اخبار الامارات اليوم - المرشد الأسري

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

** تشكو امرأة تغيّر حال ابنها الذي بدأ بالتدخين في الخفاء، فكيف تواجه هذه المشكلة، وكيف تتعامل معه؟

■■ يقول المستشار الأسري، عيسى المسكري، إنه ما من يوم يمر في حياة أي إنسان منا، إلا وأحداث متجددة متقلبة تطرأ علينا وعلى مستقبلنا، بعضها سارة وأخرى مفزعة، تؤرق مضاجعنا، وتُحيّر تفكيرنا، خصوصاً عندما نرى أبناءنا، الذين هم قصة نجاحنا، وثمرة جهودنا، تظهر منهم وفيهم ظاهرة سيئة لم تكن من ضمن مخططاتنا، فالتدخين من قبل أبنائنا يعد صفعة مؤلمة على خدودنا، وصدمة مفاجئة تجبرنا على أن نغير نمط تفكيرنا وطرق تربيتنا.

والمشكلة ليست بهيّنة، بل تحتاج إلى تكاتف الجهود من أجل القضاء عليها، البيت يراقب، والأسرة تربي، والمدرسة تعلم، والشاب في مرحلة ما تغريه التجربة الغامضة الخفية، من قبل صحبة واهية أو صورٍ ثابتة أو متحركة تخدع التفكير وتجذب العاطفة تتمثل في شخصيات قوية البنية تظهر عليها الشجاعة، وكأن التدخين الذي بيدها زر للوصول إلى تلك الرجولة الكاملة المبرمجة، فينخدع الشاب من خلال هذه الصورة المثالية الواهية.

وما أكثر الشباب الذين يلجأون إلى التدخين بحثاً عن الرجولة العاجلة كأغنية يرددونها ولا يفهمون مغزاها، ويعد التدخين تجربة مؤقتة أو عادة متأصلة تعتمد على القناعة أو الشخصية، فليس كل من دخل هذه التجربة ثبت عليها، ولكن استمرارية الشاب في هذه التجربة لها دوافعها النفسية التي تأتي أكثرها تعبيراً عن شعور دفين، وحاجة داخلية إلى إشباعها، إشباع الفراغ القاتل بوسيلة ملهية، فيجد صاحب التجربة ضالته في استنشاق مخدر يلجأ إليه، ليملأ به وقته ويغيّب تفكيره.

ولا يجد الشاب بعد إدمانه منه لذة، ولا يستطيع الفكاك منه، وهذا ما ذكره علماؤنا بأن مدمني الشهوات يسيرون إلى حالة لا يتلذذون بها، وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها، فأسرع علاج هو ما جاء مبكراً، فإذا بدأ الشاب بالتدخين كانت فرصة الأسرة من أجل حل المشكلة أسرع وأكبر، بدلاً من الإحباط أو الاستسلام، فالمواجهة التربوية الصادقة، والحوار المنطقي الهادف، والاقتراب العاطفي الدافئ، وسيلة ناجحة للوصول إلى نتائج مُرضية.

ويمكن الحل في بيئة طيبة وصحبة صالحة وملء الفراغ بما هو نافع، وتعد هذه الدعائم جسوراً للوصول إلى شخصية حاجبة عن المؤثرات السلبية المواجهة، ولا تحل المشكلة إلا بعد معرفة الدوافع الدفينة - الرجولة - وتعديلها بسلوك آخر ايجابي بالدوافع نفسها، والأمر يحتاج إلى المراقبة الذاتية، والوازع الداخلي، والإيمان الذين يرفع المقام، ويسمو بصاحبه إلى أعلى منزلة.

المستشار الأسري


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق