اخبار اليمن مباشر | إرثها التاريخي والآثري مهدد بالإنقراض.. عدن تستغيث فمن يغيثها ؟

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
معالم التاريخية والآثرية وإرثها الثقافي كانت إحدى أهم المواقع التي تعرضت لعمليات النهب والبسط العشوائي منذ سنوات طويلة خلت ، لكن إزدادت وتيرة تلك الأعمال التي لا يمكن أن نحصرها جميعا بأنها عشوائية ، بل أن هناك عمليات طمس ونهب ممنهج تم خلال السنوات التي اعقبت حرب عام 1994 .

تتميز مدينة عدن منذ القدم بموقعها الجغرافي المتميز ومواردها العديدة و بمعالمها الاثرية وثقافاتها المتعددة وتسامحها الديني وتعدد الأجناس فيها ، وجميع تلك الصفات تعرف بالموروث الثراتي والثقافي والإجتماعي لعدن ، وهو الأمر الذي ساعد بالنهوض بعدن وتميزها وريادتها في جميع المجالات .

كل ذلك فتح شهية الطامعين والغزاة والناهبين والباسطين عليها وعلى اراضيها خلال السنوات الماضية ، ولكن إزدادت وتيرة ذلك عقب حرب 2015 ، وهي المرحلة التي يمكن وصفها بأنها أسوء المراحل التاريخية للمدينة الساحلية الجنوبية الخلابة .

وفي هذا التقرير سلطت عدن تايم الضوء على المعالم والتاريخية والآثرية لعدن والتي تكاد أن تنقرض نهائياً اذا ماتم الإسراع في إنقاذها والحفاظ على ما تبقى منها ، في ظل حملات شعواء لم تترك لهذه المدينة شيئاً من تاريخها الساحر ليفاخر به أبناءها مستقبلاً .

مابعد 2015

يقول الناشط الحقوقي ورئيس مركز ثرات عدن وديع علي أمان في حديث خاص لعدن تايم أن : "عمليات البسط والنهب على أراضي ومعالم عدن ازدادت وتيرتها منذ مابعد تحرير عدن في 2015 ، وأن أبرز عمليات البسط والبناء العشوائي التي نفذت كانت من نصيب صهاريج عدن ومنطقة أحواض الملح (المملاح) ، يليهما زحف البناء العشوائي أسفل باب عدن التاريخي وغيرها الكثير سنذكرها لاحقاً".

وعن الأسباب أضاف : "الأسباب كثيرة وأهمها: غياب الوعي لدى المواطن ، غياب الدولة ، غياب دور محافظ عدن ،غياب دور وزارة الثقافة ، غياب دور هيئة الآثار والمتاحف ، غياب دور السلطة المحلية بمديرية صيرة ، ضعف دور منظمات المجتمع المدني بعدن ، غياب دور منظمة التراث العالمي (يونسكو)".

أصحاب الكراسي يقفون خلفها

وبشأن من يقف وراء تلك الحملات ، أوضح أمان : "لا شك بأنه هناك جهة (...) تقف خلف تغذية هذا الموضوع وإستفحاله، وقد بات الأمر جلياً بأن تلك الجهة (..) قد جندت بعض أنصارها لإنجاز المهمة، وهؤلاء الأنصار ليسوا من فئة المواطنين البسطاء بل هم من فئة أصحاب (الكراسي) !!".

وتحدث وديع عن أهم وأبرز تلك المعالم التاريخية والآثرية بعدن التي تعرضت لعمليات طمس وبسط ونهب خلال السنوات الماضية ومازالت حتى اليوم ، إذ قال : "القائمة طويلة وسأوجز هنا بعض المواقع والمعالم الأثرية والأعيان الثقافية التي تعرضت لإعتداءات متفاوتة، مثل:

_ سور مدينة عدن التاريخي في هضبة جبل شمسان _ إقتلاع أحجار السور لإستخدامها في بناء أساسات منازل عشوائية أعلى هضبة جبل شمسان.
_ صهاريج عدن _ بسط وبناء عشوائي
أحواض الملح _ بسط وبناء عشوائي
_ باب عدن _ زحف البناء العشوائي
_ قلعة صيرة _ أعمال تخريبية والعبث بإضاءتها وبناء عشوائي أسفل جبل القلعة، وسقوط مدفع تاريخي من اعلى القلعة إلى البحر خلف جبل قلعة صيرة، ولازلت أحاول الترتيب مع بعض الجهات لإنتشاله من البحر وترميمه وإعادته إلى موقعه الطبيعي في قلعة صيرة.
_ ساعة ليتل بن _ زحف البناء العشوائي
_ برج الصمت _ بسط وبناء عشوائي
_ صهريج البادري _ طمس وبسط وبناء عشوائي.
_ كهوف البوميس _ بسط ومحاولة البناء العشوائي عليها وتحويل بعض من تلك الكهوف إلى مستوعبات لتصريف مياه المجاري.
_ حصن قفل _ تخريب وإهمال وتحويل جزء منه إلى سكن.
_ متحف الصهاريج_ بسط وتحويله الى مسكن.
_ المتحف الحربي _ تم صرف جزء من المبنى لأحد المواطنين كمحل تجاري.
_ الكنائس _ تعرضت للإحراق المتعمد.
_ المعابد الهندوسية_ تعرض معظمها للتخريب والتدمير المتعمد.
_ معبد اليهود (نجمة إبراهيم) _ تعرض للهدم والإزالة وتم بناء مركز تجاري على انقاضه في عهد دولة الوحدة.
_ قصر السلطان العبدلي _ تعرض لإصابات مباشرة بالأعيرة والمقذوفات النارية خلال الحرب وخلال أحداث عدن 28 يناير 2018.
_ منارة عدن التاريخية _ أصيبت ببعض الأعيرة النارية خلال أحداث عدن في 7 أغسطس 2019".

الإنتقالي يقف الى جانبنا

وأكد أمان بأنه كناشط حقوقي ومعه الكثير من المحبين لعدن ، قد "أقمنا العديد من الوقفات الاحتجاجية السلمية خلال الأربعة اعوام الماضية، ثلاثة منها نفذت عند الحاجز الأمني لمنطقة القصر الرئاسي (مكان تواجد الحكومة) ووقفتان عند باب عدن (العقبة) ووقفة في متنفس أبو دست، ووقفتان أمام معبد هندوسي (جين سويتامبر) بسوق السيله بكريتر ، وأبرزها هي الوقفة التي نفذناها مؤخراً ١٦/نوفمبر، بجانب منارة عدن التاريخية كتعبير لنفاذ صبرنا على ماتتعرض له معظم مالم تكن كل المواقع الأثرية والشواهد الحضارية والأعيان الثقافية بعدن".

ولفت بأن : "المجلس الإنتقالي الجنوبي يقف معنا ويحترم مطالبنا وأهدافنا من وراء مانقوم بها من أعمال وطنية هادفة، في الوقت الذي تدير لنا كل الجهات الرسمية المختصة ظهرها وتتعمد تجاهلنا.. وقد تلقينا تطمينات من قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي ونتمنى أن تتحقق ".

عدن ليست بخير

وتقدمنا لوديع بسؤال مفاده (هل عدن لازالت بخير؟) ، وكان رده كالتالي : "لا أستطيع القول حالياً، بأن عدن على مايرام وأنا أرى كل هذا التدمير والتجريف والطمس والتخريب لكينونتها وهويتها التاريخية، لكنني لازلت أراهن نفسي على أن الغد سيكون أفضل حالاً بإذن الله تعالى".

وتتركز معظم معالم عدن التاريخية في مدينة كريتر او ما يعرف بعدن القديمة ، وحول ذلك أوضح وديع أن : "مدينة كريتر هي مدينة عدن القديمة، وقد أطلق الإنحليز هذه التسمية على عدن إبان فترة حكمهم للمدينة، وجاءت التسمية (كريتر) من اللغة الإنجليزية (CRATER) وتعني (فوهة البركان) ، وتحتاج (كريتر) أو (عدن القديمة) إلى أربعة أشياء للمحافظة عليها، هي:

١_ تشكيل لجنة مشتركة من الكوادر الوطنية من الإختصاصيين بالتاريخ والآثار والمهتمين وتطعيمهم بخبراء أجانب من نفس المجال، وبدأ المسوحات الميدانية وعمل حصر شامل ودقيق لكل المواقع والمعالم والأعيان الأثرية والثقافية وتضمينها في (سجل وطني).
٢_ منع البيع والشراء للمباني القديمة.
٣_ تأسيس شرطة آثار.
٤_ تشكيل فريق توعوي ووضع خطة عمل توعوية متكاملة وشاملة".

منظمات عديدة ولاتواجد لها على الأرض

وقال بأن : "هناك أكثر من 333 منظمة مجتمع مدني مقيدة لدى مكتب الشؤون الإجتماعية بعدن، أما على أرض الواقع وخصوصاً عندما تحدث إعتداءات آثمة على حرمات مواقع أثرية أو تخريب يطال الأعيان الثقافية، فلن تجد على الأرض أكثر من أصابع راحة اليد ، والتواصل بيننا ضعيف للغاية أو شبه معدوم !!".

وفي ختام حديثه ، وجه وديع أمان رسالة للحكومة وسلطاتها المحلية وكل الجنوبيين وأبناء عدن قائلاً : "لا تبخلون على عدن وتعويضها وأهلها على ما قدموه من مقاومة وصمود و دماء وتضحيات جسام للوطن وشبه الجزيرة العربية تحديداً والأمة العربية والإسلامية عامةً وتمثل ذلك في كسر المخطط الفارسي وقطع دابر الإرهاب السياسي وإعلاء كلمة (الله أكبر) فالأمل لايزال يحذونا بتفاعل الجميع مع (وجع عدن) و عشمنا بالله كبير".

البسط بدأ منذ مابعد 1994

بدوره يرى الناشط الحقوقي والمهتم بشؤون عدن نوار أبكر في حديث خاص لعدن تايم أن "عمليات البسط دائما ما تأتي مصاحبة للفوضى والانفلات التي تعيشه المدن ففي عدن مثلا تمت عمليات بسط واسعة وبناء عشوائي بعد حرب صيف ٩٤م من قبل قيادات عسكرية وأمنية ومتنفذين شمالين بسطوا على منازل وعلى اراضي شاسعة في عدن وايضا صاحب ذلك تغيير لمعالم تاريخية وطمسها أبرزها مسجد أبان التاريخي الذي بناه ابان بن عثمان بن عفان في عام ١٠٥ هجرية حيث قامت مجموعة هائل سعيد بإعادة ترميمه ولكن ليست بنفس الطراز السابق بل حسب تصميم مهندسيها ، ومن ثم كانت هنالك العديد من المحاولات لطمس معالم تاريخية كمعبد جين الهندوسي في كريتر ولكن بائتت بالفشل بعد أن قام عدد من نشطاء المجتمع المدني في عدن عدد من الوقفات الاحتجاجية لمنع ازالته وكذلك صدرت محكمة الاستئناف في عام ٢٠١٣ قرار يقضي بمنع ازالة المعبد كونه معبد تاريخي ، واستمرت تلك المحاولات أخرها كان البناء العشوائي في الصهاريج ومهلكة الفرس بجبل البوميس بكريتر و ساعة ليتل بن في التواهي رغم توجيه العديد من الخطابات والدعوات المنددة للسلطة المحلية لوقف هذا العبث ولكن للاسف دون جدوى من ذلك".

غياب الدولة وتوسع رقعة الفساد

وعن أسباب ذلك يقول أبكر بأن السبب الرئيسي يكمن في "غياب الدولة بشكل رئيسي وتوسع رقعة الفساد داخل مكتب هيئة الاراضي بالاضافة الى متنفذين يعملون داخل الدولة نفسها ولك ان تتخيل ان هنالك عقود لإراضي صرفت بتواريخ قديمة على انها ملكا لمن يبسط عليها !!! لك ان تتخيل حجم التزوير وحجم الشرعنة الغير قانونية من قبل اشخاص يعملون في دوائر الاختصاص لمنح الاراضي منها اراضي المنطقة الحرة واراضي استثمارية صرفت لمشاريع استثمارية ولكن قسمت على شكل بقع واراضي وبيعت دون الاستفادة منها كل ذلك ساعد بتوسع رقعة البسط والعشوائيات ..".

وأضاف بأن "تورط بعض المحسوبين على قيادة الدولة ومدراء فاسدين هم الواجهة الرئيسية لتلك العمليات فهم من يقومون بشرعنة بيع الاراضي بعقود رسمية ولكنها بالحقيقة هي عقود باطلة ويجب ان يحاسبوا على ذلك ، حينما تجد الدولة ويكون هنالك جانب امني مستقر ربما سيساعد ذلك السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية باعادة النظر في كل ما نهب وبسط عليه لكن من الجميل والرائع علو الصوت العدني والمجتمع بشكل عام على مواقع التواصل الاجتماعي لأن ذلك يسبب مثلما نقول بالعدني " دوشة " كبيرة للباسطين يجعل من يقف خلفهم يمنعهم بالاستمرار".

ووجه أبكر رسالة في ختام حديثه بالقول : "رسالتنا لكافة الاطراف في عدن حكومة وانتقالي وتحالف أن هذه المدينة لا تستحق ما يحصل بها وانها ظلت لسنين كثيرة تعاني هي وأبنائها وهم لا يستحقون ذلك فهذه المدينة تريد الافضل لانها تستحق فكونوا عونا لها وقوموا بواجبكم بكل مهنية وضمير فقط ليس اكثر ...".


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق