اخبار سلطنة عمان اليوم : إشارة : الحالات المدارية وحسن التعامل

(ميكونو يقترب .. ميكونو يتطور.. ميكونو على وشك الوصول) .. والكثير الكثير من الأسماء والألقاب والمصطلحات التي أطلقت ولا تزالت تطلق على العاصفة المدارية القادمة الى السواحل الجنوبية من السلطنة والشمالية الشرقية من اليمن الشقيق.
فخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية تحولت وسائل التواصل الإجتماعي الى شعلة متأججة من الآراء والإقتراحات والموضوعات والصور والبحوث والإستنباطات والإقتباسات .. والكل يدلو بدلوه في هذا الشأن وكأننا بتنا في عصر التنبؤات والارصاد الجوية وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات لدينا .. لماذا نحن نعيش الحالة الإستثنائية كأفراد دون ترك المجال للمختصين الإدلاء بآرائهم خاصة في الحالات التي تهم حياة وأرواح الناس كهذه الحالة الجوية الإستثنائية .. ولماذا نحن في مثل هذه الغزارة من العلم والمعرفة والإطلاع في احوال الطقس وكأن البعض ينشد الشهرة والاضواء من خلال تناول هذا الحدث علماً بأنه يدخل الى الكثير من المواقع الإلكترونية ويقتبس منها .. وهل ديننا الإسلامي الحنيف وفي هذه الايام المباركة يحثنا على تقديم معلومات مضللة للمجتمع تكون في النهاية خاطئة وتؤدي الى هلاك بعض الأرواح ممن سمع أو اعتقد بآراء هؤلاء البعض .. لماذا لا يكون لدينا قوانين صارمة في الحد من تناول حالات الأحوال الجوية عبر المواقع الإلكترونية دون الحصول على الموافقات الرسمية من الجهات المعنية في هذا الجانب كي تكون تصريحاتهم تتسم بالمصداقية لنعي جيداً نحن مع من نتعامل في الحصول على المعلومة الأكيدة وتوعية الجميع بكل صغيرة وكبيرة.
عموماً العاصفة المدارية قادمة بحول الله تعالى وهي مسيرة وليست مخيرة ونحن بالطبع لسنا مخيرين في مسار وحجم وتكوين وعمق وتأثير هذه العاصفة المدارية أو غير ذلك .. فكل الامور مقدرة بيد الله تعالى ولا راد لقدره تعالى وأن لا نسمع أو نطالع عبر الوسائط ذمّاً أو قدحاً في مثل هذه الأحوال الجوية كون أن السنة النبوية الشريفة تحثنا على قبول ما يأتينا أو يهب علينا من رياح أو عواصف مدارية فكلها من الله عز وجل، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:(الريح من روح الله تعالى تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله من خيرها واستعيذوا بالله من شرها) صدق رسول الله عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم.
ولذا فإننا نأمل ممن يحاول نشر بعض المعلومات عن الحالة المدارية عدم الخوض في مثل هذه المواضيع وترك المسألة لجهات الإختصاص ولرجال الارصاد الجوية الذين نثق فيهم وبمعلوماتهم وببياناتهم ولديهم من الإمكانيات ما يؤهلهم لإعتلاء الصدارة في تصريحاتهم وبياناتهم وعلينا ضرورة متابعتهم فقط دون غيرهم لتحري الدقة وعدم الاستماع الى الشائعات من هنا أو هناك.
فهناك في محافظة ظفار وفي اليمن الشقيق هم أهلنا فلن ننساهم من الدعاء لهم بلطف الله عليهم ونسأل الموالى عزوجل أن يجعله غيث خير وبركة وأن يكون صيباً نافعاً وسُقيا رحمة وأنفع بها البلاد والعباد.
* من أسرة تحرير “الوطن”
turkmany111@yahoocom