اخبار سلطنة عمان اليوم : لسان صدق : عمان تتكاتف وتصمد

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

اخبار - تسطّر التي تعيشها السلطنة هذه الأيام أروع صور التلاحم بين أبنائها الأوفياء حكومة وشعباً ويشيد بها المقيم على أرضها والمتابعين إقليمياً وعالمياً، ولا غرابة في ذلك إذ أن روح المواطنة والقيم الأصيلة متأصّلة ومغروسة في نفوسهم منذ القدم، وقد رعاها وأنبتها نباتاً حسناً قائد نهضتنا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي قيّضه الله تعالى ليكون لنا نبراساً نهتدي به في الأخلاق الحميدة وفي كل مجالات الحياة.
إن استعداد المنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة التي تضم العديد من الجهات المدنية والعسكرية للتعامل مع هذه الحالة وما رأيناه عبر وسائل الإعلام المختلفة من جهود تنظيمية وتأهب تام لمواجهة () ومجابهة مختلف الكوارث لهو دليل واضح للعيان على كفاءة أفراد تلك الجهات في إدارة الأزمات وخاصة رجال قواتنا المسلحة الذين يبلون بلاء حسناً في سبيل أمن وسلامة الوطن والمواطن.
المواطنون بدورهم والمقيمين على هذه الأرض الطيبة رجالاً ونساءً من أقصى الشمال إلى أقصى شمّروا عن سواعدهم وأظهروا استعدادهم وتآزرهم وخرجوا أفراداً وجماعات بكل نشاط وهمّة وتوجهوا الى محافظتي ظفار والوسطى للوصول الى المناطق المتضررة من تلقاء أنفسهم وعبر الفرق التطوعية والمؤسسات الخيرية التي أثبتت دورها في تعزيز قيم التكافل والتعاضد حيث قدموا مواد الاغاثة المختلفة لإخوانهم وساهموا في اصلاح ما يمكن اصلاحه من أضرار، كما تفضل عدد من رجال الأعمال والمواطنين أبناء محافظة ظفار بتسخير جهودهم ففتحوا بناياتهم السكنية ومنازلهم كأماكن إيواء لإخوانهم المتضررين.
إنّ إدارة أزمة الحالة المدارية (مكونو) بمشاركة مختلف الجهات المعنية لهو مشهد ينم عن ملحمة وطنية اتسمت بالانسجام في العمل على مدار الساعة لمتابعة كافة التطورات والمستجدات بدءً من التنبؤات ثم الاستعداد لما قبل التأثير وصولا الى مرحلة الاسناد والانقاذ, فقد تم تهيئة مراكز الإيواء بالمواد والمؤن الأساسية، وجهّزت المعدات اللازمة لمواجهة العاصفة، كما تم نقل المرضى الى مستشفيات ومراكز صحية أكثر أماناً، ونشرت المئات من فرق العمل من أفراد القوات المسلحة لمواصلة الجهود في تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين والمقيمين، وغير ذلك من الاستعدادات، وهو مشهد ليس بغريب علينا فما مرّ على بلادنا من أنواء مناخية سابقة أكّد على ما يتحلى به العمانيين من تعاون وتضامن في السرّاء والضرّاء، فما أشبه الليلة بالبارحة.
وسائل الإعلام بدورها عكفت وبشفافية تامة على نقل الأحداث أولاً بأول مما يؤكد جاهزية جميع قطاعات الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون والمؤسسات الاعلامية الأخرى لتغطية الحالة الجوية ونشر رسائل التوعية للمواطنين والمقيمين من خلال البث الخاص المباشر والمستمر ونشرات الأخبار والحسابات الإلكترونية عبر شبكة مميّزة من مراسلي الاذاعة والتليفزيون والصحف المحلية لإذاعة تفاصيل الحالة المدارية ونقل الصورة الحقيقية والآنية بالكلمة الدقيقة وعلى الهواء مباشرة من مواقع العاصفة من خلال اللقاءات والمقابلات التي تمت مع المسؤولين في محافظتي ظفار والوسطى وكذلك تصريحات القائمين على الأرصاد الجوية والدفاع المدني ومختلف الأجهزة الأخرى، مما أسهم ذلك وبشكل فاعل في بث الطمأنينة والسكينة في نفوس المواطنين والمقيمين.
النجاح الذي تحقق في إدارة هذه الأزمة يرجع إلى تنفيذ الخطة المحكمة التي وضعتها المنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، فتحية اعزاز واجلال لعناصر الأجهزة المختلفة بالمنظومة على الدور الوطني الكبير الذي قاموا به، وكذلك للإعلاميين والصحفيين الموجودين بالميدان والمرابطين في وسائلهم الإعلامية، وللمواطنين في الفرق التطوعية وفريق الاتصالات اللاسلكية للكشافة والمرشدات والمغرّدين المتابعين للحالة في وسائل التواصل الاجتماعي، كل أولئك لهم جل الشكر والتقدير، فمع زوابع الحياة تتكاتف عمان وتصمد وتثبت قوتها وتماسك أبنائها ووحدتهم وترابطهم، (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (صدق الله العظيم)، نسأل الله ـ جلّت قدرته ـ أن يحفظ جلالة السلطان وأن يديم على عمان نعمة الأمن والأمان.

ـ آخر سطر:
اللهم هب لي من رحمتك واجعل لي لسان صدق علياً.

مراسل (الوطن) بالعامرات

jardani1616@gmail.com


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الوطن العمانية ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الوطن العمانية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق