اخبار اليمن مباشر اليوم - تقرير خاص: آفات مجتمعية تهدد حياة الشباب في عدن وتدق ناقوس الخطر

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اليوم السبت 2/11/2019

تايم / اسلام السالم
- رئيس مركز عدن للتوعية من المخدرات ل"عدن تايم" : طريق المخدرات مساند لتنظيمات الإرهاب

- إدمان المخدرات والآفات.. القضية الاولى التي لم تنل الاهتمام اللازم.

- كيف تشكل المخدرات والقات خطرا على سلامة الطرق ؟

- منظمة الصحة : 90% من الذكور يمضغون القات أربع ساعات يوميا.

- القات ومخدر "الشمة" والتمبل.. ضياع الأوقات بالساعات في حين يسير الوطن نحو التهلكة!

- الإرهاب والإدمان.. أدوات تنفذها جهات سياسية منذ بزوغ عهد "الوحدة".

تشهد المناطق المختلفة في اليمن والمحافظات الجنوبية -تحديدا- انتشارا لتناول مخدر "الشمة" والقات وايضا مايعرف بالتمبل وانواع عديدة من الآفات وانواع من المخدرات ، كان اخرها تداول انباء عن وصول مخدر زومبا او الفلاكا الى محافظات جنوب اليمن ، وهو مخدر فتاك يباع على هيئة أقراص.

وتثير مخاوف الخبراء وعدد من المنظمات والمؤسسات بشأن الآثار الصحية والاجتماعية المترتبة على انتشار هذه العادات والخبائث حيث انها تحولت الى عادة يتناولها المراهقين والأطفال قبل كبار السن.

ان هذه المنتجات العديدة المتداولة في الأسواق اليمنية التي تعجّ بالحركة لكنها تزدحم عند أسواق القات او تتوفر في المؤسسات التعليمية مغطاة بقصاصات من القماش أو البلاستيك وبعضها يُزرع وبعضها ينتج يدويا وبعضها يستورد ليتم تداوله محليا ويعد الشباب الفئة المستهدفة لجميع التجار والموزعين .

*- القضية الاولى..وضياع المجتمع*

المخدرات، السجائر، التمبل ، والقات ، الهيروين، الحشيش، كلها مسميات مألوفة لدى فئة عريضة من الشباب ، جميعها تحمل معنى واحد وبعضها اقل ادمانا لكنه يتطور ليصل الى المخدرات. فاليمن بات من أكثر المجتمعات التي تعرف انتشار إدمان المخدرات بين صفوف الشباب في مختلف المؤسسات حيث يعد " إدمان المخدرات والآفات الاخرى -كالقات-" هي بالفعل القضية الاولى والتي لم تنال اهتمام الجهات المعنية في الدولة. و تبدأ هذه الظاهرة في المؤسسات التعليمية وبين الاصدقاء لكثرة العوامل المساعدة على انتشارها في المجتمع.

احمد زاهر شاب كان في مقتبل العمر عندما بدأت معاناته مع الإدمان ويبلغ اليوم 29 عاما من العمر، واحد من الذين عاشوا قصة تحمل من المآسي ما يظل عصيا على النسيان بالرغم أنه امتثل للعلاج، بعدما كان يتعاطى احد انواع المخدرات القوي، ويروي زاهر حكايته التي تشير بالضرورة الى اهمية جعل هذه القضية هي القضية الاولى لمختلف الجهات المعنية لايقافها والسعي لايجاد حلول جذرية لها "كنت أتعاطى المخدر مع العلم أنني لم أكن أتناول أي نوع آخر من المخدرات ولا حتى السجائر. بدايتي كانت هي أن المخدرات، بكل أنواعها، كانت تباع بكثرة بين الاصدقاء او مايعرف باللهجة المحلية(عيال الحافة) وكنت دائما أتجنب الاختلاط ، لأنني كنت أرى كيف أن الآخرين يعانون من تأثيرات هذه المخدرات والآفات. لكن سرعان ما وجدت نفسي أتقاسم معهم المخدر الذي طالما كان بالنسبة لي من الكبائر التي قد أرتكبها يوما".

وتحولت هذه الآفات الى خطر يتسبب بعزلة المجتمع وتوقف تطوره، وبدلا من بناء المجتمع والنهضة بات هم الجميع هو هذه الآفات والمخدرات ، فيجلس الرجال، وحتى النساء في مجموعات مفعمة بالحيوية يتجاذبون أطراف الحديث ويضحكون ويقتلعون الأوراق الطرية من الأغصان لوضعها داخل افواههم حتى تمتلئ وتتخذ شكل كرة -والوطن يسير نحو التهكلة- في الوقت ذاته تقريباً.

وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية فقد اشارت التقديرات إلى أنّ نحو 90% من الذكور البالغين يمضغون القات طيلة ثلاث ساعات إلى أربع ساعات يومياً في اليمن. وتناهز نسبة الإناث اللائي يتعاطينه 50% أو أكثر من ذلك بسبب ميل الفتيات إلى اتّباع تلك العادة؛ وتشير نتائج إحدى الدراسات التي أُجريت لصالح البنك الدولي في الآونة الأخيرة إلى أنّ 73% من النساء في اليمن يمضغن أوراق القات بشكل متكرّر نسبياً. وما يثير الذهول، في الوقت ذاته، نزوع 15% إلى 20% من الأطفال دون سن 12 عاماً إلى تعاطيه بشكل يومي أيضاً، وفي رأي احد الخبراء فإنّ آثار هذه العادات الضارّة -القات ، التمبل، مخدر"الشمة"- لا تنحصر في المستهلك وحسب بل ان أثرها السلبي على الأسرة أيضاً وبالتالي المجتمع فهي تتسبّب في تدهور العلاقات الأسرية بسرعة، ذلك أنّ الرجال يمضغونه بمفردهم والنساء يمضغنه بمفردهن والأطفال يُتركون وحدهم لفعل ما يحلو لهم دون رقابة البالغين.

*- الإدمان والإرهاب*

فتوى لوزير اوقاف احدى الدول العربية اثارت اعجاب الكثيرين حيث قال ان "الإبلاغ عن تجار المخدرات ومروجي السموم واجب ديني ووطني، وأن من يُقتل من رجال الشرطة وهو يقاوم تجار المخدرات ومهربيها فهو شهيد يضحي بنفسه من أجل مجتمعه ، وكذلك من يُبلغ عن مُروجيها" وتشير هذه الفتوى الى ان حماية المدمن من شر نفسه قضية مجتمعية ، فالأسرة حينما تراقب أبناءها فهي تحمي نفسها وأبناءها ومجتمعها من خطر يصل الى مرحلة الإدمان ثم قد يتحول لاحقا الى خطر الارهاب.

المخدرات والخمر وغيرها من الخبائث والآفات قد تؤدي الى القتل أو السرقة والرشاوي و ارتكاب الحماقات لاجل توفير مبالغ لشرائها او في حالة وصل متعاطيها الى مرحلة من الادمان.

وتعمل جهات خارجية وسياسية منذ بزوغ عهد "الوحدة اليمنية" لتوظيف جميع أدوات الشر بلا استثناء للوصول إلى تحقيق أغراضهم الخبيثة ويأتي الإرهاب والإدمان في مقدمة هذه الأدوات ، وربما كان الإدمان هو المقدمة المستخدمة لمسح العقول ثم السيطرة عليها .

وباتت مواجهة الإدمان في مجتمعنا الجنوبي لا تقل أهمية عن مواجهة الإرهاب ، فكلاهما صناعة للموت ، سواء أكان موتا سريعا مباغتا ناتجا عن العمليات الإرهابية والإجرامية والانتحارية ، أم كان موتا بطيئًا ناتجا عن تدمير الخلايا العقلية ، أم موتا قائما على تأثير المخدر وناتجا عنه ، حيث تتعدد الأسباب والموت واحد.

*- خطر*

لايقتصر الامر على المخاطر الصحية والتي لاتخفى على احد ولكن يصل الامر الى تهديد لسلامة الطرق حيث ان استخدام المخدرات وايضا القات قد أُظهر أنه مساهم هام في ارتفاع معدلات الحوادث ، حيث انها تزيد ثقة السائقين بأنفسهم وسرعة المركبات في نفس الوقت الذي يجعل فيه السائقين هيوجين ويضعف التركيز، وعدّ ضباط شرطة المرور ممارسة الاعتماد على القات لبقاء مستخدمه صاحياً خطراً على نحو خاص لأنه يسبب حس يقظة مغلوطاً، ووفقا للاطباء والخبراء فأن المستويات العالية من استهلاك القات تسبب الهلاوس التي يمكن أن تدفع السائقين إلى الانحراف أثناء القيادة محاولين تجنب أشياء وهمية؛ وهو ماكشفت عنه دراسة أممية تابعة لمنظمة دولية حيث كرست الدراسة لفهم العلاقة بين مضغ القات واختلال السائقين و أظهرت النتائج ان معظم المتعاطين ابدو اختلالاً في الوظائف النفسية الجسمية، لذلك استنتج أن المخدرات و القات يمكن أن تخل بالقدرة على القيادة بشدة.

وعن المخاطر الصحية، فحدث ولا حرج وبات الجميع على علم بها خصوصا بعد انتشارها بين الاسر وملاحظة الاهالي لاثارها السيئة، حيث تؤدي لضعف عام بالجسم والشعور بالدوار والصداع المزمن واضطرابات الجهاز الهضمي و اتلاف الكبد وقد يصل الامر الى مرحلة تليف الكبد ،حدوث اضطراب في الادراك الحسي واختلال في الاتزان، التأثير السلبي على النشاط الجنسي، العصبية الزائدة.

اما عن الاثار النفسية الناتجة عن تعاطي تعاطي المخدرات فانه يرافق تعاطي المخدرات العديد من الاضرار كالاصابة ببعض الاضطرابات النفسية مثل التعرض لنوبات من الهلاوس السمعية والبصرية واضطراب الشخصية الفصامية والشعور بالحزن الشديد والتعرض لموجات من الاكتئاب، والتعرض لنوبات من الافكار الوسواسية ومحاولة ايذاء النفس .

*- رئيس مركز عدن للتوعية من المخدرات.. تتحدث*

كشفت سعاد علوي رئيس مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات في تصريحات خاصة لصحيفة "عدن تايم" بان آفات القات والتمبل والشمة بكل انواعها تعتبر خطوات أولى في طريق المخدرات والادمان عليها يجعل الشخص المدمن مقيد بها وتتحكم في حياته وظروفه بشكل عام من ناحية مادية واخلاقية وصحية أيضا .

واكدت انه من الطبيعي ان كل تلك المواد تسرق عمر الشباب وتحبط نشاطهم وتجعلهم عالة على أهلهم ومجتمعهم وهذا مانلاحظه في مجتمعنا من تأثير لانتشارها بشكل كبير وتأثيرها على حياتنا جميعا اقتصاديا واجتماعيا وحتى سياسيا .

وقالت عبر "عدن تايم" : هذه الآفات تتسبب بإصابة العديد من الأشخاص بأمراض خبيثة مثل السرطانات المختلفة وتليف الكبد والأمراض الجنسية وغيرها .

وعن ارتباطها بالارهاب صرحت علوي ان طريق المخدرات مساند قوي لتنظيمات الارهاب في العالم كله وأصبحت اليوم تهدد مستقبل ابنائنا خصوصا المنضويين تحت مظلة الارهاب منبهة كافة أطياف المجتمع ان عدونا الأول هو ايقاف سلاح المخدرات القاتل الذي ينفذ له كل مخططاته وان علينا جميعا ان نقف صفا واحدا لتجنب شره وخطره الذي ينتشر في كل مكان .

اخيرا، نهاية هذه الآفات يبدأ من المواجهة الحاسمة لزراعة المخدرات -وغيرها من الخبائث- وتجارها على اختلاف درجاتهم ومستوياتهم من أصغر مستخدَم في التوزيع إلى أكبر تاجر أو ممول، مع تغليظ العقوبات بما يتناسب مع فظاعة الجرم ، وتكثيف برامج التوعية وتوفير العلاج المناسب للراغبين في الإقلاع عن التعاطي.

اخبار اليمن اليوم السبت 2/11/2019


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق