اخبار اليمن الان الأربعاء 11/1/2017 نحو تطوير دعوة التصالح والتسامح من مناشدة أخلاقية إلى مشروع سياسي وطني

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

الان الأربعاء 11/1/2017

صدى / خاص / صالح عبدالله مثنى

بقلم: صالح عبدالله مثنى

عشر سنوات مضت على إطلاق الدعوة للتصالح والتسامح ولكن شيئاً كثيراً لم يتغير في الواقع، وعلى العكس فقد ازدادت الأستقطابات والتعيينات والتشكيلات والعداءات القروية والمناطقية وتكريس النزعات الأنانية الضيقه  بدون الادراك بأن بعض تلك الظواهر كانت القشه التي قسمت ظهر البعير في صراعات الماضي وادت تداعياتها إلى أن اضعنا دولةً واذا سمحنا لها ان تتكرر في المستقبل فسنضيع وطناً، و"التاريخ لن يكرر نفسه الا بشكل المأساة أو شكل المهزله أو كلاهما معاً"كما تقول الحكمه التاريخية وكما قال القائد فرونزا "اذا لم نطلق مسدساتنا على الماضي سيطلق مدافعه علينا".

في الماضي ومع بدايات ظهور تلك الخلافات والنزاعات في كل مرحلة  كنا ندعو لمعالجتها وتعزيز الوحدة الوطنية ونحذرمن النتائج الكارثية لاندلاع احداثها الا أن احداً لم يكن يسمع اصواتنا من الصفوف الخلفيه بينما البعض كان يراها موقفاً عدائياً قبل أن يدرك صوابها في وقت متاخر، واعتقد ان هناك من لازالوا يعيشون  معنا على قيد الحياة يتذكرون ذلك ، واليوم نجدد قرع اجراس الخطر قبل ان يصبح واقعاً إذا ماتركت الأمور تمضي على عواهنها، وندعوكل من عاشوا تجارب الماضي وجميعهم عانوا اوخرجوا منها خاسرين وكل القادرين على المساعدة في كبح تفاقم ظواهر التفكك السياسي والمجتمعي  وتنامي مشاعر العداءات الفئوية والمناطقية،وان نعمل جميعاً كي لايعيش انقسامات وصراعات جديدةً مرةً اخرى ،وان ندعوا شقاؤنا واصدقاء وشركاء الجنوب من الخارج لدعم حق الجنوبيين في الحياة بسلام  في ضل الحرية والعيش بكرامه وحقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم ،إن الوقت مازال متاحاًومازال هناك متسعاًمن الوقت وزمن كاف لوقف تدهور الخدمات والأوضاع العامة إلى الأسوأ فالسلطات المحلية والقوى الأمنية تبذل جهوداً جبارة مدعومة من المجتمع وسط تهديدات قوى التطرف والأرهاب ، ان شراكة الجميع في مواجهة تلك التحديات غدى يكتسب ضرورة موضوعية، ذلك ان نتائجها الكارثية المحتملة لن تتوقف عند إذكاء الفتن المقيته بل تتجاوزها إلى تمزيق الجنوب وجعله بيئة خصبه للتطرف والأرهاب ليلحق الضرر بالجنوب ومحيطه الأقليمي والدولي.

ولتفادي تلك المآلات المحتمله فان تطوير الدعوة للتصالح والتسامح  من مناشدة اخلاقية الى مشروع سياسي وطني اصبح حاجة ملحة لبعث القيم  الوطنية والأجتماعية والأنسانية  التي قامت عليها كل الأنتصارات المحققه في الماضي والحاضرواستلهامها  لتأمين الأستقرار والحرية والأزدهارللوطن، وفي سبيل ذلك فانه من الضروري النضرالى خلفيات الحاجه لدعوةالتصالح والتسامح في اطارها التاريخي الأشمل.

في مسيرته النضاليه المجيده من اجل الحريةوالكرامة الوطنية والتقدم الأجتماعي اجتازالجنوب دروب من الألام والأمال من الأنتصارات والأنكسارات من النجاحات والأخفاقات ، ولكن تأثير التخلف الأجتماعي الشامل والأختلافات حول الطرق للقضاء عليه ،وتجارب الثورات اليسارية الشعبوية،وغياب ارث الدوله الوطنية،ونقص المعرفة ،وهيمنة الثقافةالتقليدية والشموليه ونزعاتها الأنانية،والضغوطات والتدخلات الخارجية وجد الجنوب نفسه في حالة من الصراعات المتلاحقة التي استهلكة الكثير من مكاسب الثورة وقيمها والكثيرمن قيادات الوطن  وكوادره اضعفته وافقدته الأمكانية والقدرة على تطوير دولته الوطنية ورؤية المستقبل بصورة افضل ودفعته الى وحدة سياسية يمنية فاشله انقلبت وبالاً عليه بحرب عدوانية ضده في العام ١٩٩٤م انهت شراكته السياسية ودمرت مؤسساته ونهبت ثرواته ولاحقت وشردت قياداته وكوادره وفاقمت المأساه اصرار قوى الهيمنه والعدوان على استعبادالجنوب بشن الحرب الظالمة عليه من جديدفي العام ٢٠١٥م.

ومعها أدرك الجنوب بأنه أضاع كل شيئ وعاد إلى نقطة الصفر وان عليه أن يشرع من البداية لاستعادة حقوقه الوطنية كما ادرك في الوقت ذاته انه لن يحقق ذلك بدون تجاوز ارث الصراعات الماضية ويتحد في مواجهة العدوان،فرفع دعوة التصالح والتسامح وانتصربها وكان يمكنه البناء عليها وتعزيزها بإنجاز سياسي في السير على طريق توحيد                                الحركة الوطنية الجنوبية وجعلها اطارا ًجامعاً لحشد كل قوى المجتمع الجنوبي وتنضيم مشاركته في مواجهة كل تلك التحديات التي تقف امامه.

والبداية تكمن في استيعاب المعاني الكاملة لدعوة التصالح والتسامح، فالناس هنا يتسامحون من ماذا؟ وعلى ماذا يتصالحون. إنهم يتسامحون على ماارتكبوه ضد بعضهم في مراحل مختلفة من اعمال عدائية اوقعت الكثير من الضحايا واهدرت الكثير من الحقوق والمصالح الخاصة والعامة وهدفت الى استبعاد طرف وسيطرة طرف آخر من نفس النسيج الوطني والأجتماعي، والتصالح يعني نبذ تلك الأسباب والنتائج وهذا يحدد ان التسامح يقوم على التخلي عن نزعة الأستئثاروالأقصاء ويقوم التصالح على اقرار مبدأ الشراكة الوطنية واعتماد مبدأ الكفاءة والنزاهة في الوظيفة العامة وليس شيئاً آخر والإنطلاق من ذلك للعمل معاًلتطبيع الاوضاع العامة،واضفاء الطابع الوطني على كل المؤسسات المدنية والعسكرية، والحفاظ على البنية التحتية لمؤسسات الدولة وتطويرها وتأمين الخدمات الاجتماعية للشعب، وتحقيق الأمن والأستقرار ومحاربة الإرهاب،وتشغيل المرافق الخدماتية والاقتصادية المنتجة بكفائة ونزاهة وهي التي كانت تؤمن موارد الموازنة العامه لدولة بأسرها وضمنها النفقات الجارية لدفع رواتب قرابة ال٣٥٠الف موظف والايفاء بكل متطلبات قوات الأمن والدفاع الوطني لافضل جيش في المنطقة بأسرهاً ، واذاجرى التعاون والدعم والعمل معا ًلأنجاز هذه المهام تكون قيم التصالح والتسامح قد وضعت في خدمة الشعب بالدرجة الاساسية.

إن على نشطاء الحركة الوطنية الجنوبية وهم يثابرون اليوم لأحياء الذكرى السنوية لدعوة التصالح والتسامح أن يقيموا مدى الأستجابة الفعلية لتلك الدعوة في الواقع وعليهم ان يضيفوا ويبتكروا الإمكانيات والأساليب لتطويرها من مناشدة أخلاقية إلى مشروع سياسي وطني وصياغة معاني وأهداف تلك الدعوة في إطار وثيقة وطنية تحضى     بالتأييدوالدعم من كل الفعاليات الثورية والسياسة والمجتمعية والتوافق على تشكيل هيئة وطنية لمتابعة تنفيذها بالاستفادة من تجربة تشكيل هيئة مكافحة الفساد مع مراعاة اختلافهما طبعاً. 

 وبذلك نكون قد منحنا الذكرى السنوية لدعوة التصالح والتسامح حق الأحتفاء والأحتفال الذي تستحقه كمناسبة وطنية فعلاً.

اخبار اليمن الان الأربعاء 11/1/2017


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صدى عدن ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صدى عدن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق