دعرة بنت سعيد.. أرعبت الجيش البريطاني فرصد 100ألف شلن للقبض عليها

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

هي المناضلة مريم بنت سعيد ثابت لعضب، واسمها الحركي في الكفاح المسلح (دعرة)، وكانت تدعى أيضا بـ(دعرة القطيبي).

عضو قيادة جيش التحرير في منطقة ردفان وأحد رموز (ثورة 14 أكتوبر) التي انطلقت ضد المستعمر البريطاني في .

“دعرة” المرأة الفدائية التي أرعبت الجيش البريطاني ولدت في العام 1928م بمنطقة شعب الديوان بمديرية ردفان ، عاشت طفولة قاسية وغير مستقرة بسبب الحملات المتوالية على قريتها من قبل سلطات الاحتلال البريطاني، وتفتح وعيُّها على سلسلة من حوادث القتل التي تعرض لها عدد من رجال قريتها، ولما رأت أن ملابسها النسائية تحول دون انضمامها إلى الثوار؛ استبدلتها بملابس رجالية، وانضمت إلى الثوار مقاتلة معهم في جبال (ردفان.(

خاضت معارك عديدة ضد الاستعمار منذ انتفاضة القبائل عام 1956م و1957م.

كانت تضع الألغام في طريق مرور السيارات البريطانية وتهجم عليهم بالرصاص والقنابل اليدوية.

رصدت القوات البريطانية عبر إذاعة لندن جائزة قدرها مائة ألف شلن لمن يدلي بمعلومات عنها.

خاضت المعارك في الصفوف الأولى جنباً إلى جنب في قيادة ثورة ردفان مع الشيخ غالب راجح لبوزة.

كانت بداية العلاقة الحميمية بين دعرة وسلاحها في العام 1940م حينما شاركت في انتفاضة الحمراء خفية عن أبيها الذي ما أن اكتشف شجاعتها ومهارتها في استخدام السلاح وحجّتها القوية بضرورة الثورة والمقاومة حتى كان أول الواقفين الى جوارها والمساندين لها، إذ اشترى لها سلاحاً من نوع (فرنساوي)، ثم جاءت مشاركتها المشرفة في انتفاضة عام 1956م التي أسقطت فيها طائرة هيلوكبتر تابعة للقوات البريطانية في الحبيلين، وهي الانتفاضة التي اعتقلت على إثرها دعرة بعد إصابتها وتمكنت من الهروب من المعتقل فيما بعد بفترة قصيرة، كما شاركت في انتفاضة عام 1957م.

شاركت في الحرب ضد حكم الإمامة في شمال عام1962م، كانت دعرة ضمن الثوار واشتركت في عدد من المعارك في منطقة (المحابشة) في محافظة ، وفي بلاد (خولان)، وفي بلاد (بني حشيش) بصنعاء وفي صرواح.

(دعرة) شهرتها سبقتها إلى القاهرة، فكرّ الرئيس المصري جمال عبدالناصر ومنحها رتبة ملازم أول وأهداها بندقية عرفانًا بالدور الذي قامت به في الثورة لمواقفها وشجاعتها ودورها النضالي في صنع تاريخ جسّدت فيه دور المرأة في الدفاع عن أرضها ودينها.

وعقب اندلاع ثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب عادت من مدينة إلى جبال (ردفان)، وظلت مدة أربع سنوات؛ تشترك في معارك عديدة في عدد من المناطق حتى إعلان جمهورية اليمن الجنوبية.

لُقِّبت بـ(بطلة الثورتين)ومنحت وسام الاستقلال من الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، وقبل ذلك كرمت من الرئيس سالمين، ومنحت عددًا من الأوسمة والشهادات التقديرية؛ ومنها: ميدالية مناضلي (حرب التحرير)، ووسام ثورة (14 أكتوبر)، ووسام جرحى الحرب. ثم منحت رتبة (عقيد).

وكرمت من قبل منتدى الشقائق العربي في عام 2000م ونالت الكثير من التكريمات والأوسمة.

إنها واحدة من النساء النادرات اللواتي قدمن عملاً بطولياً في القرن الماضي الـ 21 وذكرهن التاريخ ليتحدث عنهن جيل بعد جيل، من بوابة ردفان الجنوب.

ساهمت في الدفاع عن تراب الوطن المقدس ووقفت إلى جانب أخيها الرجل في الكفاح المسلح في جبهات القتال.

دعرة عرفت بالمرأة الفولاذية والمقاتلة العنيدة لبست ملابس الرجال وعشقت هواية زراعة القنابل والألغام فأقلقت المستعمر الأجنبي.

إنها ليست مجرد امرأة بل مناضلة عنيفة عنيدة، كان همها هو طرد المستعمر الأجنبي من بلادها، فسطع نجمها على المستوى المحلي والعربي حتى غدت نجما وقائدا أسطوريا تتسابق الصحافة العربية في تناول قصة نضالها، فقالت عنها إحدى الصحف المصرية في ستينات القرن الماضي: “ضربت بتقاليد بلدها عرض الحائط، تركت الحجاب الذي كان يخفي وجهها.. حلقت شعرها «زيرو» وارتدت ملابس الرجال ووضعت في وسطها الخنجر وعلقت على كتفها البندقية، وقبل أن تخرج من باب بيتها في ردفان سألتها أمها إلى أين؟ فأجابت وهي تصوب طلقة في الفضاء: “سأنضم إلى الثوا.. سأحارب الإنجليز”.

“دعرة” وبعد والديها تحمّلت مسئولية الاهتمام بأفراد عائلتها، وهي مهمة إنسانية حدثت في ظروف عصيبة آنذاك، سخّرت كل عمرها في خدمة عائلتها ووطنها وقلّ ما تجد نساءً في هذا الزمان يفعلن ذلك، وحرمت نفسها الزواج وتوفيت دون أن تتزوج، لانشغالها العظيم في مهمة تنشئة أفراد عائلتها.

وكانت تقول: لا أعراس ولا أفراح إلا بعد الاستقلال” وقضت ما تبقى من عمرها في الدفاع عن وطنها في سهول ووديان وجبال الوطن.

دعرة القطيبي لم تكن تطمح لحصد المال أو التجارة والكسب الخاص، كان طموحها وطناً حراً ومستقلاً يعيش فيه الجيل القادم مرفوع الرأس بأمان واطمئنان.

توفت المناضلة البطلة الثائرة في دعرة في 25 أغسطس عام 2002م إثر مرض عضال في منزلها بمدينة الشعب بالعاصمة ، ودفنت في مقبرة الحمراء بالجدعاء بردفان.

العديد من الكتاب المحليون والعرب والأجانب كتبوا عن مواقف وشجاعة هذا المرأة رحمها الله تعالى، والذين وصفوا شجاعتها بـ(النادرة).

 

 


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن 24 ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق