اخبار الامارات اليوم العاجلة - علماء لـ«البيان»: علاج جماعي وحصن للمجتمعات

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

قال علماء اجتماع وعلم نفس غربيون إن إعلان دولة الإمارات عام 2019 عاماً للتسامح، وتنظيم مؤتمر عالمي «للإخوة الإنسانية» ودعوة رموز الدين الإسلامي والمسيحي في العالم لشرح ضرورة التسامح والتعايش والتآخي بين البشر لتحقيق السلام في العالم، حدث مهم لشرح المفاهيم الاجتماعية والإنسانية للرأي العام الدولي، وخاصة المفاهيم الفاصلة بين العقيدة وبين السلوك البشري والضوابط الاجتماعية التي تحكم عملية التعايش الإنساني والانسجام الاجتماعي، بالإضافة إلى مواجهة مرض التعصب بالحوار العقلاني، مع تعزيز أفكار «المساواة، والتعايش، والتآخي»، وتنظيم الإمارات لمؤتمر عالمي يجمع رموز دين «إسلامي ومسيحي» ومفكرين من مختلف دول العالم، هو بمثابة علاج جماعي وضمانة لسلام المجتمعات كون التعصب كارثة تعصف بالمجتمعات.

 

روح التسامح

وقال أستاذ علم الاجتماع في جامعة باريس- ديدرو، وعضو الأكاديمية الوطنية للعلوم وأكاديمية التكنولوجيا، جيرالد برونر، لـ«البيان»، إن التسامح من السلوكيات التي يسهل انتشارها في المجتمعات بقليل من التوعية والحملات المنظمة التي تبرز زوايا وأبعاد السلوك الإيجابية للجمهور، وانعكاسات هذا السلوك على المجتمع، لذلك فإن تبني الحكومات لروح التسامح ودعوة المجتمع للتحلي بروح التسامح هو أمر إيجابي وقاعدة حقيقية لبناء مجتمع صحي. وقد مارست دولة الإمارات حملات منظمة لبناء المجتمع ونشر السعادة والتفاؤل، وأثمرت عن نتائج جيدة جداً، وتعميم التجربة على مستوى العالم من خلال إعلان عام التسامح والدعوة لمؤتمر عالمي للتوعية بضرورة التسامح وقبول الآخر، والتعايش بين البشر، سوف يكون له انعكاسات مهمة على السلام والاستقرار في العالم، بشرط استمرار التوعية وتنظيم المزيد من المؤتمرات والفعاليات والورش التعليمية للشباب، وشرح المفاهيم الاجتماعية والإنسانية بحيادية وبشكل مبسط، وخاصة المفاهيم الفاصلة بين العقيدة وبين السلوك البشري والضوابط الاجتماعية التي تحكم عملية التعايش الإنساني والانسجام الاجتماعي، وهذا هو محور المبادرة الإماراتية لنشر روح التسامح ومواجهة التطرف والتنابذ والتصارع في هذا الكوكب.

 

الحوار هو الحل

من جهته، أكد عالم الاجتماع وعضو مجلس أمناء المركز الوطني للبحوث الاجتماعية، جان ماري تشارون، أن انتشار التنظيمات المتطرفة حول العالم وانتهاج العنف لفرض الأفكار على المجتمعات، ظاهرة اجتماعية خطيرة، أجمعت البحوث أن الحوار هو السبيل الوحيد لمواجهتها، على أن يكون الحوار مبنياً على قواعد واضحة ويشترط تأهل المتداخلين فيه بما يضمن تشريح الحقائق والمفاهيم من منطلق فهم حقيقي بتحديات المجتمعات وأزمات الحاضر، وهذا ما يتوفر في المؤتمر العالمي، بحضور قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وحضور أكثر من 700 شخصية دينية وفكرية حول العالم، وهو ما يعكس رؤية ثاقبة لقيادة دولة الإمارات.

وأضاف أن المؤتمر، ومبادرة عام التسامح بشكل عام، هي مبادرة مدروسة لتحقيق أهداف واضحة محددة، وهذه خطوة مهمة لمواجهة آفات تنهش المجتمعات و«أصبحنا اليوم نعاني من ظواهر العنصرية في أغلب الدول، في فرنسا مثلاً (الإسلاموفوبيا ونبذ المهاجرين) وفي ألمانيا أيضاً وفي إيطاليا، وفي الولايات المتحدة، وفي الشرق ظواهر مشابهة ضد الأقليات في بعض المناطق بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم، وهذا السلوك العدواني على مستوى العالم يجب أن يتغير، ولن يتغير إلا بتعميم روح التسامح والتعايش والتآخي، وهذا لن يحدث إلا بالتوعية والحوار، ومقارعة الأفكار بالأفكار، وهذا ما تفعله دولة الإمارات برؤية واعية لأهمية تحصين المجتمعات بالحوار».

 

كارثة التعصّب

وأكدت مديرة معهد علم النفس بباريس، إيزابيل جامباكي-أوبورغ، أن العنصرية سلوك إنساني مرضي، ينتج عن تبني أفكار تعزز فكرة التعالي أو العظمة، ومن ثم العدائية ضد الآخر، التي تصور نفس الإنسان المريض له أنه أقل في الرتبة الإنسانية، أو المنزلة الاجتماعية، أو الهوية الوطنية أو أي درجة ومرتبة، والعدوانية لدى الشخص المريض يحكمها مدى القبول الاجتماعي أو التشجيع المجتمعي سواء كان ظاهراً أو باطناً، من هنا تُحدد درجة العدوانية ومدى انتشار الظاهرة، لذلك فإن مواجهة هذا المرض أو الآفة تكون بالحوار، حوار عقلاني علمي يلمس مراكز «التعالي» لدى الشخص المريض، ويفكك مواطن العقد ويواجهها بسطحية الفكرة، مع تعزيز أفكار مثل «المساواة، والتعايش، والتآخي»، ومؤتمر عالمي يجمع رموز دين «إسلامي ومسيحي» ومفكرين من مختلف دول العالم، هو بمثابة علاج جماعي ووقاية أيضاً، وخطوة مهمة لسلام المجتمعات كون التعصب كارثة لو تعدت حدوداً معينة داخل المجتمع.

مواجهة التطرف

وأشار المحلل النفسي وأستاذ علم النفس المتخصص في علم الديناميكا النفسية، كريستوف ديجور، أن إعلان الإمارات «عام التسامح» وتنظيم مؤتمرات عالمية للتوعية بالتآخي والتعايش الإنساني، خطوة مهمة لغلق منافذ التطرف لعقول الشباب، فالأرقام التي تتناقلها وسائل الإعلام الدولية بصفة مستمرة حول تجنيد الشباب في المنظمات الإرهابية، وحوادث العنصرية والكراهية حول العالم، تؤكد أننا أمام إشكالية كبرى، أمام تصرفات تكاد تصل إلى درجة الظاهرة، وهذا يعني ضرورة التحرك الدولي لمواجهة «العنصرية» ونشر روح التسامح والتآخي والتعايش بين الناس داخل المجتمع الواحد أو المجتمعات المتجاورة، والمواجهة تكون بالحوار، وتفكيك التعصب في العقل والنفس البشرية، يكون بالحوار، وقتل مسببات الكراهية والميل للعنف في ذهن الإنسان يكون بتوضيح الجوانب الظلامية في هدا التصرف، والمؤتمر العالمي لحوار «الإخوة الإنسانية» خطوة علمية وعملية نحو هدف خلق مجتمعات مسالمة، وعالم يحكمه السلام والاستقرار.

طباعة Email Ùيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest جوجل + Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البيان الاماراتية ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البيان الاماراتية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق