اخبار اليمن اليوم الخميس 4/10/2018 المجاعة.. الرئة التي سيتنفس بها الإرهاب في اليمن

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اليوم الخميس 4/10/2018

كتب / نُهى البدويأعاد التصريح الأخير للسيد مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جلسة مجلس الأمن الدولي في ٢١ سبتمبر ٢٠١٨م: الذي أكد فيه إن «اليمن يشهد حالياً أسوأ انتشار لوباء الكوليرا»، محذّراً من أن «الأمم المتحدة خسرت معركة المجاعة في اليمن» إلى مسامعي تحذيرات مشابهة أطلقها السيد بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن الدولي في أواخر فبراير ٢٠١٥م، عندما قال: «بأن اليمن ينهار أمام أعيننا!» وتحذير مبعوثه الخاص إلى اليمن السيد جمال بنعمر بقوله: «أن الوضع الراهن قد يتطور إلى حرب أهلية» وأن «الوضع الأمني المضطرب يستفيد منه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» وفعلاً تفجرت الحرب، وعجزت الأمم المتحدة عن وقف الانهيار ولا يستبعد أن النتائج الكارثية التي ستخلفها المجاعة ستجعل الكل يخسر بما فيها الأمم المتحدة، وتكرار استفادة التنظيمات الإرهابية «القاعدة» و«داعش» من المجاعة، كما يستفيدان من الحرب، وعودة الحياة لهما بقوة بعد أن كانا يعيشان في رمقهما الأخير، كما جاء في قول الشاعر أبو الطيب المتنبي: «مصائب قوم عند قوما فوائد».

تطرح تساؤلات مثيرة عن هذه الأرقام المخيفة التي تشير إلى أن اليمن يواجه اليمن واحدة من أسوأ أزمات الجوع التي شهدها العالم، حيث يعاني 18 مليون شخص من الجوع (من أصل نحو 27 مليوناً)، أو ما يقرب من ثلثي عدد السكان الذين لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية، وفق الأمم المتحدة.

وتتمحور تلك التساؤلات حول الأثار المتوقعه من استمرار هذه المجاعة، وهل هي مفتعلة أم جاءت كنتاج لا مفر منه لسوء الإدارة والسياسات الخاطئة التي تدار بها البلد الذي يعاني من التفكك وويلات الحرب؟ والكارثة إذا كانت هذه الأزمة الإنسانية، والمجاعة من صنع المتحاربين أنفسهم، وتدخل في سياق مراحل الحرب أو ما يسمى بالحرب الاقتصادية.

فإذا كان الفقر، الجهل، غياب الدولة، الحروب، الفساد والأزمات من أهم العوامل التي تستفيد منها التنظيمات الإرهابية، وتوظفها لإبقاء وجودها حياً في المجتمع اليمني، ولو كان على حساب قتل اليمنيين، كما يحدث من الحرب الدائرة فيه منذُ ما يقارب أربعة أعوام التي أثبتت ان الخاسر الأكبر فيها هو الشعب اليمني شمالاً وجنوبا، والمستفيد الأكبر منها تنظيما «القاعدة» و«داعش» حيث تعددت استفادتهما منها لبناء قدراتهما، وإعادة إنعاشهما بصورة متجددة ماديًا، بشرياً، وتنظيمياً، وتسليحاً، وتدريباً، وبأقل كلفة مقارنة بالكلفة العالية في ظروف السلم. فلنا هنا أن نتصور مدى استفادتهما المتوقعة من وضع المجاعة ومآسيها؟
يمكن التأكيد بأن المجاعة، وما سينجم عنها سيخلق وضع مأساوي، ستزداد فيه الجريمة، وسيخلق فوضى أمنية، والتمرد على القيم، والأخلاق، والعادات، والتقاليد، وستسعى التنظيمات الإرهابية «القاعدة» و«داعش» ولو على حساب إبادة اليمنيين، لتقديم نفسيهما كطوق النجاه الوحيد للمواطن، لمجابهة المجاعة – ليس بالإشفاق عليهم – وإنما بابتزازهم، ولكونهما المستفيد الأكبر من الحرب، فهم يتلذذون بسماع أنين الفقراء الذين يتضورون، جوعاً وبصيحات الألم التي تنطلق من حناجرهم لإن جل اهتمامهم هو استثمار وضعهم المأساوي لاستقطابهم للعمل لديهم مجبرين، بعد أن أغلقت معظم الأبواب أمامهم.
ما نخشاه أن يرث اليمنيون إرهاباً جديداً من المجاعة، وتصب نتائجها لصالح التنظيمات الإرهابية «القاعدة» و«داعش» ويصبحا المستفيد الأكبر منها، كما استفادا من الحرب، ويعاودا أنشطتهم بقوة، أكثر مما كان عليه الحال قبل المجاعة، ويتكرر مشهد الحرب بالاستفادة والخسارة، وتتحوَّل «المجاعة» إلى الرئة التي ستتنفس بها التنظيمات الإرهابية في اليمن، وتعيد لها أنفاسها، بعد أن كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة.

اخبار اليمن اليوم الخميس 4/10/2018


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق