سوقطرى و"عكابر " الفتنة !

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

سمير رشاد اليوسفي

أكثر من مرة يُدلي "عادل الجبير" وزير خارجية "السعودية" بتصريحات تؤكد أنَّ دولة "الإمارات" جُزء لايتجزأ من التحالف الذي تقوده بلاده، وأنَّ رؤيتهما بخصوص اليمن "متطابقة" .

لكن ، هناك في اليمن آلاف الحزبيين المُفسبكين ..والمُتوترين(من تويتر، لا من التوتر) يستميتون في تكذيبه.. و - في أحسن الأحوال - تجهيله.. ولا تروقهم تصريحاته، وكأنّهُ ناشطُ مُستجد .. لا وزير خارجية أهم دولة خليجية ؛ فيجهدون في تقديم رأي مختلف مفاده أنَّ السعودية "غيييييير" ، والإمارات "كُخة ومش كويسة"، ولها أجندة خاصة :
يجهلها الجبير ، وتخفى على محمد بن سلمان، ولا يعلم بها والده الملك .

و يُسهبون في تقديم النصائح والتوصيات والتوجيهات للسعودية مُحذِّرين ومنذرين من المخطط الإماراتي المجهول.. و(الخبيييييث؟)، والذي هو : ( أيش هو يا خُبرة وَيَا خبراء؟) ..هاه....لايدرون ماذا هو ، ومن سينفذه، وكيف سينفذه، وأين ، ومتى، ولماذا ؟
فقط هو : مُخطَّط لعين... وابن ستين كلب .. ضد اليمن .. ويستهدف السعودية.. والخليج ، وحتى ضد الإمارات نفسها !!
والعجب العُجاب .. أنّ هؤلاء المتوترين( من التوتر لا من تويتر ) هم أنفسهم من هتفوا بـ"شكراً إمارات الخير" إلى جانب "شُكراً سلمان"، وكاد رئيس حزبهم أن يُغمى عليه من الفرح عندما استجابت دول مجلس التعاون الخليجي - باستثناء سلطنة عُمان- لطلب " هادي " بالتدخل لحماية شرعيته - وأصدر باسم حزبه (المسلم التقي النقي ) بياناً شاعرياً يشكر ويُثَمِن نجدة الأخوة ونخوتهم وتضحياتهم السخية.. !

مع أنَّ الرجل قليل الكلام ، ويكتب بألغاز .. ولا زلت حتى اللحظة محتاراً في تفسير منشور خصصه للحديث عن محافظة يمنية انتكبت بعد أنْ نشره مباشرة ،فلم يزد على كتابة كلمة واحدة فقط هي :" تعز" ... ! ، وعينك ما تشوف إلإّ الدمار ...وياليته سكت .

وفِي لقائه قبل أشهر هو وأمين عام الحزب - الذي يملكانه منذ ربع قرب - مع ولي عهد الإمارات ..ظهرا كطالبين لم يذاكرا درسهما جيداً ، وينتظران بكل أدب وخشوع مُدرسهما ريثما ينتهي مما لديه من تقريع وتوبيخ .

والحق أنّ قيادة هذا الحزب قد بذلت كل ما في وسعها لإرضاء الإمارات وإقناعها بالتعامل معهم ولكنها للأسف لم توفق!!

فكان لا بُدَّ مما ليس منه بُدُّ.. وأخر العلاج ، التحريش ما بين الإمارات والسعودية .

ولنستعرض هنا التنازلات التي قدموها لترضى عنهم الإمارات .. وذهبت عبثاً أدراج الرياح.

شكروها بالهتافات والمظاهرات .. فلم تلتفت لهم ..

طلبوا موافقتها على إستقبال وفدٍ حزبي رفيع، سعياً للتقارب وفتح قنوات للتواصل .. ولَم ترد ..

هددوا بالهجرة إلى "تركيا"، والإلتحاق بـ"قطر" ولَم تأبه..

سربوا أنّهم ينوون التحالف مع الحوثيين ! .. فَتلقوهم بأذن من طين وأخرى من عجين .

أعلن رئيس الحزب - وهو الإخواني المخضرم - أنًهم :
ليسوا إخواناً ..!

فأخرجوا له ألسنتهم ..

قدّم كل ما لديه من مهارات .. ونفدت كل ما بحوزته من حيل وحذلقات .. ولَم يتبق غير أنْ يصرخ بملء شدقيه :
لسنا إخواناً .. ولسنا مسلمين ..

حراااامٌ عليك يا أبا ظبي - النصب هنا لدواعي نحوية - !..." أيش" المطلوب منهم بالضبط ؟

قبل عامين رفعوا عقيرتهم بالبكاء والعويل على "سوقطرى" وقالوا : دخلتها الإمارات .. ونهبت اللبان ، وشربت دم الأخوين ..
وحينها كان " هادي " يضحك منهم ساخراً :
طيب ، ولماذا طلبنا منها أن تتدخل .. ولماذا النواح على سوقطرى فقط ، وهي قد دخلت "مأرب " وكل المحافظات الجنوبية !!

اليوم ، اختلفت الآية .. ولحقهم
" هادي" ...
فصار تارة يُسّرب أنَّه بصدد تسليم ميناء عدن للصين ، وبعض أنصاره من المفسبكين يريدونها خالصة لـ"تركيا " دون منازع .

وفِي حيلة أخرى : يطلب من بعض الوزراء التابعين له الإستقالة احتجاجاً على "الإمارات" ، وكأنّ رئيس اليمن "أنور قرقاش" ورئيس الحكومة
"ضاحي خلفان".. وهو صامدُ على الكرسي صمود جبل " شمسان " !

وآخر ما تفتق عنه ذهنه : تشكيل ائتلاف جنوبي داعم للشرعية ومناهض للإنفصال - بحسب تفسير الحزب الوحدوي المسلم جداً - .. مع أنّ السياسي الجنوبي المُخضرم "محمد علي أحمد" على رأس هذا الإئتلاف ، ولا يُخفي نواياه في " فك الإرتباط"، وسبق أنْ طلب منه هادي قبل خمس سنوات تأسيس "مؤتمر شعب الجنوب " بغرض التهيئة لإعلان دولة الجنوب، أيام كان ذلك دعماً له !!

"محمد على أحمد" هو واجهة " أبين" ويستنجد به " هادي" كل ما أحس بخطر أبناء " الضالع " .. وعلى ذلك فهذا الائتلاف يراد به إعادة تدوير المصطلحين البغيضين عند أحبابنا الجنوبيين : " الزُمرة" في مواجهة" الطُغمة" وضرب بعضهم ببعض طالما "عيدروس الزٌبيدي" مع الإمارات .. !

نحن اليمنيين بُسطاء ومساكين إلى "حد " أنَّه بمقدور أي "أحد" يلعب علينا بنفس الأسلوب سبعين مرة ، وأي
"عكبار " يعُضنا من نفس "الجحر" ألف مرة ومرة !
عندما طردت السعودية والإمارات "قطر" من التحالف مٌتهمة إياها بالتآمر لم ينبس هادي ولو بهمسة .. بل واعتبر ذلك تصحيحاً لمسار التحالف الذي سخره الله لدعم شرعيته ..
لذا من السُخف اليوم تحميله ما لا طاقة له به .. والإيعاز له بالإستغناء عن الإمارات .. فهي لم تأت غصباً عنه ، كما أنّها خسرت مليارات الدولارات على شرعيته ، ولَم يدفع لها فلساً .. ودعكم من الحديث عن نفط وغاز اليمن الذي نهبته الإمارات .. فَلَو كان صحيحاً لوجدناه مُدوناً بالأرقام والوثائق .

تبادل الأدوار .. بين شاكر ٍ للسعودية وشاكٍ ..أو متشكك من الإمارات صار مفضوحاً ومُستقبحاً .. و الأجدر بمن يفعلون ذلك إعلان ما تخفيه صدورهم ..

قولوا للشعب : أنكم اكتشفتم أنَّ قطر أفضل .. وتدفع أكثر ...أو تركيا أحلى وأطعم، وفِيها جزيرة الأميرات، والبوسفور والدردنيل.

أمَّا النغمة المفضوحة بأنكم اكتشفتم الحقيقة المُرة بعد ثلاث سنوات ، فلا تنطلي على عاقل .. وتشبه قصة الزوجة التي ظلت تشاهد زوجها مع غيرها وهي راضية قانعة بما يمنحه لها من هدايا فلما قطع عنها المعلوم بدأت تهدده بالفضح لأنها اكتشفت خيانته !!

سوقطرى ليست كل اليمن ، الذي صار أكثر من نصفه تحت إدارة الإمارات .. كما أنّ " أبوظبي" ليست على حدود الجوف أو المكلا .. الحدود هي مع "السعودية" وهي تدرك تماماً أنّكم غير مأمونين .. واستعانت بالإمارات لتوصل لكم هذه الرسالة بكل شفافية.. وبكل وضوح .
كما إنها تعلم أنّها لو استجابت لكم بالاستغناء عن الإمارات ... ستطلبون منها إعادة "قطر" .. أو تسليم "عدن" و"سوقطرى" لأردوغان ..

وبعدها ستطردونها ، وتطالبونها بالرحيل .

هجعونا يا "جن" واتقرصوا العافية .


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الغد ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق