اخر اخبار اليمن - لحج تنعي قائد اللواء الثالث حزم

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

ترجل القائد البطل العميد عمر سعيد الصبيحي ظهر اليوم السبت 7يناير 2017م في جبهة باب المندب ، وأناخ راحلته ليستريح بعد عقود من النضال والثبات والتحدي خاضها في ميادين الشرف والبطولة ، ليترك خلفة تاريخاً حافلاً بالمآثر والمواقف الخالدة نستقي منها الدروس والعضات والعبر .. لتضيء لنا دياجير أيامنا الحالكة .. ترجل الفارس وبقيت رايته مرتفعة خفاقة في سماء وطننا الحبيب.

 

القائد عمر سعيد الصبيحي أشهر من نار على علم ، قضى جل عمره يجوب ساحات الكرامة مدافعاً عن هوية شعب وقع فريسة للغدر والخيانة منذ اليوم الأول لإتفاقية الخطيئة التاريخية " الوحدة " ، التي ألقت بجنوبنا الحبيب ارضاً وإنساناً تحت نير احتلال هو الأسوأ عبر التاريخ قديمه وحديثه ، فكان الشهيد القائد في الصف الأول لركب الثوار الذين رسموا خارطة الخلاص مدافعاً صلباً ثابت المراس ، متحدياً كل صنوف البطش والتنكيل والمطاردات .. قاوم بشراسة في حرب الاجتياح الأولى ولم يترك ساحة القتال إلا مكرهاً حين تلاشت في الأفق كل ممكنات الثبات والبقاء في المتارس فترك ساحة المعركة الى حين .. ولكنه لم ينسحب من ساحة الحرب التي بقي يخوضها مع نخبة من الشرفاء سجالاً كر ً وفراً بإيمان مطلق بحتمية الخلاص والحرية من نير الإحتلال الذي اقتربت نهايته .

 

مضت السنون ملبدة بغيوم الأسى والقهر .. فضعفت همم الكثير من الرجال تحت ضغط الحاجة والعوز .. وانخرطوا بقلوب منكسرة في صفوف الوافد الغريب يعتصرون مرارة الهزيمة شقاء وذلاً.. حين صارت اليد الطولى قصيرة ، والعيون الثاقبة بصيرة ، لتضع مستقبل وطن خلف أفق يمتد سراباً ليس له حدود ، وحين ذاك كان الشهيد القائد رابطاً على بطنه حجر القناعة والثبات ، متسلحاً بقيم النبل والرجولة ، صامداً في وجه مآلات الكارثة الوطنية لا يتزعزع ، فلم تلوثه سياسة الترغيب والترهيب ، ولم تسقطه سياسة التجويع الإحتلالية الممنهجة في حضيرة الأتباع والمنافقين ، ومرت السنوات العجاف وشغاف قلبه مملوءة بيقين الحرية .والإنعتاق .. ترك الدنيا خلف ظهره ويمم بوجهه الباسم نحو ميادين المجد والكبرياء ولم ينحني .

 

مرت السنوات قاسية مغرقة بالمواجع والاحزان ، ولكنه لم يستسلم ولم يستكن ، ففي فؤاده جذوة الضمير الوطني تحترق وتضطرم تذكره مراراً وتكراراً بوطنه المحتل ، وحين دنت ساعة الحقيقة عام 2007م شد الرحال الى ميادين الثورة السلمية متسلحاً بقوة الحق لمواجه باطل القوة ، فكانت الكلمة بندقيته ورصاصته التي اربكت الغزاة.

 

لم يغب يوماً من ساحة الفعل الثوري السلمي الجنوبي كقائد ملهم لشباب الحراك الجنوبي ، وتعرض للتجويع والمطاردات والاعتقال ، وجرح برصاص الأمن المركزي وشج رأسه بهراواتهم القبيحة ، ولكنه لم ينحني.

 

ترأس الحراك السلمي في عدن وكان نعم القائد المخلص في الإقدام والمهابة .

 

وفي بداية حرب الإجتياح الثانية مارس 2015م ، لبى ندا الوطن وخرج حاملاً بندقيته بعد إنتظار طويل لتلك اللحظة التاريخية الفريدة .. ليلتئم حوله أبطال المقاومة الجنوبية وشبابها المكافح.. مفتتحاً جبهة صلاح الدين التي قادها بحنكة المؤمن الصادق بالوعد ، تلك الجبهة التي صمدت في وجه الغزاة صمود الجبال لتصبح فيما بعد منصة ونقطة انطلاق المواكب الزاحفة لتحرير المدن الجنوبية قاطبة.

 

وبعد تحرير عدن ولحح والعند ووصلت طلائع المقاومة الجنوبية الى حدود الشريجة بتعز ، ومن ثم تحرير باب المندب .. عاد المحارب العنيد ليستريح لبعض الوقت ، ولكنها إستراحة محارب ، فقد دعاه التحالف لقيادة اللواء الثالث حزم فلبى نداء الواجب ، وذهب مع رجالة ليسد الثغور المهددة بالإقتحام في جبهة كهبوب وباب المندب ، ورابط هناك تاركاً خلفه نعيم العيش والهدوء.والسكينة.. ليقترب من القذائف وحقول الألغام وازيز الرصاص ، غير آبه بالموت الذي كان يطلبه حثيثا حتى نال شرف الشهادة مقبلاً بوجهه.الباسم البشوش واقفاً بشرف كالأشجار .

 

استشهد القائد الإنسان .. صاحب القيم النبيلة التي لو وزعت على القوم لكفتهم.. استشهد احب الرجال وأصدقهم شكيمة ووفاء ..

 

عشت حراً شريفاً مقداماً شهد لك العدو قبل الصديق .. واستشهدت في ساحة الكرامة بطلاً مقداماً حرا كريماً وانت تفدي تراب وطنك بحياتك التي عشتها عشقاً وشغفاً فيه .. لتصدق الوعد وتترجل وقد حققت حلم الملايين بحرية ثمنها غال ومطلبها عزيز.

 

رحمك الله ايها الشهيد واسكنك فسيح الجنان ، وألهمنا من بعدك وإخوتنا أبناء الشهيد الشيخ وضاح عمر الصبيحي وكل ابناءه وأقاربه ومحبيه..الصبر والسلوان سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح الجنان.

 

( إنا لله وإنا إليه راجعون)

 

مكتب الإعلام م/ لحج.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن لنج ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن لنج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق