اخبار الامارات - دبلوماسية الإمارات.. 48 عاماً من المكاسب والإنجازات

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
تلعب دولة الإمارات دوراً محورياً في استتباب الأمن والاستقرار وإرساء أسس السلام في المنطقة ومحاربة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وعلى مدار 48 عاماً، خطت خطوات كبيرة، وتبنت مواقف تاريخية، ومدت أياديها البيضاء في أرجاء المعمورة، ما جعلها منصة عالمية للابتكار في المجال الدبلوماسي.

وتعتبر الإمارات اليوم دولة رائدة في مجال استخدام القوة الناعمة للتأثير في الساحة الدولية في مجالات استخدام الطاقة النظيفة، ومواجهة التحديات المناخية، وخلق فرص التعاون والتعايش بين الحضارات من خلال بناء الجسور، وتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع العديد من الدول حول العالم، إضافة إلى تقديمها المساعدات للدول النامية على أوسع نطاق في مختلف المجالات، حيث تحتل دولة الإمارات المركز الأول على الصعيد العالمي في مجال تقديم المساعدات والدعم المادي للدول المنكوبة والفقيرة.

رؤية زايد

ومنذ قيام الاتحاد بتاريخ 2 ديسمبر 1971، أدرك مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أهمية الدبلوماسية والعلاقات الخارجية للدولة الجديدة، وكان لديه برنامج عمل واضح في هذا الصدد، في صلب سياسته كان حريصاً على توحيد الرؤية للموقف داخل الوطن العربي، وكان شعاره الذي حمله في قلبه دائماً، التآلف والتسامح بين العرب وصمودهم واتحادهم حيال الآخرين، وكان دائم السعي لتوثيق علاقة الدولة بجيرانها، وكان لجهوده هذه دور كبير في إنشاء في 25 مايو (أيار) 1981.

ومن المنظمات الدولية والإقليمية، التي بدأت دولة الاتحاد المساهمة في أعمالها بنشاط وفاعلية واستمرارية، الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وحركة عدم الانحياز، وكانت توجيهات الشيخ زايد لدبلوماسيي الدولة تقضي بالمطالبة بالحد من إنتاج أسلحة الدمار الشامل وبيعها، ووضع حد للأعمال الإرهابية، ودعم المؤتمرات واللقاءات الدولية، لاسيما تلك التي ترعاها الأمم المتحدة، انطلاقاً من إيمانه الشديد بأهدافها آنذاك في حماية الأمن والاستقرار الدوليين.

أولويات

وكان الشيخ زايد دائم الحرص على أن يضع مشكلة الجزر العربية الثلاث التابعة للإمارات، والواقعة تحت الاحتلال الإيراني، أمام المجتمع الدولي من خلال منابر المنظمات، وذلك بهدف تسليط الضوء على الظلم اللاحق ببلده، كما كانت توجيهاته إلى الدبلوماسيين الإماراتيين تؤكد أهمية الدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

الخطوات الأولى

وارتأى الشيخ زايد أن العلاقات مع الدول المفردة لها أهمية استراتيجية كبيرة، وبدأت دولة الإمارات مشوار الدبلوماسية بإنشاء سفارة في الأمم المتحدة، وكان مهدي التاجر يتخذ من بريطانيا مقراً له، وتندرج ضمن مسؤولياته جميع دول أوروبا الغربية، وكان تريم عمران في ، وسعيد غباش في ، وراشد المخاوي في الكويت، وبدأت وزارة الشؤون الخارجية من خلال إنشاء أربع سفارات وبعثة واحدة بالأمم المتحدة.

الانضمام للمنظمات الدولية
وفي التاسع من ديسمبر (كانون الأول) 1971، تم قبول الإمارات عضواً بالأمم المتحدة، لتكون العضو الـ132 بالمنظمة الدولية، وقال الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك "كورت فالدهايم" عقب ذلك: "تبين لي أن رئيس دولة الإمارات كان علماً من أعلام الحكمة، وكان معروفاً في منطقة الخليج بما يصوغ من الأفكار النيرة، وبما يتمتع به من على الصعيد الدولي".

كانت الدبلوماسية والصداقة الراسخة تتصدر أولويات الشيخ زايد، إدراكاً منه لمدى حاجة الإمارات العربية المتحدة إلى الأصدقاء في العالم، وفي هذا السياق قام في 1972 بزيارات رسمية شملت: باكستان، والسودان، وعمان، ومصر، وبريطانيا، وليبيا، والصومال.

السفارات والبعثات

ولم تمضِ أشهر على إعلان تأسيس الإمارات حتى كانت الدولة الفتية تفتح لها سفارات وبعثات دبلوماسية في عواصم كبرى في العالم، و بدأ الشيخ زايد، استشرافا لمستقبل الدولة بإعداد السلك الدبلوماسي قبل إنشائها بأشهر، وبدأت عملية اختيار المرشحين للخدمة الدبلوماسية وتدريبهم بعد اجتماع دبي في صيف 1971.

مميزات السياسة الخارجية

ونجحت الدبلوماسية الإماراتية منذ قيام الاتحاد وحتى اليوم، في أن ترسخ أقدامها وتحقق حضوراً متزايداً ليس على مستوى المنطقة والوطن العربي فقط، لكن على مستوى العالم، وذلك بما تميزت به سياسة الإمارات الخارجية من روح العدالة، وحماية حقوق الإنسان واحترامها، من خلال تشريعات حرصت على تكريس المساواة والعدالة بين أبناء الشعب، وإعطاء المرأة حقوقها، وتوسيع تمثيلها في السلطتين التنفيذية والتشريعية، وتعزيز مشاركتها في أسواق العمل، بتجسيد منظومة المثل العربية الإسلامية الحقيقية، إضافة إلى تطوير التشريعات الكفيلة بحماية حقوق الإنسان، وتوقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية والدولية والالتزام بها.

البناء ونشر السلام

وتركت دبلوماسية الإمارات بصمات واضحة عبر 4 عقود ونيف في احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات، سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، وسعت دائماً لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعديد من الدول النامية، خصوصاً تلك التي تشهد صراعات أو نزاعات أو كوارث طبيعية، علاوة على مساهماتها الفاعلة في العديد من عمليات حفظ السلام، وحماية السكان المدنيين، وإعادة الإعمار في المناطق بعد انتهاء الصراعات، وهو ما يجسد شراكتها المتميزة مع أطراف عدة، وتفانيها لتحقيق الأهداف النبيلة من صيانة واستقرار السلم والأمن الدوليين.

دعم السلم والاستقرار

وتميزت السياسة الخارجية لدولة الإمارات، التي وضع نهجها مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالحكمة والاعتدال وارتكزت على قواعد استراتيجية ثابتة، تتمثل في الحرص على التزامها بميثاق الأمم المتحدة، واحترامها للمواثيق والقوانين الدولية، وإقامة علاقات مع جميع دول العالم، على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والعمل على حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية، والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل، والإسهام الفعال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين.

مكانة مرموقة

وحققت الدبلوماسية الإماراتية انفتاحاً واسعاً على العالم الخارجي أثمر عن إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية، مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، ما عزز المكانة المرموقة التي تتبوأها الدولة في المجتمع الدولي.

وتمكنت الدولة بقيادة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من تعزيز أركانها وأخذ مكانها المتميز في تاريخ المنطقة والعالم، كواحدة من أهم وأنجح التجارب الوحدوية في التاريخ المعاصر، وتواصل الدبلوماسية الإماراتية جهودها في بناء وتعزيز علاقات الدولة مع مختلف دول العالم، حيث بلغ عدد الدول التي ترتبط مع دولة الإمارات بعلاقات دبلوماسية أكثر 192 دولة، فيما ارتفع عدد سفارات الدولة في الخارج إلى 84 سفارة و20 قنصلية، إضافة إلى أربع بعثات دائمة.

وأدركت الإمارات الأهمية المتنامية للقوة الناعمة في العلاقات بين الدول وفي تحقيق المصالح الوطنية، فسخرت قدراتها وإمكاناتها لتكون قوة ناعمة بكل معنى الكلمة على مستوى المنطقة والعالم بأسره.

أهمية استراتيجية ودولية
وعُرفت الدولة دائماً بنهجها السلمي وميلها الدائم إلى الاعتماد على مصادر قوتها الناعمة في صياغة، وممارسة سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية، والتي ترسخت بشكل لافت في السنوات الأخيرة، ونظراً لتعاظم مكانة الإمارات إقليمياً ودولياً، وفاعلية دورها على الصعيد الاستراتيجي، في حل الأزمات الإقليمية، بما تملكه من قوة ناعمة تعضد قدرتها على التواصل والتأثير على الفاعلين الإقليميين والدوليين، تسارع دول عديدة ومنها دول عظمى لتوطيد علاقاتها معها، وبناء الشراكات الاستراتيجية المتينة فيما بينها.

إنجازات مستمرة
وباتت الدولة محطة مهمة لإقامة كبرى المشاريع والتحالفات الدولية، وتمضي في مسيرة إنجازاتها وطموحها لا يحده سقف وأحلامها تحولت لواقع بإنجازات مشهودة عربياً وإقليمياً وعالمياً، يفاخر بها أبناء زايد الذين ينظرون دائماً للمستقبل البعيد بأمل، ويعملون من أجله بكل عزيمة وإصرار سائرين على خطى قيادة حكيمة عبرت بهم كل حدود العالم وصولاً إلى الفضاء.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 24 ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق