اخبار اليمن اليوم الثلاثاء 3/9/2019 كتب/ سامي نعماناثبتت جرائم الحوثيين هذه المليشيا لا ترحم ولا تعقل وأنها تعتقل الأبرياء بالمزاج ولأدنى الشكوك وبلا عاقل يرشد جرائمها، ظنا أنها بذلك تحد من تحركات معارضيها في مناطقها، بينما الحقيقة تعكس أنها تملك جهازا أمنيا مهترئا ورديئا مضطربا يشك بجميع الناس من ينخرطون معهم أكثر من المخالفين لهم.. جهاز قذر يوجهه مجموعة من عديمي الأخلاق والضمير والانسانية اذ بلغت به درجة الوقاحة أن اعتقل ميتا في جنازة ومن شيعها سآتي على ذكرها لاحقا.ولهذا السبب تفعل وترتكب كل تلك الجرائم بحق الأبرياء بشكل ممنهج ومقصود تماما، فاعتقال الابرياء والاكثر براءة هدفه تخويف من لديه نوايا للقيام بأي تحرك مناوئ او حتى الذين بلا نوايا.. الحوثة لا يثقون بأنفسهم ولا بحوثية تلك المناطق، ويخافون من أين ستأتيهم الطامة.. لا يثقون بقدرتهم على البقاء في هذه المناطق التي يزرعونها بالألغام كما بالعداوات والصراعات والثارات في المجتمعات المحلية.من قتل الخيواني؟التزمت الصمت بلا تعليق.. فصمت قليلا ثم عاد وسأل: من قتل الخيواني؟أجبته: قتل وأنتم تحكموا البلاد بالشراكة مع عفاش والاجابة عندكم مش عندي..قال: يعني افهم انكم بتتهمونا احنا.أجبته: لا اتهمكم لكن انتم الحكام وانتم من مسك ملف القضية وحقق فيها.. ايش نتيجة التحقيقات؟قال: أنا اقلك نتيجة التحقيقات.. قتله زملاؤه الخونة امثالكم، وأخذ يحكي كيف قتلناه لأننا ابتعدنا عن المسيرة القرآنية وعن النهج الذي مضى عليه لآخر يوم في حياته.التزمت الصمت أيضا، وطلبت ماء لأشرب بعدما جف لساني وفمي، فعرض علي الانتظار ليعطيني ماء بارد.. لكن فضلت الموجود على الانتظار..هاشمي ضد المسيرةسأل: ليش أنت هاشمي وضد أنصار الله؟.اجبته: أنا مواطن.. وخياراتي لا يحكمها أي ش إلا قناعاتي.. وأنا أؤدي عملي من هذا المنطلق ليس مع او ضد أي طرف ولا اؤمن بغير المواطنة.قال: جاوب على سؤالي؟أجبت: ليش الجماعة تمثل الهاشميين بس وإلا فيها غير هاشميين ومن كل القبائل.. كذلك أنا وفي كثير غيري مش معها..أجاب وقد بدى منفعلا: هي مسيرة عامة للأمة مش للهاشميين ومعاها قيادة موحدة.. و"الهاشمي" الذي ما ينتمي للمسيرة عقوبته مغلظة على الآخرين. احنا نستغرب لما يكون معانا كادر يستفيد منه الوطن والامة والدين يقوم "يتدعوش". ليش بتشتغل مع العدوان ضد المسيرة القرآنية؟أجبته: أنا مواطن أؤمن بالمواطنة ودولة وطنية لكل الناس وهذه قناعتي ولا اشكل مواقفي تبعا للعرق أو القبيلة او المنطقة.. وليس لي سبب آخر غير ذلك.قال: واحنا مواطنين والكل والا قصدك أننا عبيد.. سيبك من هذا الكلام حق الاشتراكيين والعلمانيين والملحدين.. هذا دين الله مش مزاج قالك مواطنة.. وهذي مسيرة قرآنية مش حزب، الانتماء لها واجب.. وترجعوا تبكوا ليش تحبسوا الصحفيين؟ لأنكم ما تفهموش بالاحترام.سواد العيونسأل: أيش كان معك في تونس ومع من سافرت ومن استضافك؟أجبته: دورة تدريبية لمنظمة انترنيوز، وسافرت مع زملاء وناشطين كثير من كل المحافظات اليمنية.سأل: مقابل أيش.أجبت: بدون أي مقابل.. تأهيل وتدريب في مجال عملنا.سأل: شوف هؤلاء اليهود والنصارى ما بيمشوكم هكذا عشان سواد عيونكم، عندنا معلومات عن هذا الشغل والدورات كلها فقلي ايش طلبوا منكم تشتغلوا (يلمح إلى الجاسوسية).أجبته: حتى الان لم يطلبوا منا شيئا ولا من غيري، واذا عندك معلومات مؤكدة واجهنا بها؟سأل: أين سافرت غير تونس؟أجبت: سافرت ألمانيا وتركيا ومصر والمغرب لبنان والسعودية؟سأل: وأمريكا؟أجبته: لا ما سافرت.سأل: متأكد؟أجبته: وليش أنكر.. واذا زرتها فلن اعتبرها جريمة، واذا كنت تشتي نفس المعنى فأنا اتمنى أن ازرها ولن أتردد إذا تلقيت دعوة.سأل: يعني تشتو توقعوا عملاء وخونة ومرتزقة أين ما كان.اجبته ممازحا: ما تفرقش.. في ناس محبوسين عندكم وهم ما تجاوزوا نقطة الازرقين ويسلح (نقاط تفتيش في محيط صنعاء).. النتيجة نفسها.ضحك وانتقل لموضوع آخر لا أتذكره قبل أن يختم الجلسة.تحقيق بالنقاش والجدال..انتهى التحقيق أخيرا دون أن توجه لي أية تهمة، إذ كان بمجمله أخذ أقوال أعطيتهم من المعلومات عشرات أضعاف ما دون في البلاغ السخيف.يحسب للمحقق أن منحني مجالا واسعا للنقاش والجدال كان ينتهي احيانا بتراجعه او صمتي قسرا تبعا لانفعاله من إجابتي، أو إرضاء لمن حوله من الحاضرين، وربما هي طريقته التي رآها مجدية للتعامل معي واستخراج المعلومات.. لا أدري..كنت ادرك ما يدون في محضر التحقيق المنتقى اذ كنت اسمع جرة القلم على الورقة في الليل الساكن إلا من أصوات "القوارح" المختلفة بين الحين والآخر عند تجريب الأسلحة المتوسطة وربما الثقيلة التي يجري صيانتها في الورش المحمية –كما القيادات الحوثية الشجاعة- بسياج من العمارات المحيطة المأهولة بأجساد المعتقلين المتوزعين في زنازنها الكئيبة.البصمة العمياء..!طلب مني أن ابصم، قلت له كيف أبصم وأنا معصوب العينين.. قال: سعليك هن اقوالك والله ما ضفت كلمة من عندي، قلت له: أنا متاكد بس اشتي اقرأ أيش عجبك من كلامي.. قال وقع بس ولا تخاف وامسك إبهامي وضغط بها على خمس أوراق تقريبا، وأنا أقول له: ابصم وانا مغمض العينين يعني أني بصمت على ورق ابيض وأنت اكتب ما تريد.أحدهم (عرفته لاحقا وأدركت صوته)، كان إلى جوار المحقق لخمس ساعات صامتا يستمع افادتي وعندما انتهت الاسئلة نهض وتحرك مغادرا متحدثا للمرة الاولى متنمرا شاتما أمي وأبي.قال عاده يتليقف (يجادل) الصحفيين خونة ومرتزقة وعيال حرام بيلعبوا بالدولارات ويبيعوا دينهم ووطنهم وأعراضهم، وهذا المرتزق (يقصد حضرتي) أمانة ما يصحى الا بتربية بانفرادية ومنع زيارة ودسع (ضرب) لما يستضي قالك جدتي قالك "كعلة أمه".قلت للمحقق ليش زعل هذا الولي مني هل قلت شي غلط..قال سهل إن شاء الله ما يوقع إلا كل خير..رعب 5 سنوات سجنليلتها عدت للزنزانة 33، والليلة التالية استدعاني المحقق ودردش معي حوالى نصف ساعة دردشة عابرة واخبرني انه بعد يومين الى ثلاثة ايام بيرجع الامر من القيادة ويقولوا كلمتهم وإن شاء الله ما يكون الا كل خير.. ثم أمر المرافق ينقلني الى الدور الأرضي الذي مكثت فيه بقية الأسبوع.وصبيحة اليوم الذي نقلت فيه للزنزانة الأرضية وبمجرد أن وجدت نافذة صغيرة تطل على الحراسة المحيطة، وأغلبهم من أبناء منطقة "الهشمة" دونت ارقاما في ورقة قصدير صغيرة انتزعتها من باكت سيجارة، ودونت فيها ارقاما وماذا اريد منهم، ورميتها داخل الباكت وبها 1500 ريال كانت بحوزتي.طلبت منه إبلاغ ثلاثة من الأقارب والأصدقاء أني موجود في عمارة المدعو "أبو يحيى"، لأنهم سينكرون وجودك إذا جاؤوا ليسألوا عن فلان دون أي معلومات إضافية..طلبت من الحارس صاحب الهشمة أن يبلغ أحد أصدقائي أني معتقل، وكنت قد أبلغته سلفا أن يبلغ بعض الأشخاص خارج اليمن حال اعتقال.. ابلغت أقاربي أن يرسلوا لي ملابسي ومصاريف كافية..بعدما رأيت أبرياء الناس الذين ساذكر نماذج لقصصهم في آخر حلقة، معتقلين لأشهر بلا تهمة ولا تحقيق، أدركت أني وقد حققوا معي لخمس ساعات، قد أبقى لخمس سنوات على الأقل.اخبار اليمن اليوم الثلاثاء 3/9/2019