اخبار اليمن مباشر اليوم - صحيفة دولية : مواجهات عدن تنتج خارطة سياسية جديدة في اليمن

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اليوم الجمعة 23/8/2019

تايم - العرب الدولية:تسببت المواجهات التي شهدتها العاصمة عدن بين قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي، وألوية الحماية الرئاسية التي يقودها نجل الرئيس اليمني ناصر وتحظى بدعم من جماعة الإخوان، في هزة عنيفة بالمشهد السياسي اليمني.
وفقاص لصحيفة "العرب" اللندنية، اليوم الجمعة، تؤذن هذه الهزة بتغيّرات كبيرة ووشيكة في خارطة النفوذ ومعادلة القوة التي لم تشهد أي تغيّر حقيقي منذ اجتياح الميليشيات الحوثية للعاصمة في سبتمبر(أيلول) 2014 وانقلابهم على الدولة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
استحواذ مبكر
وفي مطلع العام 2013 ومع انطلاق فعاليات مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء التي أشرفت عليها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن في ذلك الوقت جمال بنعمر تم منح مساحة سياسية للحوثيين في الحوار.
وكانت الغاية من ذلك احتواء تطلعاتهم السياسية التي اتسعت بشكل ملحوظ مع حالة الارتباك التي أصابت الدولة اليمنية في العام 2011، ومكّنت هذه الحالة من بسط نفوذهم تحت غطاء "الثورة الشعبية" على كامل محافظة صعدة وأجزاء من محافظة عمران (شمال صنعاء).
غير أن مشاركة الحوثيين كأي مكون في الحوار لم تكن تتناسب مع طموحاتهم ولا تتوافق مع مخططات الجماعة الراديكالية التي استخدمت فترة الحوار لحشد طاقاتها والاستعداد لجولة قادمة من صراع دموي الغاية منه فرض سياسة الأمر الواقع وإقصاء جميع القوى السياسية التي جلست على طاولة الحوار.
وسادت حالة من عدم الثقة بين الأطراف المشاركة في الحوار الوطني، حيث كانت معادلة القوة في حكومة ما بعد الثورة تشير إلى هيمنة متصاعدة لحزب مع عملية تفكيك ممنهجة تجري ضد ما أطلق عليه "النظام السابق"، ممثلاً بالرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام ومؤسسة الجيش التي خضعت لعملية جراحية معقدة عرفت باسم "إعادة الهيكلة"، وانتهت بإضعاف نفوذ الرئيس السابق في الجيش وإقالة أقربائه والمقرّبين منه، بينما غاب مشروع النفوذ البديل، الأمر الذي سهّل على الحوثيين اختراق الجيش اليمني والإجهاز عليه في سبتمبر(أيلول) 2014.
تركة صالح
وحسم الحوثيون الصراع على النفوذ في مرحلة ما بعد صالح، حيث قضوا على طموحات الإخوان تماماً في خلافة نفوذ صالح وقوته في الدولة، وتبددت خطط خليفته لخلافة صالح في حزب المؤتمر والجيش.
وسيطر الحوثيون في الواقع على مفاصل الدولة ولم يقبلوا حتى بتكرار نموذج ميليشيا حزب الله في ، عندما وقعوا على اتفاق السلم والشراكة عشية انقلابهم في 21 سبتمبر(أيلول) 2014 الذي كان يمنحهم مكانة المسيطر في شراكة شكلية مع الأطراف والمكونات اليمنية الأخرى.
وأفرزت الحرب في اليمن في مرحلة ما بعد الانقلاب مروراً بعاصفة الحزم وإعادة الأمل ووصولاً إلى اجتياح عدن قوتين رئيسيتين، هي تحالف صنعاء بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام في مقابل المعسكر المناهض للانقلاب والذي ضم أطيافاً وتيارات واسعة، من أبرزها حزب الإصلاح وتيار الرئيس عبدربه منصور هادي، والمقاومة الجنوبية.
وكرست هذه الأخيرة نفسها على الأرض كقوة حقيقية تمكنت من طرد الحوثيين من محافظات جنوب اليمن كاملة وتمكنت من تحرير مساحات شاسعة على الساحل الغربي من باب المندب وحتى أطراف مدينة ، لكن تلك القوات المقاتلة وصاحبة العقيدة في محاربة الحوثيين ظلت عملياً خارج المعادلة السياسية نظراً لغياب الحامل السياسي، الذي لم يظهر إلا في 11 مايو(أيار) 2017 من خلال الإعلان عن تأسيس .
ويرى العديد من المتابعين للشأن اليمني أن إنشاء المجلس جاء رداً على سعي أطراف عديدة في اليمنية والانقلاب لتغييب القضية الجنوبية، واستبعادها من أي مشاورات للحل في اليمن والتعامل معها كتحصيل حاصل في حال حسمت الحرب عسكرياً أو سياسياً.
خارطة جديدة
وأكدت مصادر مطلعة للصحيفة، أن المواجهات التي شهدتها عدن في 10 أغسطس(آب) الجاري كانت من حيث التوقيت مرتبطة بمعلومات عن سعي جماعة الإخوان في اليمن لتفجير الموقف عن طريق خلايا نائمة بالتزامن مع تحركات مرسومة سلفاً لألوية الحماية الرئاسية التي تتكون في معظمها من عناصر مؤدلجة، وكان الهدف من ذلك خلق معادلة جديدة في جنوب اليمن وإخراج الفاعل الجنوبي القوي، وهو المجلس الانتقالي الجنوبي، من معادلة القوة والحضور السياسي والعسكري في جنوب اليمن.
ويمثل التصعيد الأخير من قبل الشرعية اليمنية تجاه الانتقالي ربما المحاولة الأخيرة لمنع التغيير الذي يبدو أن العربي بات مدركاً لحتميته من أجل استمرار معركة مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، الذي يتطلب القيام بمراجعات شاملة لأداء الشرعية واستيعاب المكونات الفاعلة على الأرض، وتحجيم النفوذ الإخواني المتهم الأول بعرقلة جهود التحالف وبعثرة الجهود والطاقات في معارك جانبية تربك المقاومين للانقلاب الحوثي، وتستهدف تفكيك التحالف، كما هو الحال مع حملات التصعيد الممنهجة ضد دولة الإمارات الشريك الأساسي في تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية، والتي تصاعدت وبشكل غير مسبوق على هيئة مواقف تتبناها الحكومة اليمنية في الظاهر ولكنها في حقيقة الأمر نتاج هيمنة تيار واحد على هذه الحكومة.

اخبار اليمن اليوم الجمعة 23/8/2019


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق