيانة روتينية يجب القيام بها، وتختلف مهام الصيانة كل يوم، فهي تتراوح ما بين تنظيف وتعقيم الأسطح، والقيام بإصلاحات ضرورية للأجهزة.

ممارسة الرياضة

ويمارس رواد الفضاء الرياضة بشكل يومي، حيث يذهبون إلى الصالة الرياضية يومياً وتحتوي الصالة على أجهزة رياضية معقدة، فهي تتألف من جهاز مشي، ودراجة تمارين من دون مقعد، وأجهزة رفع أثقال من دون أثقال بالطبع، إذ يستخدمون أنابيب مفرغة من الهواء لإيجاد المقاومة، ولا تعتبر التمارين أمراً ثانوياً بل ضرورة ملحة، ففي الفضاء لا توجد جاذبية ويطفو البشر في الهواء طوال مدة تواجدهم في الفضاء مما يتسبب في ضمور العضلات نظراً لقلة استخدامها، ومن الضروري ممارسة الرياضة للحفاظ على قوة العضلات والحفاظ على قدرات المشي عند العودة إلى الأرض.

ويعمل كل فرد من طاقم المحطة في مهمة محددة وفقاً للجدول الموضوع له، لذلك لا يحظون بفرصة تناول الغداء في وقت واحد، حيث يتم توزيع وجبات الغداء ويتناولها رواد الفضاء بعد الانتهاء من مهامهم، وهذا باستثناء يوم الأحد، فهو الراحة الذي يستمتع فيه الطاقم بالاسترخاء وتناول الطعام مع بعضهم البعض.

اختبارات علمية

ويعتبر الهدف الرئيسي من محطة الفضاء الدولية هو توفير مختبر علمي فريد لإجراء مختلف التجارب والأبحاث العلمية الخاصة بالفضاء، حيث ويقضي رواد الفضاء جزءاً من يومهم في إجراء التجارب التي تتطلب انعدام الجاذبية مع اتباع الخطوات العلمية التي يضعها العلماء على الأرض، فيما تتألف محطة الفضاء من عدة مختبرات، حيث تمتلك روسيا وحدتين مصغرتين للأبحاث، وتمتلك الولايات المتحدة مختبر «ديستني»، بينما يدعى مختبر وكالة الفضاء الأوروبية كولومبوس، وأضافت اليابان مختبراً جديداً يدعى «كيبو»، ويحتوي على منصة تتيح إجراء التجارب خارج إطار المحطة.

الجاذبية

ويقوم رواد الفضاء بتجارب تشمل مختلف التخصصات على متن المحطة، بعضها يدرس تأثير انعدام الجاذبية على جسم الإنسان وعلى الجوانب الأخرى في حياتنا اليومية، كما يتم تنفيذ العديد من الدراسات على الطعام وإمكانية زراعة خضروات مثل الخس والفجل والبازلاء في حديقة المحطة، إضافة إلى الدراسات التي تركز على الأرض وتشمل دراسة وتحليل التغيرات التي تحدث لسواحل البحار والمحيطات، وكذلك المناطق الحضرية، ورصد ظواهر الطقس مثل العواصف والبرق وغيرها، وترتكز معظم الأبحاث والتجارب على رواد الفضاء أنفسهم، حيث يدرس العلماء تأثير بيئة الفضاء وانعدام الجاذبية على وظائف الجسم البشري على المدى الطويل وذلك لمساعدتهم في إيجاد حلول تحمي رواد الفضاء خلال الرحلات الفضائية المأهولة مثل رحلات استكشاف المريخ.

صيانة المحطة

ويقوم رواد الفضاء في المحطة بأعمال صيانة دورية للمحطة، وأحياناً يتوجب عليهم الخروج من المحطة لإصلاح الأعطال أو مواصلة أعمال الصيانة، وهذا هو الجزء الذي يدعى «المشي في الفضاء»، حيث تعد هذه المهمة من أكثر المهام تحدياً في المحطة، إلا أنها لا تخلو من المرح وروح المغامرة، وقبل خروج رائد الفضاء من المحطة، يجب أن يدرس كافة الخطوات بدقة شديدة لضمان تحقيق المستوى الأمثل للسلامة.

وقد يستغرق رائد الفضاء 4 ساعات لارتداء بدلة الفضاء ومراجعة قائمة السلامة التي تزيد على 100 صفحة، ولا يمكن الخروج من محطة الفضاء إلا بشكل ثنائي بحيث يساعد أحدهما الآخر في حالة حدوث مشكلة ما، وبمجرد الخروج من المحطة قد يقضي رواد الفضاء ما يصل إلى 8 ساعات في أعمال الصيانة اللازمة، ويتم تدريبهم على هذه العملية في أحواض سباحة مخصصة، وهي أشبه بالغوص في الأعماق، لذلك يشتمل برنامج الإعداد على الأرض تدريبات غوص وسباحة مكثفة، وبعد الانتهاء من قائمة الأعمال اليومية الطويلة، يستطيع رواد الفضاء الاسترخاء والقيام بما يحلو لهم، فالبعض يقوم بكتابة الرسائل الإلكترونية أو التحدث مع أصدقائهم وعائلاتهم عبر الهاتف، بينما يستغل آخرون الفرصة لمشاهدة البرامج أو الأفلام.

جدير بالذكر أن هزاع المنصوري يجري حالياً تدريبات مكثفة مع زميله سلطان النيادي ريثما يحين موعد رحلته إلى المحطة.

طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البيان الاماراتية ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البيان الاماراتية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق