اخبار اليمن مباشر اليوم - الجزيرة والتماهي مع تلوّن الإخوان

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اليوم الجمعة 3/5/2019

كتبت سارة عبداللهيقول مالكوم إكس: إن وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض ولديهم القدرة على جعل المذنب بريء وجعل الأبرياء مذنبين وهذه هي السلطة لأنها تتحكم في عقول الجماهير

‏تحت إطار هذه المقولة عملت قطر من مدة طويلة لتغطية تدخلاتها السلبية في أكثر من بلد و تغطية دعمها للإرهاب و قادته وضربها لكل القوى و الدول التي تقف أمامه. كانت لها أدواتها الخفية في أكثر من مكان، من جماعات و منظمات و نشطاء، لكن الوسيلة التي لم تكن تخفيها و برزت كإحدى الحقائق الثابتة على دورها المريب و الأسود في أكثر من مجال و أكثر من بلد، كانت هي قناة الجزيرة

‏إستغلت قناتها الجزيرة عند نشأتها الفراغ الإعلامي على الساحة العربية فيما يتعلق بالمشهد السياسي أنذاك حيث كانت معظم القنوات العربية تتبع الحكومات، و وجدت الأحزاب المعارضة لدى الجزيرة منبراً للنيل من الأنظمة و فرصةً لها لتجمل نفسها وهي التي أثبتت الأحداث من قبل ومن بعد أن معظمها أسوء من هذه الأنظمة بكثير

‏عملت الجزيرة أيضاً على تجميل بعض الشخصيات الإرهابية وأبرزها أسامة بن لادن، وحاولت أن تجعل منه إسطورة بطريقة غير مباشرة لدى البعض، و أستطاع عزمي بشارة من خلالها أن يخدع الملايين من الشباب، لكن سرعان ما اكتشف هؤلاء إستغلال عزمي والجزيرة وقطر للشباب لتمرير المخطط الإخواني للوصول إلى خيط السلطة الرفيع في بعض الدول، حيث بدأت الأقنعة تتساقط وبدأ زيف الجزيرة في الظهور، فما إن سيطر الإخوان على الحكم في اليمن في 2012 كمثال.. حتى داسوا على أحلام الشباب وقادوا البلاد إلى وضع أسوء مما كان عليه في حكم علي صالح

‏الملاحظ انه خلال كل هذه الفترة منذ مطلع 2011 وحتى 2014 أي عند سقوط بيّد كانت الجزيرة تتلوّن وتتبنى سياستها الإعلامية بحسب موقف إخوان اليمن من الأحداث ، فقبل 2011 واثناءها كان الحوثيون شركاء الإخوان في معارضة صالح وكانت الجزيرة لا تهاجمهم بل لم تركز عليهم كما ركزت عندما بدأت قواتهم تتقدم من مران بإتجاه مناطق عدة حتى وصلت إلى صنعاء، فصار الحوثيون في نظر الجزيرة حينها هم الخطر المحدق باليمن إذ كانوا يهددون باسقاط الجمهورية حسب الخطاب الإعلامي لإخوان اليمن وهذا صحيح، لكن الحقيقة أن اليمن لم تكن تعني الإخوان بقدر ما كان أكثر مايخيفهم هو إخراجهم من السلطة، بدليل انه ما أن سيطر الحوثيون على السلطة عبر إحتلال صنعاء ومحاصرة فيها، حتى ذهب وفد من قيادة الإخوان إلى كهف عبدالملك في جبال صعدة للتفاوض معه حول الشراكة معهم مقابل خروج الرئيس الشرعي من السلطة، حينها لم يعد الحوثيون في نظر مقوضين لنظام الجمهورية وأعداء لليمن طالما يمكن أن يشاركوهم في الحكم و المصالح، والملاحظ أن الجزيرة تبنت وجهة النظر هذه أيضاً في تلك الفترة

‏وحين رفض عبدالملك الحوثي التعاون مع الإصلاح وبدأ في إعتقال الصحفيين والإعلاميين الذي هاجموه من صحفيين محسوبين على هذا الحزب و غيره، و بدأ بأقتحام بيوت المعارضين له من الإصلاح ومن بقية الاحزاب والمستقلين وفشلت كل المفاوضات التي قادتها الأمم المتحدة برئاسة جمال بن عمر لخلق شراكة حقيقية بينه وبين الآخرين، ثم بدأ فرار معظم القادة الإخونجية إلى الخارج، وعادت الجزيرة لمهاجمة الحوثيين

‏لم يقتصر تماهي موقف الجزيرة مع موقف الإصلاح المتلوّن من الحوثيين فحسب، بل تعدى الأمر إلى قضايا أخرى، منها موقف الإصلاح تجاه القضية الجنوبية ومطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم ( ذات المقعد المستقل في الامم المتحدة والتي توحدت مع الشمال دون إستفتاء شعبي أو مواثيق ترتب هذه الوحدة )، فمنذ وصول الإصلاح للسلطة في عام 2012 عاد الهجوم الإعلامي على الجنوبيين المطالبين بفك الإرتباط بالشمال والسخرية من مطالبهم، وتبنت الجزيرة هذه المواقف العدائية، وهي التي بثت تقريراً قبل عام 2011 عن الإقصاء والمظالم التي تعرض لها الجنوبيون من قِبل علي صالح، وذلك نكاية به عندما كان يحكم انذاك، مما يؤكد لنا إنها لم تتبنى يوماً موقفاً عن قناعة، بل حسب الإملاءات التي تصلها من قبل الإخوان

‏وبعد تبنيها للخطاب العدائي للجماعة نحو تغير الموقف في نهاية عام 2014، بعد سقوط صنعاء حيث رأى الإخوان انه لم يعد لهم فيها موطء قدم وبدأ موسم الهجرة السياسية الأخونجية للجنوب، ومن هناك أعلن فرع حزب الإصلاح في وبعض قادته من خارجها انهم مع حق الجنوبيين في فك الإرتباط، وفوراً تغير الموقف العدائي للجزيرة من الجنوب وتحول لموقف إيجابي إذ قامت بالتفاعل مع هذه التصريحات للإصلاح، بل ولأول مرة في تاريخها تقوم بنقل مليونيه تظاهرية مطالبة بفك الإرتباط للجنوب وذلك في أكتوبر 2014 تلاها متابعة أخبارية للكثير من الفعاليات المشابهة

‏أما اليوم.. وبعد أربعه أعوام على عاصفة الحزم وتقوية شوكة إخوان اليمن من جديد وسقوط قناعهم نحو الجنوب مرة أخرى وعودتهم بصورة أكثر شراسة للخطاب العدائي نحوه عادت الجزيرة كـ"حليمة لعادتها القديمة"، بل صارت أسوأ وأقبح، فالانتصارات التي حققها الجنوبيون بالتعاون مع ، ومحاولة الإمارات ان تخلق في عدن نموذج جيد للمناطق المحررة لم تتوافق مع نزعة الإخوان في السيطرة على الجنوب، مما أثار ضغينة قطر وقادة الإخوان وصارت الجزيرة تخصص الكثير من برامجها لمهاجمة الجنوبيين والدور الإماراتي في الجنوب واليمن عموماً، مختلقة الأكاذيب تلو الأخرى، واليوم لم تعد الإمارات وحدها المستهدفة بل والمملكة العربية السعودية أيضاً، إذ لم يعد تنظيم الحمدين قادراً على إخفاء حقده وكانت الجزيرة خير معبرة عنه، ويبقى السؤال هنا لماذا لا زالت الجزيرة تعمل في اليمن، بعد كل هذه المؤامرات التي تتبناها إعلامياً و كل هذا الطعن للتحالف الذي وصل حد نقل خطابات الحوثي و إبراز وجهات النظر التي تنظر للتحالف كعدوان على اليمن، واخيراً ألم تعلن اليمنية مقاطعتها لقطر.. أم أن هذه المقاطعة شكلية فقط ؟

اخبار اليمن اليوم الجمعة 3/5/2019


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق