اخبار اليمن مباشر اليوم - أبو اليمامة ... المعركة لم تنتهِ بعد

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اليوم الجمعة 2/8/2019

كتب / د.عيدروس نصر*لا شك أن الخبرَ صاعقٌ والمصابَ جللٌ والخسارةَ كبيرةٌ فاستشهاد قائد بحجم ومكانة القائد أبو اليمامة، سيكون له أثره كخسارة فرد قائد تميز بالشجاعة والوطنية والفداء والنقاء والإخلاص والأمانة ودماثة الخلق، بيد إن البعد الآخر لهذه الحادثة الأليمة يتمثل في ما سيليها من مترتبات تقتضيها مرحلة ما بعد استشهاد أبي اليمامة.
* * *
أبو اليمامة ينتمي إلى جيل ما بعد 1994م هذا الجيل الذي فتح أبناؤه أعينهم على مستقبل معتم عديم المعالم، مغبرِّ الأفق، قاحل الأبعاد، عقيم الملامح، يجد من خيار سوى الهجرة للبحث عن مصدر عيش يعيل منه أفراد أسرته بعد أن أصبح دخول الجامعة حكراً على المقتدرين وبعد أن استبعد من المؤسسة العسكرية التي صارت محصورة لأبناء المنتصرين وغدا ممنوعاً على أبناء الفقراء، وفقراء المهزومين الجنوبيين على وجه الخصوص دخلوها.
لم تنقطع صلات منير بالوطن، بل لقد ظل على اتصال دائم بأهله وأصدقائه ورفاقه، وكان يتطلع إلى اليوم الذي يجد فيه نفسه في مشهد الرفض لنتائج حرب 1994م الظالمة على والجنوبيين، وحينما اندلعت الثورة الجنوبية السلمية في العام 2007م كان الشهيد يوزع أوقاته بين الحفاظ على إقامته في المملكة الشقيقة كلما احتاج لتجديدها، والانخراط الواسع في فعاليات الثورة السلمية في مواقع فعالياتها في ردفان وعدن وأبين وشبوة والضالع وحضرموت ويافع، وكان يمكن أن يستشهد في إحدى تلك الفعاليات التي سقط خلالها الآلاف من أبناء الجنوب وهم يواجهون الرصاص الحي بصدروهم وليس لديهم من سلاح سوى يافطاتهم وشعاراتهم وصور شهدائهم.
كما شارك الشهيد أبو اليمامة في معارك المواجهات المسلحة التي أُجبِر الجنوبيون على خوضها في ردفان وجبل العر والضالع، وغيرها قبل اندلاع المواجهة المسلحة مع الانقلابي في العام 2015م.
برز اسم منير محمود اليافعي في العام 2015م فكان في مقدمة الصفوف مع المئات، الذي يقودون الآلاف من المقاومين الجنوبيين الأبطال في جبهات المختلفة، في جعولة، والمنصورة والعريش والممدارة، وفي التواهي والمعلا وكريتر كما في الحوطة والضالع وأبين وسواها من مناطق المواجهة التي كان ميزان القوى فيها يختل كثيراً لصالح القوى الانقلابية، وتصدر الشهيد الكثير من المشهديات الساخنة في ساحات القتال حتى تحقيق النصر على تلك القوى ودحرها من معظم أرض الجنوب.
* * *
لم يأت الشهيد منير اليافعي (أبو اليمامة) من بيئة الأسر الأرسطقراطية التي تتوارث القيادة العسكرية أو الأمنية عن الآباء والأجداد، بل جاء من معامل الكد والعرق وتشمير الأكمام واختلاط العرق بالزيت والشحم وروائح البترول، كما لم يأت من الخمس نجوم، ولم يكن ذا كرشٍ منتفخ، أو أوداج متورمة، بل كان نحيل القامة مفتول العضلات، لكنه كان يمتلك نقاءً في السريرة، حياةً متقدة في الضمير، نظافة يدٍ ونبل نوايا وسمو المقاصد، وطالما ظل يردد بأنه مشروع شهيد من أجل الوطن والقضية.
لم يخسر منير اليافعي شيئا بمغادرته هذه الحياة الفانية، فقد ذهب إلى عالم الملكوت والطهر والخلود وفي جنات النعيم إن شاء الله، لكن من خسر هو الوطن الذي سيحتاج إلى زمنٍ أطول لملء الفجوة التي تركها أبو اليمامة وتجاوز الحزن الذي أثاره غيابه وزملاؤه الأبطال من ضحايا حادثتي عدن اليوم.
وبهذا الصدد ينبغي أن لا تنسينا خسارة استشهاد أبو اليمامة أن نتذكر أن العشرات من الشهداء سقطو معه في هذه الحادثة المؤلمة.
* * *
حادثتا عدن اليوم جزء من معركة متطاولة لم تبدأ في العام 2015، ولم تنتهِ ولن تنتهي بحادثة استشهاد أبو اليمامة ورفاقه، بل إن المعركة ستستمر وستتواصل وستتعدد مراحلها وأدواتها ومظاهرها، ومن المؤكد أن القيادات الميدانية المباشرة للأجهزة الأمنية والدفاعية ستراجع تكتيكاتها ووسائل عملها، وستدرس مواطن الخلل ، والنواقص التي مكنت الجماعات الإرهابية من إحداث الاختراقات التي مكنتها من حصول ما حصل.
الرحمة للشهيد أبو اليمامة ورفاقه شهداء حادثتي معسكر الجلاء وشرطة الشيخ عثمان والشفاء للجرحى والمصابين ، واللعنة على القتلة والمجرمين.
والنصر للجنوب وقضيته العادلة
ولا نامت أعين الجبناء.

*رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي

اخبار اليمن اليوم الجمعة 2/8/2019


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق