اخبار الامارات - "إرث الأولين" هكذا حافظت الإمارات على تاريخها

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
125 ألف سنة رسمت تاريخاً حمل بين ثناياه مراحل بناء وتنمية الدولة حتى وصلت إلى ما غدت عليه اليوم من ازدهار في مجالات شتى أوصلتها إلى العالمية.

أولت دولة الإمارات اهتماماً فائقاً بـ"إرث الأولين" وعملت عبر مجموعة من المبادرات والإجراءات لحفظ الوثائق والمواقع الأثرية التي رسخت مراحل تكون الدولة، إيماناً منها بأن الماضي أساس الحاضر والمستقبل، كما قال مؤسس الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: "من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل".

الموقع الجغرافي الاستراتيجي الفريد الذي تميزت به الإمارات، وتعدد المناطق الأثرية والتاريخية فيها جعلها واحدة من أهم النقاط التجارية في منطقة الخليج على مر العصور، وقد ظهرت فيها العديد من الحضارات التي تركت خلفها الكثير من المواقع الأثرية التي تؤرخ مراحل مهمة من التاريخ الإماراتي العريق.

مقابر جبل حفيت

ومن أبرز المعالم السياحة والمواقع التاريخية والأثرية في الإمارات والمدرجة في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للتراث العالمي، "جبل حفيت" الذي يقع في مدينة العين على الحدود بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات، ويبلغ ارتفاعه 1.160 متر، وبذلك هو أعلى جبل في العاصمة أبوظبي، وخامس أعلى جبل على مستوى الإمارات، ويتكون من صخور كلسية شديدة الانحدار، تعرضت لعوامل مناخية على مدى ملايين السنين.

%D9%82%D9%82%D9%82%D9%82%D9%82%D9%82%D9%

وتعود أهمية مقابر جبل حفيت الأثرية والتاريخية الموجودة فيه، إلى ما يقارب الـ  آلاف سنة، إذ اختار سكان مدينة العين الأوائل في تلك الفترة المنحدرات الشمالية والشرقية لتكون مدافن لموتاهم، وتم العثور بمنطقة جبل حفيت على مئات المدافن بالإضافة إلى القطع الأثرية التي توضح الروابط التجارية مع بلاد الرافدين القديمة "" وإيران ووادي السند "باكستان والهند".

وتم بناء المدافن الموجودة في منطقة جبل حفيت على مدى 500 سنة بين 3200 و2700 قبل الميلاد، حيث تقع أبرزها في مقبرة على طول السفوح الشرقية كما تم العثور على مدافن أخرى على طول قمم التلال والمرتفعات البارزة المؤدية للشمال من جبل حفيت في اتجاه مدينة العين بحوالي 20 كيلو متراً.

مستوطنة جزيرة أم النار

وتحتل جزيرة "أم النار" موقعاً أثرياً مميزاً أثمر عن اكتشافات كبيرة عكست ثقافة وأسلوب حياة سكان العصر البرونزي في دولة الإمارات، وتعتبر هذه الجزيرة بمثابة موطن لمستوطنة كبيرة لعبت دوراً فعالاً في التجارة الإقليمية في الفترة ما بين 2500 و 2000 قبل الميلاد تقريباً، وتضم الجزيرة التي تم التنقيب فيها لأول مرة بواسطة فريق أثري دنماركي عام 1959، العديد من الأبنية والمدافن الهامة التي تعكس ثقافتها، إذ اكتشف فيها 50 مدفناً حجرياً دائرياً بالإضافة إلى مستوطنة سكنية.

jjjjjj.jpg

وتحتوي المقبرة التي تم اكتشافها في الجزيرة على العديد من المدافن الموجودة فوق سطح الأرض والتي تنقسم إلى غرف يتم الوصول إليها من خلال مداخل صغيرة، وقد صممت كل غرفة لتضم العديد من رفات الموتى، التي من الصعب معرفة الرقم الفعلي لها بفعل الزمن ونبش القبور، كما وتم اكتشاف العديد من المباني المصنوعة من حجر الخام منها المنازل والمخازن التي استخدمت لتخزين ونقل البضائع من الجزيرة إلى المناطق المحيطة بالخليج العربي.

وعثر علماء الآثار في جزيرة "أم النار" أيضاً، في المستوطنة التي كانت قائمة على الجزيرة، على العديد من الآثار التي كشفت عن حياة السكان الأوائل فيها، شملت القلائد والمجوهرات ودبابيس الذهبية والأسلحة النحاسية والأواني الفخارية المستوردة والمحلية المزخرفة بتصاميم تفصيلية، بالإضافة إلى القطع البرونزية، مثل خطاطيف الصيد المصنوعة محلياً من النحاس.

جزيرة صير بني ياس

وتجمع جزيرة "صير بني ياس" الطبيعية والتي تعتبر أكبر جزر دولة الإمارات، بين الحياة البرية العربية والتاريخ العريق، إذ تعد الجزيرة اليوم موطناً لآلاف الحيوانات البرية والملايين من الأشجار والنباتات، وملاذ للطيور.

888888888888888.jpg

ويعتبر "منتزه الحياة البرية العربية" الذي يقع في جزيرة صير بني ياس من أكبر محميات الحيوانات البرية في منطقة شبه الجزيرة العربية حيث يغطي أكثر من نصف مساحة الجزيرة، ومن أبرز الحيوانات التي يضمها: المها العربي والغزلان والزرافات، بالإضافة إلى الضباع والفهود الصيّادة.

ومن الجانب التاريخي، اكتشف في جزيرة صير بن ياس في أوائل التسعينات كنيسة ودير مسيحي يعتبران الوحيدين على أرض دولة الإمارات وأول دليل معروف على وجود المسيحية في المنطقة، ويعتقد بأنه تم بنائها عام 600 للميلاد، وهجر عام 750 للميلاد، وقد تمّ اكتشاف بقايا هذا الدير أثناء عمليات التنقيب التي حدثت في جزيرة صير بني ياس عام 1992.

وتم تحديد المبنى على أنه كنيسة من خلال وجود صلبان الجص وكذلك من المخطط المعماري للموقع الذي يشبه الكنائس القديمة المعروفة من أماكن أخرى في الخليج العربي.

خور دبي

ويعتبر "خور دبي" ذو الأهمية التاريخية والدور الرئيسي بالتنمية الاقتصادية في المنطقة عبر التاريخ، مدخل طبيعي لمياه البحر في الخليج العربي، ويقع في قلب مدينة دبي إذ يبلغ طوله ما يقارب 15 كم، ويقسم مدينة دبي إلى شقيها الأساسيين ديرة وبر دبي، ويصب في محمية رأس الخور.

ويشكل خور دبي والأحياء التاريخية المحيطة به موقعاً مميزاً ذو قيمة عالمية كبيرة، إذ تخلق المكونات الطبيعية والمعمارية والثقافية في منطقة الخور مشهداً حضرياً فريداً، وذلك لاختلاط التأثيرات والتفاعلات الإنسانية من الخليج العربي بأكمله إلى مجموعة متماسكة وحيوية تحافظ على القيم التراثية الملموسة وغير الملموسة.

وكان "خور دبي" الذي يشكل ميناء طبيعياً للسفن العربية، يعتبر أحد الموانئ التجارية العربية القليلة الآمنة، وتم تعميق "خور دبي" في خمسينيات القرن الماضي لتشكيل قناة بحرية صغيرة، وبدأت أول عمليات الاستيراد والتصدير من خلاله عام 1961، إذ اشتهر بالعمليات التجارية كتصدير واستيراد الذهب والتوابل والأسماك، وعليه كان "خور دبي" الملاذ الآمن والطبيعي للمستوطنين الأوائل.

مسجد البدية - الفجيرة

يقع مسجد "البدية" التاريخي الذي تتميز به قرية البدية الإماراتية، على الطريق الساحلي بين مدينتي دبا وخورفكان المطلتين على ، بالقرب من تل حجري صغير، وعلى بعد 35 كيلومتراً تقريباً من شمال إمارة الفجيرة، ويعود تاريخ بناء مسجد البدية إلى 1446، وذلك وفقاً لما كشفت عنه نتائج دراسة أجرتها إدارة التراث والآثار بالفجيرة، بالتعاون مع جامعة سيدني في أستراليا خلال موسم التنقيب 1997-1998.

8888888888888888887777777777777777777777

ويتميز مسجد "البدية" المبني من مواد بسيطة كالأحجار والطين والجبس، والتي تبلغ مساحته 53 متراً مربعاً، ويستوعب ما بين 50 و70 مصلياً، عن غيره من المساجد القديمة والحديثة، بمساحته الصغيرة، وطريقة بنائه وعنصره المعماري والإنشائي في التسقيف، إذ لم تستخدم الأخشاب في رفع سقفه، بل يعتمد على عمود واحد في وسطه يحمل قباب المسجد الأربع في نظام هندسي بديع.

وتتسم قباب المسجد المربع متساوي الأضلاع بأنها غير متساوية في الحجم، وكل قبة منها مكونة من ثلاث قباب مركبة الواحدة فوق الأخرى، ويحمل هذه القباب الأربع عمود وسطي واحد وهو العمود الرئيس، فيما توجد أعمدة جانبية صغيرة أخرى، وتستند إلى قمة العمود الوسطي أسس البناء وقواعد سقف المسجد التي تحمل القباب الأربع في نظام هندسي فريد من نوعه.

ويتكون منبر مسجد "البدية" من سلم به ثلاث درجات للأعلى، كما ويوجد على جدران المسجد بعض الآثار لنقوش وزخارف طمست معالمها بفعل الأيام، والواضح منها يشبه أسنان المنشار.

موقع الدور التراثي

تمثل منطقة الدور التراثي بإمارة أم القيوين التي بدأت الاكتشافات الأثرية فيها منذ 1970، أحد أكبر المواقع الأثرية في دولة الإمارات، المحاطة بشكل طبيعي بسلسلة من الكثبان الرملية العالية التي تحميه من الرياح البحرية الشمالية السائدة في المنطقة، وتعتبر رمزاً للتراث الحضاري والثقافي في الإمارات.

كما تعتبر منطقة الدور من أغنى المناطق التراثية والأثرية في الدولة، إذ يشمل موقعها فترات متعددة من استيطان البشري منها فترة العبيد والعصر البرونزي، والعصر الحديدي، وفترة ما قبل الإسلام وهي فترة الاستيطان الرئيسي، حيث تم استيطان الجزء الأكبر من المنطقة، وغطت عشرات التلال بالمباني والقبور المبنية من الحجارة وتعتبر هذه الفترة هي فترة ازدهار الموقع.

ويتميز موقع الدور الذي تعود بعض الآثار المكتشفة به إلى 2000 عام قبل الميلاد، بعدد كبير من التشكيلات الجنائزية والمباني السكنية التي بنيت من الحجارة المحلية، وكانت تضم مجموعة من الهياكل العظمية للذكور والإناث، إضافة إلى بعض أدوات الحياة اليومية، حيث بينت عادات الدفن والشعائر الجنائزية في تلك الفترة.

واكتشفت البعثة البلجيكية عام 1987 بمنطقة الدور التراثية، معبد إله الشمس الذي يتميز بشكلة شبه المربع وجدرانه الخارجية المكسوة بالجص ومداخله المحاطة بالزخارف الهندسية، كما توجد في وسط المبنى كتلة حجارة ضخمة وصفت بأنها مذبح، وينتصب خارج المبنى أربعة مذابح أخرى مبنية من صخور شاطئية.

وتم العثور على العديد من المكتشفات الأثرية داخل المعبد، منها مصباح برونزي زيتي روماني الصنع، وعدد من المباخر الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام بالقرب من موقع المعبد، ما يدلل على أن طقوساً معينة كانت تجري داخل المعبد، فوجود المصباح الرئيسي والمباخر دليل قاطع على هذه الطقوس.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 24 ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق