اخبار اليمن - بين ترحيب مؤيديه وهجوم معارضية.. بيان المجلس الانتـقالي يهز الساحة اليـمنية

لقي إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، والقاضي بفك الارتباط بـ”الشرعية” وحكومتها، ردود فعل متباينة، بين من رآه قرارًا صائبًا فرضته الظروف السيئة في الجنوب، في حين عدّه آخرون خروجًا على الشرعية وانقلابًا متكامل الأركان على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بينما اكتفى رئيس الحكومة اليمنية بالتحذير من “أعمال الشغب”.

وتفاعل عشرات اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي مع البيان الذي أصدره الانتقالي الجنوبي امس الأربعاء، والقاضي بإعلان كافة محافظات جنوب اليمن “منكوبة”، إضافة إلى دعوته لـ”انتفاضة شعبية سلمية تزيل كل العناء”، وتحافظ على الممتلكات العامة والخاصة.

وثمّن أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي، مضامين البيان، مؤكدين أنه جاء في وقت تعيش فيه المدن المحررة أزمة اقتصادية خانقة، وصلت حد انتشار المجاعة في بعض مناطق جنوب اليمن.

وذهب البعض إلى اعتبار أن البيان حدد خارطة طريق سياسية لشعب الجنوب لا مكان فيها لـ”أنصاف الحلول”، وكتب أحدهم، يقول “البيان يوضح جملة الأهداف الاستراتيجية التي حان الوقت لتنفيذها، ويحدد المهام والأهداف، ويؤكد أنه لا مجال للخيارات الرمادية، فإما أن نكون مع مشروعنا الوطني المتمثل في الاستقلال، وإما أن نقبل البقاء رهينة سلوك حكومة فاسدة لن تهدينا إلا العذاب والإذلال والموت”.

ومن جانبه، اعتبر “ابن الذيب الخليفي”، أن “بيان المجلس الانتقالي الجنوبي واضح وقوي وخرج من المنطقه الرمادية وجعل بقية الجنوبيين المتدنبعة بالشرعية في زاوية إما مع شعب الجنوب أو ضده.. آلية تنفيذ البيان على الشعب الجنوبي والخروج لإسقاط الشرعية برمتها وسيتكفل المجلس بحمايتها عسكريًا وتمثيله سياسيًا حتى النصر”.

أما المحامي يحي غالب، فأكد أن “بيان المجلس الانتقالي الجنوبي يعتبر تدخلًا اضطراريًا وجوبيًا لإنقاذ شعب الجنوب وكواجب أخلاقي على الانتقالي.. عبرت مفردات البيان عن مشروعية التدخل للمجلس المنبثق من التفويض الشعبي..البيان عبارة عن مرافعة سياسية وقانونية دفاعًا عن شعب الجنوب جاءت في وقتها”.

فرد عليه الكاتب “هاني مسهور”، بقوله “المجلس الانتقالي أمام اختبار حقيقي بإدارة الجنوب سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا في ظرف استثنائي تتوغل فيه أذرع قطر الإرهابية”.

إعلان تمرد

ورغم موجة التأييد والاتيارح التي قابل بها الجنوبيون إعلان مجلسهم الانتقالي، إلا أن هناك بعض الأطراف التي لم تر في البيان أكثر من “إعلان تمرد”، وفق تعبير القيادي الحوثي المنشق علي البخيتي، الذي علّق قائلًا “بيان المجلس الانتقالي الجنوبي إعلان انقلاب كامل الأركان مشابه للإعلان الدستوري الذي أصدره #الحوثيون“.

وتابع البخيتي؛ “كما أن الدعوة للتمرد المسلح والسيطرة على المؤسسات الحكومية وبالأخص الايرادية، يعد عملًا خطيرًا سيؤدي إلى حرب داخل المحافظات الجنوبية وسيل من الدماء وفوضى عارمة”، وهو ما ردت عليه الناشطة “حنان محمد فارع”، بقولها “المجلس الانتقالي الجنوبي سيبقى الرقم الصعب في زمن التنازلات والتناقضات، لأنه يمثل قضية شعب ووطن منهوب ومحاولة النيل منه حمق وسفاهة عقل”.

بدوره، علّق مغرد يطلق على نفسه “سياسي سعودي”، على بيان المجلس، وكتب يقول “كنا وما زلنا نقول للمجلس الانتقالي إنكم أحرار ولكم الحق في المطالبة في استقلال الجنوب كما فعلت كثير من الدولة المتحضرة والديمقراطية”.

قبل أن يستدرك “ولكن في هذا التوقيت والتحالف والجيش منشغل بتحرير الحديدة ما هو إلا إساءة وتشتيت لمهمتهم. ويعتبر انقلاب غير حضاري لأنكم لم تنتزعوه بالحوار”.

بن دغر يحذر من الشغب وفي أول تعلق رسمي، من الحكومة اليمنية، على البيان الصادر عن المجلس الانتقالي، حذر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، من “أي أعمال شغب من شأنها الإضرار بأمن الوطن ووحدته، وأمن وسلامة المواطن اليمني”.

ودعا بن دغر في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر” نشرها مساء امس، “لكل الجماهير إلى رفض كل دعوات الفوضى والتمزق والتقسيم، والأعمال التخريبية والفوضية والدعوات المناطقية، التي يدعو لها البعض لتقويض الدولة ومساعي تطبيع الحياة”.

يذكر أن بيان المجلس الانتقالي الجنوبي، جاء في وقت تشهد فيه مدن الجنوب اليمني، وتحديدًا العاصمة المؤقتة عدن اعتصامات وتظاهرات، احتجاجًا على انهيار العملة، وغلاء المعيشة.

ويرفض الجنوبيون تشويه تحركاتهم الشعبية ويتهمون الحكومة بالفساد، وغرد الكاتب هاني مسهور ردًّا على وصف بيان “الانتقالي الجنوبي بالانقلاب”، قائلًا “بل هو انحياز لمعاناة ملايين من المعدمين الذين تم تجويعهم وافقارهم لابتزاز الجنوب سياسيًا”.

ويقول الجنوبيون إنهم الوحيدون الذين حققوا المكاسب للشرعية من خلال الانتصارات المشهودة في الجبهات، رافضين التنكر لهذه الجهود ومطالبين التحالف العربي بالدعم والإنصاف لتحقيق أملهم بالانفصال واستعادة دولتهم المنشودة.