اخبار اليمن : بعد تضارب الأحداث والصراع.. 2016 عام من المآسي على جميع الأصعدة فهل سيتكرر؟؟

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

الأحد 01 يناير 2017 11:42 صباحاً
الغد/ عدن/ خاص:

بعد ما يقارب العامين على الحرب الغاشمة التي حدثت في عدن والمحافظات الجنوبية, شهدت هذه المناطق صراعا من نوع آخر وذو أطراف معروفة وإن كانت خفية ودخلت منعطفا مأساويا أسبابه سياسية واقتصادية وخدمية وقطاعات شتى, استغلت حالة الفوضى والعبث الناتجة عن الحرب في نشر أفكار التطرف والطائفية وزرع براثن الفتن والانتماءات السياسية المختلفة، ولم يخلو قطاع  كالصحة والتعليم وغيرها من كم هائل من التراجع وتدهور مستوى ولا خدمة كالكهرباء والماء من الرداءة والفساد الإداري والتقاعس في ايجاد الحلول.

كل هذا خلف أزمات وإن كانت مفتعلة انعكست سلبا على حياة المواطنين وادخلتهم نفقا مظلما لم يعرفوا سبل الخروج منه , فمشاكل البريد والمشتقات النفطية وغلاء الاسعار جعل المناطق المحررة تدخل حربا جديدة والصراع معها للتغلب عليها كسابقتها.

ورغم التغييرات التي حصلت لمختلف الادارات والاقسام والمؤسسات وعمليات الغربة في المناصب الا انها احدثت حالة من التوتر والترقب لكيفية سير الاحداث من كل هذه الظروف الصعبة.

عام كان أوله فوضى وأوسطه أزمة وأخره غصة بتوديع عدد من أفراد الجيش اللذين كانوا ضحية الارهاب الذي حل ضيفا ثقيلا زار منزل العام المنصرم، ولم يخرج منه الا بحصد الكثير من الارواح البريئة , وفي انتهاء العام ترفع امنيات المواطنين الى السماء علها تجد عدالتها التي فقدت على الارض , ويظل هاجس الخوف والرعب ينغص على الناس عيشتهم ويقلق منامهم من أن يكرر نفس سيناريو الأحداث وتكون السنة القادمة كمثيلتها الماضية كتلة من الألم والهم الذي لا تعرف نهايته.

الصعيد السياسي :

حمل العام الماضي في طياته الكثير من الوقائع والاحداث السياسية كان ابرزها سلسلة من الاغتيالات طالت عدد من المواطنين ورجال الشرطة وائمة مساجد وبعض الشخصيات القيادية والبارزة في المجتمع , وحصيلة انفجارات كان آخرها العمل الاجرامي على معسكر الصولبان والذي سبقه تفجيرات وعمليات ارهابية في انحاء متفرقة من مديريات عدن ومناطق من المحافظات الجنوبية المحاذية لها , ناهيك عن القرارات السياسية الصادرة عن الرئاسة بتبادل في المناصب أو تغييرها والتي جعلت كلا منها يحمل الآخر مسؤولية ما يحدث.

اضافة الى التذبذب الامني الذي كان يشتعل تارة بمحلة اعتقالات لكبار العناصر الارهابية او المشتبه بهم وتارة اخرى يتزعزع ولا يتمكن من ضبط الوضع والسيطرة عليه.

الاشتباكات التي كانت تحصل بين الفينة والاخرى ادت الى اعلان حالة الطوارئ في بعض الاحيان وجعلت المواطنين يعيشون الخوف بكافة تفاصيله وترقب يصحبه حذر من أن يكون اي فرد منهم هو ضحية الاحداث والصراع السياسي الحاصل حوله لذلك كان يتخذ الاحتفالات والفعاليات الجنوبية ستارا يختبئ خلفه من واقعه المر املا في تحقيق مراده بنيل الاستقلال المنشود والذي اصبح تيارا تلاعبه امواج السياسة ورياح صناع القرار.

فهل سيجد العام الجديد برا يرسى عليه ويستقر الوضع السياسي؟؟ هذا ما يأمله الجميع.

الصعيد الاقتصادي :

شهد العام الماضي ازمة اقتصادية خانقة سببها ارتفاع العملة وتحديدا () الذي ادى الى ارتفاع كل سلعة او منتج في السوق والتجارة , ولم تسلم المواد الغذائية من هذا الارتفاع فكانت هي الأخرى عصية على المواطن البسيط الذي يتلقى الأزمات واحدة تلو الأخرى.

هذا الارتفاع صاحبه رفع اسعار المشتقات النفطية بشكل جنوني وزيادة في المواصلات واحداث طوابير طويلة أمام محطات البترول ومحلات بيع الغاز المنزلي واحيانا كثيرة كان ينتهي بعودة المواطن بخفي حنين وحسرات لعدم الحصول على مراده.

ضعف حركة الميناء من صادرات وواردات نتيجة الصراع الدائر في المنطقة وتأخر افتتاح مطار عدن رغم نقل العاصمة اليها وغياب الاستثمارات التي كانت تنعش عدن وتحرك وتيرتها الاقتصادية وانخفاض ميزانية المصانع التشغيلية احدث ارباكا تجاريا على مستوى عالي واضطرابا اقتصاديا حاول الكثيرون معالجته بشتى الطرق والوسائل حتى يتفادوا انتكاسة مفاجأة في عالم الاقتصاد وعادت الأمور في بعض المرافق والمؤسسات لكن يصحبه صراع مع الوقت وبذل كافة الجهود للحفاظ عليه وتطويره في العام المقبل.

الصعيد الصحي والتعليمي :

مع خروج الحرب تركت عميقة في كل قطاع للمناطق التي كانت فيها وكان القطاع الصحي له نصيب الأسد منها فحمى الضنك التي فتكت بمعظم الموطنين في الحرب لم تنتهي واستمرت في حصد الارواح في المستشفيات لضعف الامكانيات ورغم محاولات جمعيات عدة من القيام بعمليات دعم واغاثة اولها جمعية الهلال الاحمر الاماراتي ومنظمة الصحة الا ان سرعان ما ظهر مرض جديد سبب رعب بين المواطنين فما يعرف بالكوليرا واكتشاف حالات في أكثر من محافظة كان تحديا كبيرا خاضته اطراف عدة في الصحة والمجتمع للتغلب عليه حتى وإن كان البعض يرجع أنه مرض مفتعل لإدخال الناس في غفوة ينسوا بها اخطاء الساسة والوضع الصعب الذي يتفاقم , صحيح أنه تم التغلب على المرض لكن المستشفيات والمراكز الصحية والمرضى ما زالوا داخل دائرة الخطر بسبب تدهور مستوى الصحة بشكل عام.

قطاع التعليم لم يكن هو الآخر خارج الحسابات بل كان في وسط الطوفان الكبير الحاصل في البلاد فالنقص في عدد المدرسين في المدارس الابتدائية والثانوية وحتى الجامعات القى بظلاله على العملية التعليمية فأصبحت خاوية على عروشها فتكثيف الدراسة أو حتى غيابها جعل الطلاب يشعرون بحالة من الكآبة وخاصة بعد أزمة الكتاب المدرسي الذي عصفت بمختلف المدارس.

ويظل الوضع غير منظم وعشوائي في التعليم على امل صدور قرارات جديدة الصادرة من وزارة التربية والتعليم أو مكاتبها المنتشرة في عدة محافظات للعودة بوتيرة التعليم كالسابق وتفادي اخفاقات الماضي والرقي به خطوة بخطوة في العام الجديد.

صعيد الخدمات :

الخدمات هي الأخرى كانت في صدارة قائمة المعاناة في 2016م فالكهرباء فترة الصيف لعبت دورا اجراميا في تعذيب المواطنين وإن استقرت عند حلول الشتاء الا ان انذارات مؤسسة الكهرباء وشركة مصافي عدن من نفاذ الديزل في عدة مرات والاضرابات التي صحبته من عمالها جعلنا ندرك أنه من المحتمل ان يكون العام القادم أسوا من ذي قبل وأن المعاناة ستستمر تزامنا مع مشكلة المياه التي تشكل هي الأخرى طفرة كبيرة جعلت الناس يركضون في سبيل الحصول على الماء اينما وجد حتى وأن كان بعيدا عن مساكنهم أو ينتظرون متى سيفتح وما الذي سيفعلوه في حال لم يصل فهل ستعود المياه لمجاريها في عامنا الجديد ؟؟

هذا ما يأمله كل فرد الذي لم ينسى تردي هذه الخدمتان الرئيسيتان ليقع في حفرة الرواتب التي نصبت له , فعدم توفير الحكومة للسيولة الكاملة ونهب المليشيات وجيش المخلوع صالح لأموال الدولة جاءت بقرار نقل البنك المركزي الى عدن والذي استبشر به مواطنوها خيرا وظنوا أن كابوس الراتب سينتهي , لكن الفساد الحاصل في مكاتب البريد وسمسرة بعض موظفيه ووصول السيولة بجرعات متفرقة ومبالغ بسيطة خلق ازمة لم ولن يكن يتخيلها المواطن الذي وجد نفسة اشهر متتالية لا يملك ريالا واحدا اضافة الى ديونه التي اصبحا حملا ثقيلا عليه ليقف امام مكاتب البريد املا في فتح ابوابه او حتى نوافذه ليستلم حقه البسيط الذي ظل سنوات عدة يخدم وطنه ومجال عمله دون كلل , ليصدم بواقع مؤلم مفاده ان راتبه لن يأتي الا بعد عذاب طويل وانتظار اطول.

ولا تزال الخدمات في تذبذب بين تحسن بسيط واستياء أكبر على أمل معالجتها من قبل حكومتنا الموقرة وادخالها من ضمن اولوياتها في العام 2017م.

هذا ما حصدته سنة ال2016 من أحداث ووقائع ونتائج على مختلف الأصعدة عام كان مليئا بالتسارع والإثارة واختطت فيه المشاعر بين فرح وحزن  وتحسن وتدهور في مختلف المجالات حتى وأن تذكر كالرياضة والثقافة والسياحة وغيرها الا انها ايضا عانت كثيرا وما زالت تعاني

ودخول المجتمع في المحافظات المحررة منحدرا صعبا لا تعرف هل ستتخطاه أم انها بحاجة لسنوات تعيد فيها ترتيب حساباتها وتعيد ترتيب اوراقها التي بعثرت هنا وهناك وجعل العام القادم بداية المشوار الذي تسعى فيه لحل كل مشاكلها وأزماتها والوصول للاستقرار والأمن التي لطالما حلمت به.

تقرير/ دنيا حسين فرحان:





.


preload.gif

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق