٧ يوليو .. اليوم الذي اكتملت فيه خيوط المؤامرة وكتب الشمال آخر فصول الوحدة

السابع من يوليو، اليوم الأسود، والذكرى الأشد ألماً وقتامة ومأساوية، في الذاكرة الجمعية الجنوبية، والحدث الذي لا يكاد يمرّ في كل عام إلاّ وينكئ في قلوب الجنوبيين الكثير من الجراح والآلام، التي لحقت بشعب الجنوب بفعل ممارساتٍ همجية وأدت أحلامه، ودمرت دولته، وأعادته عقوداً طويلة إلى الخلف.

في مثل هذا اليوم من العام ٩٤م، اكتملت خيوط المؤامرة، وكتبت آخر فصول المأساة، عندما دنست أقدام تتار العصر، وجحافل التخلف، من عسكر وقبائل اليمن، مدعومين بالمجاميع الارهابية العائدة من أفغانستان ،تراب الجنوب الطاهر، لتدخل شعبه في نفق مظلم لم يخرج منه حتى اليوم.

بعد سبعين يوما من الحرب الظالمة، وانهاك المقاومة والصمود الجنوبي، دخلت الحشود الضخمة من القوات اليمنية الجنوب ، تحمل في جنازير دباباتها أشلاء آلاف الضحايا، ومخلفة دماً ودمارا طال كل شيء .. كل شيء ولم يترك بشرا ولا حجراً.

بوجوه كالحة تكسوها سحنة الإرهاب وتقدح من عيونها شرارات الحقد على الجنوب ارضاً وانسانا اتممت قوات الاحتلال اليمني مسنودة بالعرب الافغان انتشارها في العاصمة عدن، معلنة ادخال الجنوب وشعبه زمناً طويلا من الظلم والقهر والسلب والنهب الذي طال الانسان والممتلكات .

نظام صنعاء كرّس ثقافة النهب والسلب والبسط والتعدي على حقوق الآخرين كما دمر المصانع والمؤسسات و أقصى الكوادر الجنوبية من مختلف المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية و استنزف ثروات الجنوب لمصالح شخصية.

لم يكن السلب والنهب والقتل وحدها عناوين مرحلة مابعد احتلال الجنوب، بل شملت تدمير الانسان والهوية واشاعة الجهل وثقافة التخلف والتطرف والارهاب، والقضاء على كل ما كان سائدا من روح الدولة المدنية التي اعتاد عليها الجنوبيون.

عملت منظومة دولة الاحتلال منذ يوليو ٩٤ جاهدة باتجاه التأثير على الثقافة المدنية الجنوبية باعادة احياء الثارات والافكار القبلية التي تجاوزها الجنوبيون، كما سخرت مبالغ وجهود كبيرة للعمل على تمزيق النسيج الجنوبي لضمان استمرار بقاء الاحتلال، وفوق ذلك كانت هناك ممارسات ممنهجة لتحريف التاريخ وتزويره وتدمير المعالم والموروث الحضاري والثقافة الجنوبية.

وفي 7 يوليو 2007م أستطاع شعب الجنوب بإرادته الفولاذية ان يجعل من ذكرى احتلال الجنوب يوماً لانطلاقة مسيرة الحراك الجنوبي السلمي.

وختاما وفي في يوم الأرض نجدد العهد لشهداء الدفاع عن ارضنا ونستذكر تضحياتهم ونؤكد باننا على طريقهم ماضون .