اخبار اليمن مباشر اليوم - تفاهمات بين #الحـوثيين والاصلاح.. شهادة صحفي مفرج عنه من سجون #الحـوثيين 3

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اليوم الأحد 1/9/2019

كتب/ سامي نعمانلم يكن الأمر سهلا بالمطلق، كانت قضايا المعتقلين تحاصرني كلما وضعتها في كفة وقضيتي في أخرى ونحن في عمارة معتقلي الواتس أب أو "اللاتهمة" غالبا، أو كلما قابلت معتقلا أمامي وعرفت أنه على ذمة رسالة أو صورة أو نكتة وصلته عبر "واتس أب"، أو ذاك العجوز طاعن السن لأنه كان يبحث عن غنمه بالقرب من موقع حوثي، وذاك المثقل بتهمته أن كان يبحث عن راتبه.

الغالبية كانوا لا يدركون جرمهم ولا يحقق معهم، إذ اعتقلوا اعتباطا وعشوائيا فقط لإشاعة أكبر قدر من الخوف والارهاب بين الناس.. جماعة إرهابية بكل معنى الكلمة ومنهجها العاجز يقوم على مبدأ "ابطش بالبريء ليهابك غيره".

لاثقة بالمتحوثين

لا يثقون بمتحوثي منطقة "الهشمة"، يمنعونهم من الاقتراب من جدران البنايات، ويسجنونهم إن فعلوا، فيما يتركونهم هناك بعيدا ويتعاملون معهم ككلاب الحراسة في "ديم" وصنادق بلا أبواب ولا نوافذ ليشكلوا سورا يطوق العمارات التي يسكنها المشرفون الأوغاد أو المجندون "المستعبدون" باسم الجهاد من أبناء محافظات الشمال.

يرتاب الحوثيون حين يقل عدد المعتقلين في إحدى الزنازين فيذهبون لطلب بدلاء لتغطية الفاقد.

في الليلة التالية لاعتقالي، وانا هناك أحضروا 25 معتقلا دفعة من لوكندات الحوبان، لتعويض الفاقد بدل الدفعة التي نقلت إلى ذمار.

قاعة "ثقافية"

كانت الصالة الكبيرة مفروشة بالموكيت وفيها كتب "ثقافية" لا تستحق قراءة العنوان غالبا.. وهناك شاشة تلفزيونية تعمل بالطاقة الشمسية وتفتح نادرا اذا كان هناك ما يقتضي عرضه للمعتقلين من قناة المسيرة يتفرجون منها مآسيهم.
في هذه الصالة يقيمون محاضرات او دورات للسجناء غالبا بإغراء الافراج إن ثبت الصلاح أو بترقيتهم من زنزانة إلى أخرى.
مثلا ابلغني بعض المعتقلين أنهم عرضوا لهم التقرير الذي كان عنهم، حين أخرجوهم لخارج الزنزانة والبسوهم معوز منقط وتي شيرت مخطط واخبروهم أنه سيتم الافراج عنهم بعفو من عبدالملك بمناسبة عيد الفطر.

تأدية الصرخة امام الكاميرات

وجعلوا المعتقلين ظلما وعدوانا أغلبهم يؤدون الصرخة أمام الكاميرات ويقدمون عبارات الثناء والولاء المطلوبة من معتقلين مغلوبين على امرهم، ثم اعادوهم إلى الزنازين لاستكمال الإجراءات التي لم تنته بطبيعة الحال.
ولا أسوأ تعذيبا للنفس من إثارة أمل الحرية عند المكبلين من قبل السجان، وجعلهم في حالة انتظار منهكة للروح والاعصاب والكرامة.
لا ضير فهذه هي الجماعة التي تتنفس الكذب ولا تملك ذرة من ضمير أو انسانية ترعوي مثل هذه التصرفات الفتاكة بمعنويات المقهورين بسجنهم وأكثر بأكاذيب الافراج عنهم..
لا غرابة أن تسمع بعدها من يبتهل إلى الله مع مرور كل طائرة في الأجواء - يخشاها الحوثيون أضعاف ما يخشون الله ويستبشر بها هؤلاء - أن تقصف مدينة الصالح بمن فيها نحن.. سمعت أحدهم يقول أشهدك يا الله أني مسامح اذا ضربتنا الطائرة معاهم..

حقد طافح

وسط كل هذا الظلم الخبيث والحقد الطافح وبتلك المعايير العمياء كنت اقدر أن سجني سيمتد لبضع سنين..

كيف لا وهؤلاء يعتقلون الناس اعتباطا من النقاط والشوارع وانا ذهبوا لاعتقالي بطقمين واكثر من 20 مسلحا وسألوني عن علاقتي برئيس الوزراء السابق أحمد ، وبدول مجتمعة او احداها، وعن علاقتي بالوزير عبدالعزيز جباري، ومحمد العرب، وتوكل كرمان، حمدي البكاري، محمد عايش، وعن علاقتي بحزب الاصلاح والاشتراكي واللقاء المشترك وشهداء جمعة الكرامة وثورة فبراير.

كيف لا وقد سألوني ما اذا كنت أدرك عقوبة التخابر مع دولة أجنبية، أم لا.

كيف لا وقد سالوني عن كل شيء منذ الابتدائية وحتى يوم الاعتقال..

الاصلاح..

سألوني عن انتمائي السياسي فقلت لهم أني مستقل، أخبرني أن هناك حوارات سرية وتفاهمات تتم بين والاصلاح.

فقلت له هذا جيد لكنه لا يعنيني إذ لا علاقة لي بالإصلاح، وإن كنت منتميا له فسأقول ذلك بصراحة لأني لا اعتبر الانتماء للإصلاح جريمة، لكن إن أردت تصنيفي فأنا اقرب للحزب الاشتراكي ولست مؤطر تنظيميا.

سألني: معك بطاقة إشتراكي..

أجبته: رفض الحارس يصرف لي.. ذهبت إلى مقر الحزب عام 2002 لاقطع بطاقة مع زميل من كلية المجتمع فأعادنا حارس البوابة في الصافية بعدما أخبرناه أن معانا بطائق (مؤتمر) ضاعت من أيام الثانوية قطعت لجميع الطلاب تقريبا حين كانوا يغالطون عفاش أن الشعب كله حقه.. فقال ما بنقطع لكم بطائق إلا لما تسلموا السابقات، وهكذا احبطنا الحارس وتركنا الالتزام التنظيمي إلى اليوم.

"زنقة" الإصلاحي "بن دغر"..

سألني المحقق: طيب اذا انت اشتراكي ليش بتدافع عن بن دغر وهو إصلاحي.

أجبته: بن دغر مؤتمري حاليا وكان سابقا قيادي اشتراكي ضمن المطلوبين لنظام عفاش بعد حرب 94، وانتقل للمؤتمر في انتخابات 2006 ولا اعلم انه انتمى للاصلاح او حزب ثاني.

قال: هو الان اصلاحي ليش بتدافع عنه أنت بتشتغل معه سكرتير.

اجبت: لا يوجد لدي وظيفة حكومية بالمطلق أنا صحفي مستقل فقط.

قال: انتم الصحفيون مرتزقة ما تكتبوا كلمة إلا بدولارات.. كم تستلم من بن دغر..

فكرت بالهروب من الموضوع إذ لا فائدة من انهاك معنوياتي بعلاقتي العديمة مع بن دغر الذي لم اقابله ولا مرة في حياتي فخطرت الإجابة في لحظة.

قلت: بن دغر كان صديق الوالد وبينهم عيش وملح ومعروف، وكان يستقبل الوالد ويستضيفه في بعد الوحدة لان الوالد كان ناشط في الحزب الاشتراكي وبن دغر قيادي، وهذا هو السبب الوحيد.

سأل: وين الوالد الآن.

أجبته متنهدا: الله يرحمه توفي منذ 15 عاما.

وهكذا أغلقنا زنقة بن دغر، خارجني الوالد الله يرحمه.

السجن أرحم..!

قال: تعرف أن السجن ارحم لهم لانهم "مفتهنين" وعايشين اما لو حولوهم المحكمة عتحكم عليهم بالإعدام أو بالعمالة والتخابر وخيانة الوطن.

قلت له صح قد حكموا على الجبيحي من قبل وبعدين خرج.. حولوهم محكمة وخليها تحكم عليهم بالإعدام أحسن من "فهنة" السجن.

قال: شوف احنا في وضع حرب وعدوان والمجاهدين بيدوا أرواحهم وانتم جالسين تبعسسوا وتطعنوا في الظهر.. ميليشيات -غاز -رواتب مدري ماهو وتستلموها دولارات، وعمالة وارتزاق.. كيف نسويكم اسكه قلي.. نصفق لكم..

لم أكن أحبذ مجاراة النقاش بعدما يبدأ بالانفعال واكتفي بالصمت لينتقل الى موضوع آخر، اذ لست بموقف يسمح بالأخذ والرد وانا معصوب العينيين أمام محقق لم يكن سيئا، لكن إلى جواره أشخاص للغاية ويستمعون بدون "نفس" عدى طرق القداحات التي تشعل السجائر.

اخبار اليمن اليوم الأحد 1/9/2019


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق